الحزب الشيوعي في مقبرة «هايغيت»
الحزب الشيوعي في مقبرة «هايغيت»
تأسس الحزب الشيوعي السوداني عام 1945م ، لكن واقع «الحزب» اليوم يفيد أنه مايزال في «سنة أولى سياسة». فالحزب على المستوى الورقى يتكوَّن من أربعة عشر مكتباً مركزياً . كلها تصدر قرارات . كلّ القرارات لا يتمّ تنفيذها. «الحزب» الذي كسر الأرقام القياسية في إصدار القرارات ، صار اليوم عبارة عن قاطرة تجرّ وراءها مقطورة طويلة «ترلَّة» من القرارات غير المنفذَّة . كما أن اللجنة المركزية بعد «72» عاماً من تأسيس الحزب، دعت إلى تجاوز «الثقافة التنظيمية الشفهية»، وتوثيق اجتماعات اللجنة المركزية والمكتب السياسي و«تفنيطها» وأرشفتها. ولكن حتى اللحظة لم يحدث أى انجاز في عملية «تفنِّطون» أو «تؤرشفون» . كما أن حتى اللحظة تعتبر الصلات التنظيمية وغير التنظيمية مقطوعة تماماً بين «اللجنة المركزية» وعضويتها ومكاتبها. حيث يسيطر على «اللجنة المركزية» «فوبيا» المراقبة والإختراق وهاجس «السِّريِّة» .وقد وجهت اللجنة المركزية «مكتب الأمن» بعد وقائع تسريب العديد من اجتماعاتها بتوفير التأمين المطلوب لاجتماعات وتحركات اللجنة المركزية والمكتب السياسي. كما وجهت اللجنة المركزية بحفظ وفرز وتبويب أرشيف الحزب. حيث يعني ضياع الأرشيف «فقدان ذاكرة الحزب» .وفي تعبير عن الحزب «المهجِّس» الذي لا يثق في ما تبقى من العضوية، طالبت اللجنة المركزية « مكتب إدارة اللجنة المركزية» بفحص الكادر والسِّجل العام وشئون العضوية. كما طالبت اللجنة المركزية بتوفير احتياجات عمل اللجنة المركزية ومكاتبها وحفظ الأدوات والأجهزة . وفي خطوة تعزز تفاقم العمالة الفائضة من «الكوادر المتفرغة» وتزيد من وطأة «البيروقراطية» الحزبية، كشفت اللجنة المركزية أن الحزب يحتاج في «مكتب إدارة اللجنة المركزية» إلى تعيين خمسة عشر «زميل وزميلة» إضافيين في «العمل العلني». كما يحتاج إلى «49» زميل وزميلة في «العمل السرِّي». و طلبت اللجنة المركزية من «المكتب المركزي للتنظيم» «تحسين التركيب الطبقي والنوعي والعمري للحزب»، و«رفع الوعي السياسي والتنظيمي لكادر الحزب ومجموع عضوية الحزب». و ذلك إعتراف كبير بانخفاض الوعي السياسي لـ«كوادر» الحزب. وأن استخدام عبارة «رفع الوعي» عبارة عن تغطية لحقيقة أن «كوادر» الحزب الفكرية والسياسية والتنظيمية عبارة عن كوادر من ورق. حيث صار ديدن كوادر الحزب في أوقات فراغهم أن في خوضٍ يلعبون يعربدون و«يسمرون» و«يكشتنون» بلا كلال. أى «لعب الورق» . أيضاً ما زال الحزب الشيوعي السوداني، بحسب اجتماعات اللجنة المركزية ، يضرب مترب القدمين أشعث في دروب السفارات الغربيَّة. يشار إلى أن قصة الحزب الشيوعي و «العيون الزرقاء» قد بدأت في السودان بمهندس بريطاني شيوعي كان يعمل في خزان سنار عند تشييده، حيث قام بتجنيد «X». ثمّ كان تجنيد أول طالب سوداني شيوعيّ في مدرسة حنتوب الثانوية هو «X». كان التجنيد بواسطة أستاذ بريطاني في المدرسة. لذا فالدخول الرّوتيني الدوري بكرةً وعشيةً إلى السفارات الغربية حيث يحتضن الظلام «الرفاق»، أمر «عادي» جدّاً في الحزب ، سواءً قبل «72» عاماً أو اليوم. لكن هل الشيوعيون وهم ينسربون في الظلام وراء كواليس السفارات الأجنبية، وطنيون أم عملاء. أيضاً لماذا أعضاء الحزب الشيوعي السوداني في العاصمة البريطانية أكثر من الشيوعيين في الخرطوم. هل يكمن السَّبب في مقبرة «هايغيت
تعليقات
إرسال تعليق