بعد اتهام عقار بتصفية علي بندر الحركة الشعبية.. تصفية الخلافات بـ(الدم)
بدأ الصراع داخل الحركة الشعبية شمال يأخذ طابعاً دموياً، حيث اتهمت وكالة الاغاثة واعادة التعمير التابعة لقطاع الشمال برئاسة الحلو امن الرئيس السابق للحركة مالك عقار بتصفية وقتل العميد علي بندر سيسي في مايو المنصرم ومضت الوكالة الى ابعد من ذلك وطالبت الامم المتحدة بالتحقيق الشفاف في مسألة قتل الابرياء بالنيل الازرق من قبل القوات الموالية لمالك عقار.
الموت سمبلة
قبل عامين تقريباً خرجت اسرة العميد بالجيش الشعبي الهندي أحمد خليفة على الاعلام وهي تكيل الاتهامات لمالك عقار بتصفية ابنهم عبر سجنه في جوبا وتعذيبه حتى الموت حينها قالت شقيقته هبة احمد خليفة لصحيفة (الاهرام اليوم) ان الحركة الشعبية ممثلة في مالك عقار والعميد الجندي سليمان ساهما في تصفية واغتيال ابنهم الهندي وعضدت الاتهام زوجة القتيل زهراء ذات الاصول الاثيوبية التي كانت ترافقه في الادغال والاحراش واشارت ان الخلافات المتصاعدة والتنافس بين زوجها الهندي والعميد الجندي سليمان ساهما في تصفيته بعد وضعه في سجون جوبا، وماتزال اسرة الهندي تطالب بمحكمة الجناة رغم البيان الذي صدر في وقت سابق من قطاع الشمال ان الهندي قد فارق الحياة لظروف مرضية.
حادثة أخرى
لم تكون حادثة اغتيال الهندي أحمد خليفة هي الاولى في صفوف الجيش الشعبي حيث اتهم قطاع الشمال امس القيادة السابقة بتصفية العميد علىي بندر سيسي على يد مالك عقار والمطالبة بالتحقيق في الامر، في ذات الوقت كان القيادي السابق بالحركة الشعبية المك عبيد ابوشوتال سباقاً في اتهام الحركة التي يقودها عقار بتصفية علي بندر سيسي وقال ابوشوتال في حوار مع (الصيحة) نشر سابقاً ان مالك عقار قام بتصفية علي بندر سيسي واخرين بعد رفض نهج عقار في قيادة الحركة قائلاً ان التصفيات شملت العشرات وكانت نتيجتها هي التغييرات التي حدثت مؤخرا في صفوف الحركة اضاف ان التغيير في الحركة مهر بدماء غالية في اشارة لتصفية العميد بندر سيسي. اتهام ابوشوتال عززه البيان الصادر من وكالة الاغاثة واعادة التعمير التابعة للحركة الشعبية وهي تجزم بتصفية علي بندر على يد قوات موالية لمالك عقار.
حرب معنوية
يبدو ان الخلافات التي ضربت صفوف الشعبية شمال مؤخراً ستكشف كثيراً من التفاصيل كانت موضوعة داخل جدران الحركة ويصعب البوح بها حفاظاً على تماسك الحركة بيد أن عدداً من هذه الاسرار بدأ يتسرب في اطار الحرب الساخنة بين طرفي النزاع في قطاع الشمال حيث يسعى كل طرف ان ينتصر على الاخر بالضربة القاضية في ظل الضغط الدولي على الطرفين بغية الانخراط في العملية السلمية وتجاوز محطة الخلافات الداخلية وهو ما فعلته الحركة بقيادة الحلو التي سارعت لجلسة مباحثات اولية مع الوساطة الافريقية وبعد مرور اقل من اسبوعين اخرجت الحركة احد كروتها للانتصار على الخصم الاخر وهو كرت الاتهام بالتصفيات الجسدية وهنا يقول القيادي بمجلس تحرير النوبة محمد الجاك ان الاوضاع باتت بالغة التعقيد داخل الحركة الشعبية والكل يبحث عن موطئ قدم ومن ثم الباقي على كابينة القيادة لذا تخرج التصريحات والاتهامات المتبادلة بين الطرفين من قبل قيادات الحركة واضاف الجاك لـ(الصيحة) ما يحدث مؤخراً داخل الحركة لم يكن معهودا من قبل داخل قطاع الشمال ولكن البحث عن ثغرة بغية الانتصار في معركة القيادة ساهم في اطلاق مثل هذه التصريحات.
ما وراء الاتهامات
عملية الاتهامات الخطيرة بين الطرفين ينظر لها قيادي بارز بالشعبية شمال ــ فضل حجب اسمه ــ بنظرية الامر الواقع وقال القيادي ان كلا الطرفين يمارس التصفيات في حق الاخر خاصة بعد المعارك الاخيرة التي تدور بين قوات عقار والمناوئين له في النيل الازرق مبينا ان الحلو نفسه لم يتوانَ في تصفية انصار عقار داخل الجيش الشعبي في حالة التاكد من انهم يلعبون ادواراً تتقاطع مع مصالحه ولم ينفِ المصدر لجوء عقار لتصفية علي بندر سيسي في اطار معركة البقاء في قيادة الحركة.
كروت رابحة
يرى خبراء ان عبدالعزيز الحلو يملك عدة كروت رابحة في معركته مع الطرف الاخر ويمكن التويح بها من اجل كسب اللعبة ابرزها ورقة الاغتيالات الدموية التي بدأت تتسرب مؤخراً عطفاً على اورق اخرى اهمها الملف المالي خاصة وان الحلو كان قريباً من القرار ابان قيادة ياسر عرمان ومالك عقار للحركة الشعبية.
رد فعل متوقع
في ذات الوقت من المتوقع ان يتم اتهام الحلو نفسه بالاغتيالات الدموية وهو القائد العسكري الاول للحركة في الفترة الماضية ولا يستبعد مراقبون ان يلجأ عقار وعرمان لاتهام الحلو بالتصفيات الدموية بيد ان مصدراً داخل الشعبية يستبعد ان يلجأ عقار وعرمان لرد الاتهام بحجة الحفاظ على الاسرار التنظيمية. في السياق يقول عضو مجلس التحرير عمر الطيب ابوروف ان الظروف التي تعيشها الحركة الشعبية قابلة لكل شيءمن اتهامات متبادلة واغتيال معنوية قائلاً ان مؤسسات الحركة الشعبية هي المسوؤل الاول عن اثبات هذه الاتهامات وأضاف لـ(الصيحة) حقيقة تعيش الحركة الشعبية شمال وضعاً صعباً في الوقت الراهن بيد ان مؤسسات الحركة قادرة على حسم هذه التفاصيل. وحول ردة الفعل المتوقع من مالك عقار بعد اتهامه بالقيام بتصفيات دموية قال ابوروف لا استطيع ان اتنبأ بردود الفعل من الطرف الاخر في ظل هذا المناخ..
تعليقات
إرسال تعليق