ياسر عرمان ومريم المنصورة …العراميس 2/1
قبل عام وما يزيد عن عشرين
يوما من هذا اليوم – الخامس من ديسمبر 2016 – كتب ياسر عرمان مقالا هو أخلاط من الرثاء والعويل وخاطرات الكلم
المبذول في مقام ذكرى الموتى عن الزعيم الكوبي «فيدل كاسترو» ، يعدد فيه مناقبه ، يبذل
بالقلم «لطميات» في قياس مواجد شيعة الرفاق على رفيق لهم مضى ، وما كان «فيدل» مثل
«قرنق» وما كانت الحركة الشعبية مثل «الثورة الكوبية» وما كان «جيفارا « ثاويا في
مدائن السودان الجديد الا بحد اللحية التي توزعت بين قرنق وسلفاكير ويوسف كوة ، اذ
ارسلوا لحاهم غير مشذبة وان عجزوا عن امتلاك جسارة ليقول لجندي الحراسة الذي غرس
فيه الرصاصة «اطلق النار يا بني فانما انت تقتل رجلا « ! تحدث «عرمان « عن جنازة
الزعيم الكوبي من هافانا الي سانتياغو دي كوبا مثلما ذهب نيلسون مانديلا من قرية
«كونو» في الترانسكاي الي كل العالم، او كما قال ، لم يعب احد يوما على الامين العام
للحركة الشعبية نفثات يراعه الحرى المدامع ، هو انما كان يبر «كفيله» بسخين البكاء
فكوبا هي التي دعمت مناجزة الحركة الشعبية وتمردها ضد السودان ، كان بلدا شيوعيا
يسند فرعا شيوعيا ، حتي ان العقيد جون قرنق زارها ثلاث مرات في غضون ثلاثة أعوام ،
وتزعم خزعبلات الشعبية ان تلك الزيارات كانت لبحث فرص حصول ابناء الهامش على العلم
والسياسة ، وهما وصفان انتهيا لفتح الديار الكوبية والمعاهد لتدريب قيادات الحركة
الشعبية على القتال وحروب العصابات وزار جورج رسكرد عضو القيادة الكوبية مركز
تدريب الحركة الشعبية الرئيسي في «بونقا» وتأكد من إمكانيات الحركة وخطها السياسي
، فعلت كوبا ما فعلت بدعم المتمردين السودانيين ذات ما فعلت حينما ارسلت قوات
لمساعدة الحركة الشعبية لتحرير أنغولا اليسارية لصد هجمات جنوب إفريقيا ويونيتا والجبهة
الوطنية لتحرير أنغولا، ثم مساعدة النظام الإثيوبي «الدرك» في قتاله مع الإريتريين
والصوماليين. وبعدها بسنوات كان ياسر عرمان والحركة الشعبية يأكلون في ذات الماعون
الذي بصقوا فيه اذ حلوا في اوائل التسعينيات ضيوفا وحلفاء على الجبهة الشعبية
لتحرير ارتريا في «اسمرا» بعد سقوط نظام الرئيس منغستو هايلي مريم وانتصار الثورة
الارترية في «نكفة» وصعود الجبهة الشعبية لتحرير تقراي في المسار الاثيوبي ودخول
انصار «مليس زيناوي» الى العاصمة اديس ابابا ، خلع عرمان ورفاقه اردية المواقف
القديمة ونسوا وتناسوا انهم كانوا ضد الثورة الارترية فالحركة الشعبية حليفة كوبا
تجاهلت ان «فيدل كاسترو» كان يقاتل بواجهة منغستو ابناء «عواتي» و»سبي» الذين صدقهم
السودان وكانت اول بنادق الثورة من مخازن الجيش السوداني ، تجاهل عرمان انهم في
حركة قرنق كانوا حلفاء نظام الدرك الذي اقام اول معسكراتهم داخل الحدود الاثيوبية
وانهم لطالما اثنوا على العقيد الاثيوبي الذي ربما ظل رفيقه العقيد قرنق يستلهم
منه سابقة الظهور في خطاب جماهيري حين قام قائد الانقلاب الاثيوبي بالهتاف «الموت
للثورة المضادة! « ثم أخذ ثلاث زجاجات مليئة بالدم وألقاهها أرضًا. وان كنت اظن ان
قرنق اكتفي بدلق دماء مناوئيه في صمت فزعيم الحركة الشعبية حاز مكرا حقيق بالاعجاب
وان كان لفعل شرير ، ياسر عرمان لم يذكر كل هذا ، لم يأت على ذكر «امان عندوم»
وشبلس بقالا او «الشيخ الطاهر» الذين تتراص صورهم حتى اليوم في جدران متحف بقلب العاصمة
اديس ابابا وفي «مصوع» الارترية التي يعرف اهلها تاريخ الكفاح في ايام معارك
«فنقل» اهل مصوع الذين حضر قادتهم الى الرئيس اسياس افورقي ايام وصول الحركة
الشعبية السودانية الى «حديش» و»ساوا» مذكرين بان هؤلاء – اي جيش- قرنق حينما كان
يوالي «منغستو» كان اهل الخرطوم وكسلا والسودان من «النميري»
الى «البشير» يدعم الارتريين.
