جولة أديس القادمة .. السيناريوهات المتوقعة
من المتوقع ان تستانف خلال هذا
الاسبوع الجلسة العاشرة لمنبر اديس ابابا حول المنطقتين بين الحكومة وقطاع الشمال
بعد ان انفضت خلال انعقادها الاخير باديس منتصف نوفمبر من العام الماضي 2015م .
وبحسب عضو الية (7+7) بشارة جمعة
ارور الامين السياسي لحزب العدالة بان جولة التفاوض القادمة بين الطرفين (الحكومة
+ قطاع الشمال ) ستنطلق في الاسبوع الاول من شهر يناير الجاري وحتى العاشر منه كما
توقع بان اللقاء التشاوري ( الملتقي التحضيري ) بخصوص الحوار الوطني بين الية
(7+7) وحاملي السلاح في دارفور والامام الصادق المهدي ربما يكون في منتصف يناير
بناء على بشريات الاتصالات التي تجري لالحاق القوى الراغبة من الحركات للحوار
الوطني ، واعرب ارور عن امانية ان تعلن الاطراف الرافضة انضمامها للحوار في الوقت
الذي اعلن فيه رئيس الجمهورية وقف اطلاق النار لمدة عام قابل للتجديد وبصفته رئيسا
للالية الحوار الوطني قد قد امن على تمديد الحوار لمدة شهر على الاقل ليدفع بذلك
كل ابناء السودان للانضمام للحوار الوطني حتى ينعم السودان بالاستقرار والسلام
والتقدم .
خروقات اديس
وبرغم ان الجولة العاشرة قد وصلت
لطريق مسدود لدى انطلاقها في منتصف شهر ديسمبر الا ان النتائج الايجابية للجلسة
غير الرسمية بين رئيسي الوفدين ( ابراهيم محمود وياسر عرمان ) باديس وما رشح منها
في انهما ربما توصلا لعبور الكثير من القضايا والنقاط التي كانت تعيق مسار التفاوض
بين الطرفين ، الشئ الذي ادي الي ان تتنسم والاوساط المتابعة في الساحة نسائم
الوئام وقد توقع الكثيرون ان الازمة في طريقها نحو نهاياتها .
وقد دفع الطرفان بتصريحات اكدت ذلك
، في ماتزال اجندة ونقاط الاتفاق بين الطرفين حول القضايا المختلفة يلفها تكتم
وحرص شديدين لجهة ان ما رشح منها اكد انهما تباحثا حول مسودة ( نافع / عقار ) المجهضة
من قبل الحكومة في وقت سابق من العام 2013 في الوقت الذي اعتبرت فيه الكثير من
القوي السياسية والمراغبين ان تلك الاتفاقية لو انها تم التوقيع بشانها فان
السودان يكون قد طوى ازماته منذ ثلاث اعوام مضت .
مبادرة اهل الشان
وفي صالون الدكتور على الشائب
ابودقن الناشط السياسي والقيادي المعروف بجنوب كردفان استعرض تنوير مبادرة اهل
الشان في الدفع بالوفدين لتحقيق المطلوب منها لايقاف صوت النار ولهيب الحرب
بالمنطقتين ، بجانب جهود المبادرة المتواصلة لتقريب وجهات النظر وتلطيف الاجواء
الحوارية بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا بعد ان قامت وبجهدها الذاتي ابعاث موفودين
منها الي هناك لهذه المهمة باعتبار انهما اصحاب الشان في الامر الذي يدور هناك .
وبحسب عبدالستار عباس عضة المبادرة
فان اللقاء الذي جمع وفد المبادرة برئيس وفد القطاع ياسر عرمان كان لقاء قمة وقد
لامس الكثير من القضايا ، وقال ان الحديث كان باريحية وشفافية ، وقد كشف الحقائق
في كيف يفكر قيادات الحركة الشعبية قطاع الشمال ، فيما اكد من انهما في الالية قد
الوا على انفسهم الا يتحدثوا بلسان اي من الطرفين ( حكومة او معارضة ) ، وقال ان
المبادرة وجدت الاجماع الكامل من كل فئات الشعب واهل المنطقتين .
مشيرا الي ان المبادرة تقوم تحت
رعاية ثلاثية من الدكتور التجاني سيسي والدكتور حامد البشير والمشير عبدالرحمن
سوار الذهب انطلاقا من مواقفهم الوطنية تجاه هذا البلد .
وبما ان المبادرة لها شقين ، بحسب
عبدالستار ، احدهما يلي الجانب الحكومي والاخر جانب المعارضة ( قطاع الشمال ) ،
فان وجود رعاية محايدة عادلة بين الاطراف تساهم في الاسراع بتسوية الملف في
الولايتين كحد ادني ، من ما يقود لتسوية سياسية شاملة وربما ظهرت نتائج هذا
الاتجاه من خلال المنبر القادم خلال الايام القليلة القادمة باديس ابابا .
وتامل المبادرة وفقا للتنوير الذي
سرده عضوها النشط عبدالستار عباس خلال صالون الشائب بسوبا امس الاول ، من الطرفين
المتحاورين الموافقة على الاسماء المطروحة ، مشيرين الي ان ذلك سيؤدي الي تاهيل
دور القيادات الوطنية في صناعة السلام المستدام وهو البديل المستقبلي للاليات
الاجنبية التي عادة ما تقابلها الكثير من الصعاب في الداخل .
