حركات التمرد .. أرضاً سلاح
أعلنت حركات متمردة وقفاً
لإطلاق النار في جنوب كردفان والنيل الأزرق وولايات دارفور لأغراض إنسانية بهدف حماية
المدنيين واتاحة وصول المساعدات بلا عوائق للسكان المتأثرين وتهيئة بيئة مواتية للسلام.
> الخطوة وإن كان ظاهرها وفاقي ويصب في اتجاه العملية
السلمية، لكنها لا تبتعد كثيراً عن خطوات سابقة اتخذتها الحركات المسلحة ولم تلتزم
بها على أرض الواقع، بل خرقت أكثر من وقف لإطلاق النار أعلنته الحكومة في أوقات سابقة.
> إن كانت الحركات المسلحة جادة في إنقاذ المتأثرين
ودفع عجلة السلام والتنمية، عليها وضع سلاحها والتفاوض مع الحكومة كما فعلت بقية الحركات
التي شاركت في جلسات الحوار الوطني.
> انتهت الحرب في دارفور والتفت أبناؤها للتنمية والتعليم
وتأهيل ما دمَّره التمرد، وشهدت مدن وولايات دارفور المختلفة عودة طوعية للنازحين بعد
خفوت صوت المدافع والرصاص، وتوفير الخدمات في القرى والفرقان.
> هناك بعض المتفلتين الذين لا يفرقون بين مصلحة الوطن
العليا والكيد للحكومة. يحاول مناوي وجبريل وعبد الواحد وغيرهم استغلالهم لإبقاء جذوة
الحرب مشتعلة، ثم يعودون بمواقف باهتة يغازلوا بها المجتمع الدولي وكأنهم حمائم سلام.
> مناوي عندما جاء إلى القصر كبيراً لمساعدي رئيس الجمهورية
عقب توقيعه على اتفاقية أبوجا، ظل كما هو، يحن إلى الميدان وينشط قواته على أمل العودة
سريعاً للحرب والتخريب، دون أن يلتفت إلى إنجاز أي مشروع يستفيد منه المهمشين - حسب
قولهم - الذين يدافع عنهم ويتحدث باسمهم.
> عاد أركو للميدان وقاد عمليات عسكرية عديدة ضد الحكومة،
انتهت جلها بهزيمته، وهو الآن يبحث عن مجد ضائع يريد استعادته.
> أما حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم،
فقد ظلت ترابط في دولة جنوب السودان وتملأ المعسكرات مستغلة ضعف حكومة الجنوب، التي
حاولت تكرار تجربة القذافي بعد تعرض الجيش الشعبي لهزائم متلاحقة، فاستعانت بالمرتزقة
للتعاون معهم في حروبهم ضد المعارضة الجنوبية.
> منسوبو الحركات المسلحة استغلوا الوضع المنفلت في
أراضي الجنوب، ومارسوا السلب والنهب بذات النهج الذي اتبعوه في ليبيا، بالإضافة للمقابل
المادي جراء مشاركتهم مع الجيش الشعبي في الحرب بدولة الجنوب.
> ضاق الجنوبيون بتصرفات المرتزقة تماماً كالليبيين
وطالبوا بطردهم حتى يمهدوا الطريق لسلام مفقود يجمع فرقاء الجنوب، ولكن كان لسلفا كير
رأي آخر في المحافظة عليهم ودعمهم كما يفعل مع قطاع الشمال، ثم إرسالهم إلى مدن وقرى
السودان الآمنة ليمارسوا هوايتهم في السلب والقتل والنهب التي تعودوا عليها.
> المصريون مهندسو تحركات «محور الشر» الذين صنعوا
من خليفة حفتر شخصية مؤثرة في الأراضي الليبية وقدموا الدعم عبر دولة الجنوب للحركات
المسلحة، يحاولون بشتى السبل إعاقة عملية السلام في السودان، ويبذلون من أجل ذلك أقصى
ما يستطيعون من تآمر وحراك.
> التقارب المدعوم برؤى «مصرية حفترية» بين هذه المكونات
المتمردة تراقبه أجهزة مخابرات هذه الدول وتدعمه بكل الوسائل كاتفاق المتمرد عبد الواحد
محمد نور وعبد العزيز الحلو في كاودا.
> أجهزة مخابرات وجيوش هذه الدول تبعد الحركات المسلحة
وقطاع الشمال عن طاولة التفاوض في ألمانيا ومنبر الدوحة وأديس أبابا حتى يعيدوا القتال
من جديد لأراضي دارفور، ولكن العقول يقظة والعيون مفتوحة، ولن نترك شبراً من أراضينا
لمحتل أو متمرد.
> أعود وأقول إن خطوة متمردي دارفور الأخيرة ماهي إلى
تكتيك لكسب مزيد من الوقت لتنظيم الصفوف وانتظار أوامر جديدة من مصر لبدء عدوانهم عبر
سيناريو مكشوف لن تغير مشاهده هذه المواقف الملغومة.”.
كمال عوض
تعليقات
إرسال تعليق