وسيط لنفسه .. سلفا كير عجيب
توسط سلفاكير بين الحكومة و بين جماعة الحلو المتمردة ..وهي جزء لم يتجزأ حتى الآن من الجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة سلفا كير ..لكن كله لخير .
> فقطاع الشمال في الحركة الشعبية لماذا يتسمى بهذا الاسم ..؟ لأنه هو جزء منها .. وهي يرأسها سلفا كير .. فالوساطة إذن كيف تستقيم منطقا بين الحكومة السودانية وبين مجموعة متمردة هو قائدها الأعلى الذي يصرف لمقاتليها المرتبات والامتيازات؟
> ومعلوم أن قوات الجيش الشعبي( لتحرير السودان ) في جنوب كردفان و النيل الأزرق هما الفرقتان التاسعة والعاشرة في الجيش الشعبي بقيادة سلفا كير .. وهو جيش الجنوب الذي نقسم ويعاد توحيده الآن بموجب اتفاق سلام الخرطوم.
> ووساطة الخرطوم تحت مظلة منظمة الايقاد بين حكومة سلفا كير وبين من انشقوا عنها وتمردوا عليها أمر طبيعي وكان مطلوبا جدا لحقن دماء الأبرياء ..
> فقد كان الرصاص رصاص قوات الجيش الشعبي .. وهو مجموعات ومليشيات منقسمة ..منها الحكومية ومنها المتمردة ..لكن كانت الدماء دماء المواطنين الأبرياء ..و كانت الأشلاء أشلاءهم وهم اطفال ونساء وشيوخ .
> ولو تذكرون ..أو لو بلغ علمكم ..فإن مجاز جنوب السودان ضد الشماليين في 13 مركزا في توريت وقبل رفع علم الاستقلال تبقى أهون وأخف من المجازر التي استمرت لسنوات هناك بعد الانفصال وقبل اتفاقية الخرطوم ..
> وقد كانت مجازر الثامن عشر من أغسطس عام 1955م في توريت من أجل منح الجنوبيين( كشعب واحد متحد )الانفصال ..لكن انظر ماذا وقع على هذا ( الشعب الواحد المتحد ) بعد أن نال ما أراد من انفصال واستقلال.؟
> أما وساطة سلفا كير فإن قبولها حتى لا يكون موقفا دبلوماسيا بلا قيمة على الأرض وتنحصر قيمته فقط في تحسين علاقات العاصمتين هنا وهنا .. فينبغي أن تسبقها مرحلة تسريح الشماليين من الجيش الشعبي الذي هو قائده الأعلى .. وينبغي فك ارتباط قطاع الشمال في الحركة الشعبية بها وهو رئيسها . وهي الحزب الحاكم في جنوب السودان .
> بذلك تكون الوساطة ذات مصداقية ..ومهمة .. ورد جميل لوساطة الخرطوم .. ويكون قبول الخرطوم لها إستراتيجيا ..وثمرة حقيقية لوساطتها بين حكومته وبين المنشقين عنها وغيرهم .
> والوساطة بالفعل مطلوبة ..لأن أهداف المتمردين في المنطقتين لم تعد قوات الحكومة ..بل هم المواطنون وممتلكاتهم من ماشية ومعادن وسلع غذائية وغير ذلك.. فالتمرد ضد الحكومة قد دحره الجيش السوداني بأولاد الغبش الغلابى بارشاد الاستخبارات الذكية ..فتغيرت أهداف التمرد ..وأصبح قاطع طريق ..وليس أمامه غير ذلك ما يفعله .
> و التمرد في ولايات دارفور ..يجده خليفة حفتر مهزوما بائسا معدما .. ويفكر في استغلاله .. ويتابع الأنباء .. ويجد أن سوق المرتزقة قد أصابه الكساد بعد خطوات السلام الخرطومية في جنوب السودان .. والكساد مفيد لحفتر من ناحية خفض السعر بخروج منافس من السوق كان يدفع بالدولار الأمريكي والشيكل الإسرائيلي .. ولا حاجة إلى مرتزقة هناك.
> لكن هل ستبدأ وساطة جوبا – كرد جميل – قبل فك الارتباط ..أم أن سلفا كير سيكون وسيطا لنفسه باعتباره القائد الأعلى للفرقتين التاسعة و العاشرة وهما ضمن فرق جيشه ..؟
تعليقات
إرسال تعليق