إن ياسر عرمان ، الذي يكتب هذه الايام غامزا جانب الرئيس التركي الرئيس رجب طيب اوردغان ، قارئا من كتب ورقاع مرويات التاريخ لا يملك الضمير الذي يحاكم به وقائع التاريخ ، سهل ومتاح لاي متحدث ممارسة الحذلقات التي لا تلغي الشواهد ، من اكبر خزيا لنضالات الشعوب من الحركة الشعبية ، اين نصرت ضعيفا ومتى اقامت عدلا ، لقد ظلت تمارس الارتزاق والوكالة ، والتطفل ، ظلت عرموسا يملأ الفراغات باسمنت التكسب ، كانت ضد الثورة الارترية وضد نضالات الشعب الاثيوبي مثلما كانت سمسارا وربما قوادا – واعتذر لفظاعة التوصيف – في ليبيا ولا تزال وكانت كذلك حتى في الجنوب ، الذي اسلمته الحركة الشعبية الى جوع ومسغبة سبعة ملايين بين متشرد وهالك ومقتول وهو نصف عدد السكان فيما لزم النصف الاخر المهاجر وحشود صفوف اللاجئين ، من الذي حقيق به نعت العار والسباب ؟! إن اوردغان – حياه الله – لم يقتل المدنيين في طائرة سودانير بسماء ملكال ولم يسلح اهل القردود وابو كرشولا ، ولم يفشل جولات السلام ال14 حول المنطقتين ، اوردغان لم يرص الصفوف امام الكونغرس الامريكي والمنظمات لعدم رفع الحظر الاقتصادي عن السودان ، ولم يمنع الاغاثة عن المتأثرين بالحرب في جنوب كردفان والنيل الازرق ، وهذه ليست قصصا من كتابات “نعوم شقير ” او رواية لبابكر بدري او مجتزآت من قصص الرواة في مجلس الخليفة عبد الله التعايشي ، انها احداث معاصرة ووقائع مثبتة ، يتضاعف اثمها لان من اتاها يقف اليوم ناصحا وخطيبا ، مستعيرا لسان طهارة لا تتوفر له ، ان من عليه الاعتذار للسودان هو “عرمان ” وامثاله ، الذين هدموا مقدرات وطنهم في كادوقلي وهجليج وكسلا ، شهداء كسلا في الهجوم الذي قادته الحركة الشعبية لم يقتلهم جعفر باشا مظهر الحاكم التركي لكسلا 1865 / 1871 ، قتلهم الجنرال توماس سريليو قائد الجبهة الشرقية بلواء السودان الجديد الذي نفذ الهجوم على كسلا نوفمبر 2002 ان سجل الخزي والخذلان الوطني في اعمال ياسر عرمان والحركة الشعبية اكثر قذارة ولعنة من ان يسمح لصاحبه بتتبع اثار الرجال ، ان ياسر عرمان كأنما يظل دوما يشد عليه قول أحمد مطر رداء …
وجوهكم أقنعة بالغة المرونة
طلاؤها حصافة، وقعرها رعونة
صفق إبليس لها مندهشا، وباعكم فنونه
“.وقال : ” إني راحل، ما عاد لي دور هنا، دوري أنا أنتم ستلعبونه
ودارت الأدوار فوق أوجه قاسية، تعدلها من تحتكم ليونة
انهم – يا مطر- فوق هذا يسدون كما سد العراميس بالاسمنت ذاكرة الناس والاوطان ونسوا ان عقولنا واعيننا وبصيرتنا ليست فراغات في جدران للبناء.
