الحركة الشعبية شمال.. سياسة الصناديق المقفولة
بينما يستريح عدد مقدر من قيادات الحركات المسلحة في ردهات قاعة الصداقة، وهم على مائدة الحوار الوطني لإيجاد صيغة من شأنها أن تحل أزمة البلد المستفحلة، التي تعتبر الصراعات والحروب أولها، هؤلاء قدموا ملتحقين بركب الحوار الوطني بعد استفحال الوضع في الميدان والخلافات التي نشبت بين رفقاء القضية، لا سيما عدم تحقيق النصر الملموس وانقضاء سنوات في التصريحات والخلافات.
في هذا الوقت بدأ الجنرال جقود مكوار مرادة، رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الشعبي – قطاع الشمال، يتفقد خطوط قواته الأمامية معلناً لجنوده الاستعداد واليقظة، جقود يعلن بهذا التوجه التصعيد العسكري في ظل إعلان وقف العداءات، وكأنما يبعث برسالة مفادها أن ما يجري على ضفاف النيل الأزرق "لمة شلة"، يناقشون أمر رحلة مزعومة إلى "شلال السبلوقة".
ولكن يبدو أن حالة السكون التي آلت إليها الحركة الشعبية بعد الخلافات بينها وبين حركات دارفور، وترك مسرح الجبال لها بما حمل، والصدامات الميدانية المتتالية التي نفذتها الحكومة، وفشل أشكال التفاوض المختلفة بينهما، ألقت بظلالها على إستراتيجية الشعبية، خاصة أن كبرياء الحركة المتمثل في الانتصار رغم كل الظروف أنها بدأت في استخدام إستراتيجية الحرب الباردة، مؤكدين أن "كيم أون" ليس وحده من يبرع فيها، أم حرب فك الحصار بدأ الآن بعد انتظار دام طويلاً، هي وحدها الأيام تعلن عما بداخل "الصناديق" المدقونة.
نقلاً عن صحيفة التغيير 14/1/2015م
فتح الرحمن الحمداني
تعليقات
إرسال تعليق