لذلك فان الالية الراعية للمبادرة
مفوضة من قبل اهل الشان في الاستعانة بمن تراه مناسبا في دعم واعانة وتسهيل المهمة
الملقاة على عاتقهم .
وقد اثار الصالون العديد من
الاطروحات والمبادي التي من شانها دفع عجلة الحوار خلال المنبر القادم والتي ما ان
اتبعت بالطريقة المثلي فانها قد توصل الجانبين لنتائج ايجابية من اول جلسة مباشرة
في المنبر القريب .
وحرصت المبادرة على ايقاف
التصريحات السالبة من قبل المسؤولين ومختلف الجهات التي من شانها اجهاض ما اتفق
عليه هناك او ربما تعمل على اعاقة تلك الجهود الرامية على اسكات صوت السلاح بالمنطقتين
.
ابرز مشاهد الجولة
بعد ان سيطر على انطلاقتها الاولي
التباين في المواقف بين مطلب الحكومة بالبدء بالملف الامني واصرار قطاع الشمال على
ان تكون الاولوية للترتيبات الانسانية ، فان على المفاوضين السعي خلال هذه الجولة
الي وقف العدائيات نهائيا وقد شهدت منطقة الكدر بالقرب من الفرشاية اعتداءات جديدة
لهم على حامية للقوات المسلحة مما ربما ادي الى ارتفاع البون بين الوفدين وفقا
لحالة عدم الثقة التي تبرزها مثل هذه الخروقات .
ويري بعض المتابعين بانه من
الضرورة بمكان ان ينتهج الجانبان مبدا السعي الى الوصول لتسويات حاسمة لقضايا
المنطقتين بعيدا عن المسارات الاخري التي ظل قطاع الشمال يطالب بها طوال الجولات
السابقة .
وتاتي هذه الجولة وسط ترقب كبير من
كل الاطراف الداخلية والخارجية والاقليمية بعد ان افلحت الجهود الدبلوماسية في
اقناع دول الغرب والولايات المتحدة بضرورة فك مسارات التفاوض للوصول الي حلول
نهائية لمنطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق دون اشتراط ربط مصير المنطقتين بقضايا
الحل الشامل او دارفور او اية قضايا داخلية اخري لكونها قضايا منفصلة يجب ان تحل
عبر اليات اخرى .
بالاضافة للخروقات الكبيرة التي
اجراها الطرفان في الملف بالاتفاقات التي تمت في جلسات غير رسمية ، وربما جاءت هذه
الجولة هذه المرة للتوقيع على ما اتفق بشانه بين رئيسي الوفدين فيما باتت كل
الاطراف على اهبة الاستعداد ربما لاستقبال وفد قطاع الشمال الذي باتت عودته للداخل
رهينة بالتوقيع على الاتفاق المتوصل اليه فقط ، ويبعد هذا كل الحديث عن فرص تدهور
واجهاض ما اتفق بشانه كحال الجولات السابقة .
انعكاسات مختلفة
وفي الوقت الذي يجد منبر اديس
مواقفا شبه متفق عليها داخليا نحو التاييد التام وفقا لاخر مستجدات طرات على الملف
فان الحكومة ستدخل لهذه الجولة وهي اكثر ثقة بانطلاق ما تبقي من حوار الداخل الذي
سعت اليه لانهاء ازمة السودان فيما مازالت بعض الحركات المسلحة والقوي السياسية
بالداخل والخارج تعترض عليه بشكله الراهن مما سيكون له انعكاساته بغض النظر عن
نوعيتها على مجري حوار اديس بشان المنطقتين .
في وقت انفض فيه الاجتماع السابق
بين طرفي القضية عند تمترس القطاع حول تحديده لمسار واحد مع الحكومة ، الشي الذي
وجد رفضا شديدا من الطرف الاخر قبل ان يتوصلا للاتفاق الشهير في الجلسة غير
الرسمية .
وقد تساءل الكثير من المتابعين عن
امكانية ان يتمسك قطاع الشمال بموقفه التفاوضي السابق في بداية الجولة العاشرة
التي انتهت عليه حينما اقحمت قضايا دارفور في المنبر ، وقالت هذه الاطراف انها
الحركة الشعبية لم تتفاوض على المنطقتين فحسب ، وانما قضية دارفور وكل قضايا الوطن
، الشئ الذي ربما ادي الي خروقات جديدة في الملف ككل بعد ان تاكد حسمه مع القطاع
وبهذا دارفور الضلع الاخر في الجبهة الثورية ورفيق القطاع في المواقف الدولية
للسلام والانخراط ايضا في الحوار الوطني ولكن نفس الجهات رات ان الحركات قد تقدم
ولكن ليس في اطار الدوحة بحسب ما تنادي به الحكومة ، وذلك لان الاتفاق مع الحكومة
بني بحسب التصريحات على اتفاق مالك عقار والذي فيه من الحلول ما يكفي لانهاء ازمة
دارفور وقد يرتضي بها محاربي دارفور لنجاعة تلك الاتفاقية وفقا للخبراء الذين
ادلوا بهذه التصريحات مما يعني ان الجلسة القادمة تحمل النهاية لازمة السودان بعد
ان تطاول امدها .
فهل سيحمل الطرفين رهان النهاية
المفرحة ، ام ان الاقدار تخبئ داخلها ما يطوي هذه الفرحة ويحيلها لمجرد امال لم
تتحقق ؟
عبدالله عبدالرحيم
تعليقات
إرسال تعليق