مواقع التواصل الإجتماعي الترس الحقيقي

خدمة الانترنت ساهمت في التطور الذي شهده السودان في الفترة الماضية في كل مناحى الحياة لاسيما في العلاقات الاجتماعية بين مكونات الشعب السوداني كما ساهمت في الطفرة التقنية التي شهدها المواطن في كل مناحى الحياة .
منصات التواصل الإجتماعي المحرك السياسي
لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في التغييرات السياسية في عدد من البلدان العربية و ثورات الربيع العربي ليست بعيدة عن هذا الشان .
لقد قامت مواقع التواصل الاجتماعي عبر منصاتها ( فيسبوك ، واتساب ، وتغريدات على حساب تويتر ) في الإطاحة بأنظمة عربية كانت في سدة الحكم لاكثر من ثلاث عقود ( مصر ، ليبيا ، اليمن ) نموذجاً .
ثورات على مواقع التواصل
أفردت المنصات الاجتماعية مساحات واسعة للتعبير عن حرية الرأي و قاد روادها حملات إعلامية ضد أفراد و جهات سياسية و دول حتى اسقطت تلك الدول وعاشت فراغاً دستوري مما حفز بعض الدول و أجهزه المخابرات بالتدخل في تلك الدول والغيت عقيدتها و طمس حضارتها وتقاليدها كما حدث في سوريا ، العراق ، ليبيا ، اليمن .
حمى النت تنتقل للسودان
قاد ناشطين سياسين و حقوقين و إعلامين عدد من الحملات الاعلامية بالسودان مستخدمين
وسائل التواصل الاجتماعي كسلاح ضد النظام السابق على فترات متباعدة حتى جاءت ثورة ديسمبر 2018م التى استخدم الشباب الثائر النت كمحرك للشارع السياسي وقد نجحت الحملة في حشد الملايين المطالبين بضرورة توفير ( القوت ، الوقود ، السيولة ) والتي كانت بداية الشرارة الحقيقية لاشعال فتيل الثورة والتى وصلت الى منتهاها أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم والذي بدوره انحاز لمطالب الشعب وامر النظام بالتخلى عن السلطة وقد حدث ، و أصبحت المنظومة الامنية الضامن الحقيقي لنجاح الثورة و الشريك الاصيل في ذهاب نظام الانقاذ مع القوى التى دعت الشباب للخروج الى الشارع .
نتائج الحراك الثوري
بعد ذهاب نظام الإنقاذ عطّل المجلس العسكري الإنتقالي الدستور وحل جميع المجالس التشريعية والتنفيذية تمهيدا لمرحلة بسط الحريات والممارسة النزيهة للعمل السياسي والإعداد لإنتخابات حرة ونزيهة في سبيل استقرار السودان وعلى ضوء ذلك إنخرط المجلس العسكري و القوة السياسية التي فوضها الشباب " اعلان قوى الحرية والتغيير" في مفاوضات مفتوحة من غير شرط أو قيد في طرح كل القضايا ، وبعد مراحل من التفاوض إستجاب المجلس العسكري لمطالب قوى إعلان الحر ية والتغير بإبعاد أعضاء فعالين بالمجلس حتى يخرج السودان الى بر الامان .
الحرية والتغييرتتمترس خلف مواقع التواصل الإجتماعي
في سبيل الضغط السياسي على المجلس العسكري وتحقيق مكاسب حزبية ضمن الأحزاب المكونة لقوى الحرية والتغيير استخدمت القيادات المفاوضة مواقع التواصل الإجتماعي للدعوة للتظاهر والخروج الى الشارع لإغلاق الطرق والكباري وشل حركة المواطنين والحيلولة دون الوصول الى المؤسسات الخدمية .
المتاريس تغلق الأفق السياسي :-
القوات المسلحة أبدت مرونة كبيرة للمعتصمين أمام مقر قيادتها وسمحت لحركات مسلحة اقامة فعالياتها نصب راياتها ومنصاتها السياسية التي إستخدمتها في الهجوم على الجيش على مرمى حجر من المداخل الرئيسية للقيادة العامة وغض الطرف عن الممارسات السالبة التي تحدث وسط المعتصمين حتى لا تفسد الشباب فرحتهم وقد إمتدت المظاهر السالبة التي تتنافى مع قيم وأخلاق المجتمع السوداني الى خارج ساحة الإعتصام والمعروفة مجازا بمنطقة (كولمبيا) والتي أسبيحت فيها كل الحرمات حتى أتى قرار المجلس العسكري بتنظيف المنطقة من المظاهر السالبة مما دعا المتفلتين ومعتادي الإجرام التسلل الى ساحة الإعتصام وكان سببا كافيا لتفريق المعتصمين من ساحة الإعتصام لسلامتهم في المقام الأول .
العودة للمتاريس
في صبيحة التاسعة والعشرون من رمضان فقدت قوى الحرية والتغيير المكان الذي كان وسيلة ضغطهم لتحقيق أهداف سياسية وأصبح من الماضي ومن هول الصدمة أصدرت قيادات بقوى الحرية والتغيير توجيهاتها للشباب عبر وسائل التواصل الإجتماعي إغلاق كل الطرق والكباري والمعابر والاحياء ، وهذا الفعل تضرر منه المواطن البسيط الذي يعمل لسد حاجة أسرتة يوميا وبعد أن تذمر المواطنين من الأعمال التخريبية التي قام بها الشباب وصاحبها التفلتات الامنية قاموا بفتح المتاريس وإعادة الحياة الى طبيعتها بعد أن تأكدو بأن من يقف خلف هذه الأعمال لايريد خيرا للسودان .
الحل كان في إغلاق خدمة النت
بعد التصعيد الذي حدث من قبل قوى الحرية والتغيير بعد عملية فض الإعتصام فطن القائمين على الامر من جر البلد الي الانفلات الامني قرروا اغلاق خدمة الانترنت حفاظا على امن الوطن والمواطنين والحد من انتشار الشائعات التي تضر بالامن القومي و نشر الاخبار الكاذبة التي تتناقلها القنوات العالمية كمادة إعلامية سالبة لتشويه صورة السودان في المحيط العربي و الافريقي و العالمي .