عرمان .. بين وحدة ""وردي" ودولة النوبة والفونج
كان ذلك في يوم 15 من شهر مايو من العام 2010م والبلاد كلها منشغلة بانفصال الجنوب الوشيك أو الوحدة الدائمة فافردت وزارة الثقافة مساحة واسعة لنشر ثقافة الوحدة الجاذبة والسلام الشامل وحزمة من المترادفات التي لم ترى النور أبداً لأن أهل الجنوب كانوا قد عقدوا نية الانفصال بليل طويل، فدخلوه ولم يخرجوا من ظلماته حتى الآن. ففي الليلة الخامسة من سلسلة "فلنوقر كبارنا الذين أثروا وجدان أهل السودان، التي أطلقها الاتحاد العام للمهن الموسيقية احتفاء بالرواد من أهل الفن، احتفلت أم درمان مساء الجمعة 15 مايو عبر تظاهرة جماهيرية كبيرة، بنيل الدكتور الموسيقار الراحل محمد وردي نوط الجدارة الذي منحه له السيد رئيس الجمهورية المشير البشير عرفاناً لما قدمه لخدمة الفن السوداني طوال خمسين عاماً أو تزيد. وفي تلك الليلة قال نائب الأمين العام للحركة الشعبية – آنذاك – رئيس قطاع الشمال الأستاذ ياسر عرمان إن محمد وردي معجون من طين السودان كله، ويمثل امتداداً لسبعة آلاف عام من الحضارة السودانية، وجاء خلفاً لحادي النوبيين الراحل خليل فرح. وأضاف أن وردي تعاطف مع الجنوبيين والنوبيين وأهل الشرق والغرب، لذلك أحب...