إن ياسر عرمان ، الذي يكتب هذه الايام غامزا جانب الرئيس التركي الرئيس رجب طيب اوردغان ، قارئا من كتب ورقاع مرويات التاريخ لا يملك الضمير الذي يحاكم به وقائع التاريخ ، سهل ومتاح لاي متحدث ممارسة الحذلقات التي لا تلغي الشواهد ، من اكبر خزيا لنضالات الشعوب من الحركة الشعبية ، اين نصرت ضعيفا ومتى اقامت عدلا ، لقد ظلت تمارس الارتزاق والوكالة ، والتطفل ، ظلت عرموسا يملأ الفراغات باسمنت التكسب ، كانت ضد الثورة الارترية وضد نضالات الشعب الاثيوبي مثلما كانت سمسارا وربما قوادا – واعتذر لفظاعة التوصيف – في ليبيا ولا تزال وكانت كذلك حتى في الجنوب ، الذي اسلمته الحركة الشعبية الى جوع ومسغبة سبعة ملايين بين متشرد وهالك ومقتول وهو نصف عدد السكان فيما لزم النصف الاخر المهاجر وحشود صفوف اللاجئين ، من الذي حقيق به نعت العار والسباب ؟! إن اوردغان – حياه الله – لم يقتل المدنيين في طائرة سودانير بسماء ملكال ولم يسلح اهل القردود وابو كرشولا ، ولم يفشل جولات السلام ال14 حول المنطقتين ، اوردغان لم يرص الصفوف امام الكونغرس الامريكي والمنظمات لعدم رفع الحظر الاقتصادي عن السودان ، ولم يمنع الاغاثة عن المتأثرين بالحرب في جنوب كردفان والنيل الازرق ، وهذه ليست قصصا من كتابات “نعوم شقير ” او رواية لبابكر بدري او مجتزآت من قصص الرواة في مجلس الخليفة عبد الله التعايشي ، انها احداث معاصرة ووقائع مثبتة ، يتضاعف اثمها لان من اتاها يقف اليوم ناصحا وخطيبا ، مستعيرا لسان طهارة لا تتوفر له ، ان من عليه الاعتذار للسودان هو “عرمان ” وامثاله ، الذين هدموا مقدرات وطنهم في كادوقلي وهجليج وكسلا ، شهداء كسلا في الهجوم الذي قادته الحركة الشعبية لم يقتلهم جعفر باشا مظهر الحاكم التركي لكسلا 1865 / 1871 ، قتلهم الجنرال توماس سريليو قائد الجبهة الشرقية بلواء السودان الجديد الذي نفذ الهجوم على كسلا نوفمبر 2002 ان سجل الخزي والخذلان الوطني في اعمال ياسر عرمان والحركة الشعبية اكثر قذارة ولعنة من ان يسمح لصاحبه بتتبع اثار الرجال ، ان ياسر عرمان كأنما يظل دوما يشد عليه قول أحمد مطر رداء …
وجوهكم أقنعة بالغة المرونة
طلاؤها حصافة، وقعرها رعونة
صفق إبليس لها مندهشا، وباعكم فنونه
“.وقال : ” إني راحل، ما عاد لي دور هنا، دوري أنا أنتم ستلعبونه
ودارت الأدوار فوق أوجه قاسية، تعدلها من تحتكم ليونة
انهم – يا مطر- فوق هذا يسدون كما سد العراميس بالاسمنت ذاكرة الناس والاوطان ونسوا ان عقولنا واعيننا وبصيرتنا ليست فراغات في جدران للبناء.
محمد حامد جمعة
تعليقات
إرسال تعليق