إقالة عقار .. مسار تصحيح الحركة
وفي خطوة جديدة أعلنت السكرتارية العامة المكلفة للحركة الشعبية بالنيل الأزرق عن إقالة مالك عقار من منصبه كرئيس للحركة الشعبية.
المسببات:
واتهمت السكرتارية في بيان صدر باسم سيلا موسى كنجي السكرتير العام المكلف بانفراد عقار بقيادة الحركة والجيش الشعبي بإقليم النيل الأزرق، وذكرت أنها اتخذت هذه القرارات بعد انعقاد اجتماع السكرتارية العامة المكلفة لمعرفة الأسباب والعوامل التي أدت إلى اضطراب الأوضاع وسط الحركة الشعبية، والجيش الشعبي لتحرير السودان إقليم النيل الأزرق، وقالت إن من تلك العوامل إنفراد الرئيس بقيادة الحركة الشعبية والجيش الشعبي، دون الرجوع إلى المؤسسات التنظيمية، واتهمت عقار بالسعي إلى شق الحركة بالتركيز على قبلية واحدة هي أهله (الأنقسنا)، وذكرت أن عقار قام بتكوين حكومة طواريء برئاسة ابن أخته أحمد العمدة بادي، الوريث والمنفذ لوصايا ومخططات إثنية الأنقسنا، وكشفت عن أن أحمد العمدة أصدر أمراً باعتقال بعض أعضاء مجلس التحرير والإدارة الأهلية، وتمت مواجهته برفض شعبي بالإقليم، وأوضح البيان أن ذات المجموعة قامت بمهاجمة بعض المواقع العسكرية الحية للجيش الشعبي باقليم النيل الأزرق، وإلى جانب ذلك اتهمت قيادات أخرى بالحركة مالك عقار بتصفية الجنرال علي بندر في السادس والعشرين من مايو المنصرم، على خلفية الصراعات التي نشبت في معسكرات اللاجئين بعد اعتقال دام لأكثر من خمسة أشهر.
فلاش باك
وقبل نحو خمسة أيام كانت رئاسة الحركة الشعبية قد أصدرت بياناً، أتهمت فيه مجموعة داخلها أيدت قرارات مجلس التحرير في جبال النوبة الخاصة بتقرير المصير، بقيادة انقلاب سياسي وعسكري على تراث ورؤية الحركة بالهجوم على حاميات عسكرية في مناطق سيطرتها، بتحريض جزء من الجيش الشعبي على أساس قبلي.. وقال بيان من مكتب رئيس الحركة الشعبية، إن وسائل الإعلام الحكومية ومجموعة من المشوشين من أعضاء الحركة، استبقت خطتها العملية ببث دعاية ومعلومات مكثفة ومتزامنة، ومعظمها لا علاقة له بواقع ومجريات الأحداث، وتمهيداً لتنفيذ خطتها، وأكد البيان أن بعض أعضاء الحركة بدأوا في تحريض قبائل بعينها ضد قبائل أخرى في معسكرات اللاجئين، وزاد (لم يتوقف الأمر عند ذلك بل امتد إلى الاعتداء المسلح على الرعاة من قبائل بعينها داخل المناطق المحررة، والعمل على تحريض الجيش الشعبي، ويذكر أن معسكرات اللاجئين بالنيل الأزرق قد شهدت اشتباكات مسلحة على أساس قبلي، وكتب الناطق الرسمي باسم الحركة مبارك أردول على صفحته بـ(فيس بوك) متحدثاً عن الأحداث بإقليم النيل الأزرق، إن ما حدث في النيل الأزرق مؤسف ومدان، ووصفه بالطعنة للحركة، واعتبره محاولة لركل مشروع الحركة الشعبية والاستعاضة عنه بمشروع إثني.
تصحيح مسار:
وفي أول ردة فعل على بيان إقالة عقار من رئاسة الحركة كتب الكاتب عبد الغني بريش مقالاً في صحيفة صوت الهامش الالكترونية بعنوان مبروك للرفاق في النيل الأزرق إقالة عقار، ووصفها بالخطوة الشجاعة لتصحيح المسار، وقال في مقاله الذي حدث في النيل الأزرق، يعتبر تطور سار باتجاه مغاير ومعاکس تماماً لرغبة وهوى الفريق مالك عقار إير بشکل خاص ومجلسه القيادي بشکل عام، وعلى كافة الرفاق والأحرار تأييد الخطوات التصعيدية للرفاق في النيل الأزرق ضد رئيسهم.
أثر إيجابي
القيادي بجبال النوبة بشير فلين اعتبر أن الأحداث المتلاحقة التي مرت بها الحركة شمال هي خطوات تصحيحية متوقعاً أن يكون لها أثراً ايجابياً على مسيرة السلام في المنطقتين، وقال لـ(آخر لحظة) هذه الخطوات بالتأكيد ستاتي بأشخاص نزيهين في قيادة الحركة، يكون اهتمامهم بقضايا المنطقة وأهلها وليس قضاياهم الشخصية ويجلسوا مع الطرف الآخر في مفاوضات جادة، واستبعد فلين أن تتم هذه الخطوة بيسر، وأن تتخلى القيادة الجديدة في الحركة عن قضايا المنطقة، بيد أنه أكد أنهم سيكونون أكثر جدية في معالجة الأمور ليحققوا بعض الأهداف الرئيسية التي من أجلها حملوا السلاح، وأضاف فلين بأن المحصلة النهائية لهذه الأحداث ستكون إيجابية .
فيما أرجع المحلل السياسي والقيادي بالمؤتمر الوطني د. ربيع عبد العاطي التعثر والخلافات داخل الحركة إلى أن مكونات المنطقتين غير متناغمة مع بعضها البعض، ولاتربط بينهما علاقة من حيث التركيبة القبلية والتقاليد، مشيراً إلى أن هذا الاختلاف والتناقض أدى لتعثر المفاوضات وعدم التوقيع على اتفاقية سلام، وقال إن الأحداث الأخيرة أظهرت الجسم المتهالك الهش لقطاع الشمال الذي وصفه بالكيان المهتريء من حيث التركيبة، ولم يستبعد عبد العاطي أن تلقي هذه الأحداث بظلالها على عملية السلام والمفاوضات، وقال كنا في السابق لانتعامل مع قياده إلا أنه الآن ستكون الأمور واضحة.
ثناء عابدين
تعليقات
إرسال تعليق