ونجحت مصر
زيارة الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” للخرطوم أمس ضمت أكبر عدد من الوزراء، مما جعل الرئيس “عمر البشير” يقول لـ”السيسي” حقوا نعمل مجلس وزراء مشترك،
القيادة في مصر ليس في عهد “السيسي” ولكن في كل العهود ظلت تصطحب معها عدداً كبيراً من المسؤولين في زياراتها الخارجية، كما لم يغب الإعلام المسموع أو المرئي أو المكتوب عن أي زيارة.. فكل الرؤساء المصريين حريصين في زياراتهم الخارجية اصطحاب الإعلام معهم، عكس قياداتنا التي يغيب الإعلام من زياراتها.. فلا ندري ما هو سر عدم اصطحاب السيد الرئيس أو مساعديه الإعلام في زياراتهم الخارجية بنفس الأسلوب الذي تعمل به القيادة المصرية. صحيح في بعض المرات تحرص القيادة على اصطحاب الصحفيين في زياراتهم الخارجية، ولكن اقل مما هو متعارف عليه في كثير من البلدان، ففي زيارة الرئيس “السيسي” أمس التقينا بعدد من رؤساء التحرير ومدير وكالة أنباء الشرق الأوسط وصحفيين من الأهرام والجمهورية، وغيرها من وسائل الإعلام المصري، لقد استطاع الرئيس “السيسي” أن يطفئ النيران التي كانت تشتعل هنا وهناك من قبل الإعلام، وأدت إلى توتر العلاقات بين البلدين، ولكن الهدوء الذي يتمتع به “السيسي” جعل الأمور تسير بصورة طيبة ووقف العداء والحملات الإعلامية التي كانت تنطلق من منصات لم تكن في مصلحة البلدين، ونجح “السيسي” بالعودة بقرار من الرئيس “البشير” بالإفراج عن كل المنتجات التي تم وقفها الفترة الماضية، وعلى رأسها المنتجات الزراعية، ويبدو أن عملاً كبيراً أجرى في ذلك من خلال اللجان الفنية ووزراء التجارة في البلدين، والدراسات التي اجريت حتى كلل العمل بالنجاح وعودة المحصولات الزراعية المصرية إلى الأسواق السودانية، فهذه الخطوة ستنعش السوق وستساعد التجار في البلدين في وضع أفضل، من مكاسب زيارة الرئيس “السيسي” توقيع البروتوكولات التي بلغت ما يقارب الاثني عشر بروتوكولاً وكلها ستصب في مصلحة البلدين إضافة إلى الربط الكهربائي وإنشاء خطوط السكك الحديد، وهذه ستساعد في الاقتصاد والسياحة، لأن القطار يُعد من أرخص وسائل المواصلات إضافة إلى تحريك النقل النهري وهو أيضا من الوسائل الرخيصة في نقل البضائع والمواطنين أن العلاقات السودانية المصرية من خلال الزيارات المتكررة للرئيس “السيسي” ستعطيها بعد أكبر مع طي كل الخلافات التي تتفجر هنا وهناك لأسباب غير موضوعية..
فالسوق السوداني محتاج إلى الأسواق المصرية خاصة وأن مصر بها الكثير من المنتجات التي يحتاج إليها أن كانت على مستوى الصناعة أو الزراعة أو الغزل والنسيج، كما الأسواق المصرية في حاجة إلى المنتجات السودانية أن كانت على مستوى الحبوب أو لحوم، لذا التكامل بين البلدين مهم ليس من أجل الحكومات ولكن على مستوى الشعبين فهم في أمس الحاجة إلى الغذاء والكساء والعلاج، والطبيب المصري الآن يحظى برضا تام من قبل المريض السوداني فمهما اتجه المريض السوداني إلى الدول الأخرى ففي النهاية نجده يلجأ إلى الطبيب المصري أن كان على مستوى التشخيص أو العلاج، لقد شهدنا الرضا في عيون الوزراء الذين رافقوا “السيسي” في تلك الزيارة، وكذلك الطاقم الدبلوماسي على مستوى السيد السفير “شلتوت” والقنصل والمستشار والطاقم الإعلامي المرافق أو الموجود بالقنصلية أو السفارة، نأمل أن نطوي إلى الأبد الخلافات بين البلدين، وألا يلجأ لها أي طرف من أجل رفاهية شعبي وادي النيل.
تعليقات
إرسال تعليق