ليتهم صمتوا
*تبرير أقبح من الحادثة ذاك الذي جاء به سكرتير الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب والقيادي بالحزب صديق يوسف خلال حواراتهما مع عدد من الصحف الايام الفائتة حول حادثة ميدان الربيع يوم تشييع جثمان فاطمة أحمد إبراهيم...
*فصديق يوسف بدأ مؤيدا وغير مستهجن لتلك (التصرفات) حين سئل حول مدى استهجان الحزب الشيوعي لما حدث حين قال: (أنا لا أستهجن.. انا أرى أن هذا رد فعل طبيعي للطريقة التي جاء بها هؤلاء.. لماذا أستهجن؟؟ أناس، هذا النظام يقتلهم وشردهم وعذبهم، ثم يأتي ليستفزهم في تشييع مواطنة)!.
*صديق يتمادى في تسييس الحادثة حين اضاف: (هؤلاء الناس الذين جاءوا للتشييع مؤمنين بالقضية التي تدافع عنها فاطمة. النظام غير مقتنع بقضية فاطمة لأنه هو الذي اضطراها للعيش أكثر من 20 سنة خارج السودان).
*صديق يوسف اعتبر الاتهامات التي انتاشت الحزب قبل وبعد تشييع الجثمان أمرا لا يستحق التعليق ولا يستحق الوقوف عنده أو الرد عليه.. وان الطريقة التي جاء بها رئيس الوزراء ومرافقيه استفزت (المواطنين) الذين كانوا في المدخل.. لا حظوا معي إلى كلمة (المواطنين) فالرجل يصر ان من قاموا بالهتاف لم يكونوا غير مواطنين وليسوا شيوعيين معلومين.
*لكن الرجل يعتريه بعض الحياء حين يتذكر ان الهتافات التي أطلقت هي ماركة شيوعية يحفظها الشارع السوداني عن ظهر قلب ليقول أن الناس الذين جاءوا لهذا التشييع ليسوا عساكر حتى نصدر لهم الأوامر..
*الرجل اسقط في يديه وهو يقر بقوله: (وهم ليس جميعهم أعضاء في الحزب الشيوعي، هؤلاء الذين جاءوا للتشييع مواطنون من مختلف أطياف الشعب السوداني.. رأوا منظرا استفزاهم وعبروا عن رأيهم).
*وكما قلت سابقا فإن حادثة العنف اللفظي الذي تعرض لها النائب الأول ورئيس الوزراء القومي الفريق أول بكري حسن صالح ومرافقوه من قبل المحسوبين على الحزب الشيوعي السوداني خلال حضورهم المشاركة في تشييع الراحلة فاطمة أحمد إبراهيم لم ولن تكون، الأولى من حيث الممارسة والفعل لعضوية وكوادر الحزب الأحمر..
*هذه الحادثة والتي صورها بعضهم وكأنها افتراع لثورة (شيوعية) قادمة ضد الإسلاميين تضاف إلى حادثات أخرى متشابهات للحزب الأحمر والذي تزخر صفحات التاريخ بها بجانب فن اغتيال الشخصية (الشيوعية) لبعض قادتهم ناهيك عن الخصوم السياسيين الآخرين
*ما قام به الزملاء بميدان الربيع خلال مراسم تشييع جثمان القيادية فاطمة أحمد إبراهيم، يعكس سوء خلق هؤلاء بتحويل موقف (اجتماعي) إلى موقف سياسي رخيص لا ينبغي أن يتأتى وإن كان أصحابه على حق، فهو لم يكن غير محاولة (يائسة) وغير راشدة لاستغلال تشييع جثمان، في لحظات يعدها الجميع لحظات (عظة) و(تدبر)..
* الخطيب صديق يوسف هما آخر الزملاء الذين كنا ننتظر منهما بعض الحكمة إلا ان ما أفرغاه من غثاء اثبت جليا بأن قيادة الشيوعي الهرمة لم تتجاوز محطة (علقة) نميري الساخنة لهم في اعقاب فشل انقلابهم الدموي على يد هاشم العطا ورفاقه عام 1971م.
*وهي (العلقة) التي لا زال الزملاء يتحسسون ظهورهم من تباريحهها كل حين.
*وما قاله الخطيب وصديق يوسف، يؤكد عمليا أن الحزب الشيوعي السوداني لم يستفد من تجارب نظرائه في المحيط الاقليمي ومن الحزب الاب في روسيا والذي تلاشي منذ انهيار الاتحاد السوفيتي.
*عموماً سيدفع الزملاء فاتورة تلك (الصبينة) وقطعاً ستكون خصماً من رصيدهم الأخلاقي، (إن وجد)..!!
تعليقات
إرسال تعليق