الحكومة وقطاع الشمال وحركة دارفور ..هل من جديد؟!
تدفع جملة تطرات مراقبين للشأن السوداني للاعتقاد بأن الصراع المسلح ومتمردي دارفور مرشح لتصعيد عسكري قد يفاقم من الازمة الانسانية في دارفور والمنطقتين المجاورتين لجنوب السودان ومع انتهاء سريان وقف إطلاق النار الذي أعلن رئيس الجمهورية تمديده لشهر قادم وإعلان الجيش باعادة انتشاره بمناطق الصراعات استعداداً لقطع خطوط الامداد للمجموعات المسلحة ، فان اعتماد الحل العسكري ربما كان الخيار المعتمد للمرحلة المقبلة ، وتتهم الخرطوم متمردي دارفور والحركة الشعبية لقطاع الشمال التي تقاتل في جنوب كردفان والنيل الازرق ، بافشال الجولة العاشرة من المفاوضات التي كان اخرها في ديسمبر الماضي ، بعد أن أعلنت الآلية الافريقية برئاسة ثابو لانهاء العدائيات بأديس أبابا أملا في الوصول لوقف النزاع المسلح كما فشلت جولة اخرى بين الخرطوم وحركات دارفور في التوصل الى وقف العدائيات ويرى مراقبون ان فشل اية محاولة جديدة سواء أكانت رسمية او غير ها تعود للاسباب انفة الذكر .
خيار استراتيجي
أعلنت الحركة الشعبية قطاع الشمال أنها تلقت دعوة رسمية من الآلية الافريقية الرفيعة لاستئاف جولة ثانية من المفاوضات غير الرسمية والمصغرة مع الحكومة السودانية ، وقالت أنه يجري التشاور بين الاطراف حول الزمان والمكان الذي يرجح أن يكون خارج أديسس أبابا ، وفي مقابل ذلك قال أحد أعضاء الوفد الحكومي الذي شارك في الجولة الماضية إنه لايعلم بشأن دعوة وصلتهم بشأن الجولة الماضية إنه لايعلم بشأن دعوة وصلتهم بشأن الجولة الجديدة ،لكنه أكد ل(سودان تربيون )ان المرجح ابلاغهم بالدعوة خلال ساعات ، وانتهت في العاصمة الاثيوبية في ديسمبر الماضي جولة مفاوضات مغلقة وبعيدة عن الاضواء بين الحكومة والحركة وأكد الطرفان خلالها ضرورة انهاء الحرب ومشاركة جميع الاطراف في الحوار الوطني الشامل ، وضم وفد الحركة في تلك الجولة رئيس الوفد ياسر عرمان والامين العام للحركة بالنيل الازرق عبد الله ابراهيم ومقرر الوفد أحمد عبد الرحمن سعيد والمتحدث باسم ملف السلام مبارك اردول بينما ضم وفد الحكومة مساعد الرئيس ابراهيم محمود والفريق عماد عدوى رئيس هيئة العمليات المشتركة والعميد إستيفن مينزا معتمد الكرمك وبشارة جمعة ارور الامين السياسي لحزب العدالة وأكد بيان للمتحدث بأسم الحركة مبارك اردول السبت المنصرم ترحيب الحركة باية دعوة للبحث عن السلام باعتباره خيلراً استراتيجياً وأبدى أستعداده للمشاركة ، مشيراً الي ان الحركة تجري مشاورات مع حلفائها في المجتمعين المدني والسياسي وجدد اردول نفى الحركة بأنه لا صلة لمل يدور من مباحثات غير رسمية والأحاديث عن عزم الحركة المشاركة في الحوار الوطني الدائر في الخرطوم واضاف ان الحركة الشعبية ستشارك عندما يكون هناك حوار متكافئ يتفق على اجراءات تحضيره يبدا بوقف الحرب وإيصال المساعدات الانسانية وتوفير الحريات وبمشاركة القوى المعارضة ويؤدي الى سلام شامل ، سيما أن الحركة على استعداد للحوار ورد عدوان النظام وعلى النظام أن يتجه لوقف الحرب بدلاً من تصعيدها ، فهو أبعد عن تحقيق اي نصر عسكري لم يستطع ان يحققه طوال السنوات الخمس الماضية وكانت الجولة العاشرة من المفاوضات المباشرة بين وفدي الحكومة السودانية والحركة الشعبية قطاع الشمال قد انهارت بسسبب تمسك كل طرف بمواقفه .
حركات دارفور
في الوقت نفسه كشفت الحكومة تسلمها دعوة من الاتحاد الافريقي لحضور اجتماع غير رسمي يعقد بينها وبين اثنين من حركات دارفور بأديس ابابا ، وأعادت بالمناسبة تأكيداتها بأن وثيقة الدوحة هي المرجعية الاساسية لأية تسويات سلمية تتم في قضية دارفور ، وقال مدير مكتب سلام دارفور د. امين حسن عمر إن الوساطة لم تحدد موعداً لقيام الاجتماع الذي سيضم حركتي تحرير السودان جناح مناوي والعدل والمساواة برئاسة جبريل إبراهيم ، موضحاً أن الاجتماع غير الرسمي سيتم خلاله تبادل الحديث حول إمكانية إيجاد نقاط مشتركة يمكن الاتفاق عليها بين الحكومة ومسلحي دارفور ، وأكد عمر ان الحكومة سوف لن تتخلى عن موقفها الثابت بأن وثيقة الدوحة هي الارضية الاساسية لبناء أي اتفاق سلام يخص دارفور معلناً جاهزيتهم للدخول في الاجتماع الذي دعا له لاتحاد الافريقي حال تحديد موعده وفشلت اخر جولة مفاوضات بين الجانبين أواخر نوفمبر الماضي في إحداث اختراق حول القضايا محل الخلاف بعد خمسة أيام من التفاوض بأديس أبابا ، واستبعدت الوساطة الافريقية حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد محمد نور الذي أعلن مبكراً رفضه المشاركة في أية مفاوضات دون تلبية جملة من مطالبات ترى الحكومة أن محلها مائدة التفاوض .
صفقة جزئية
يجدر ذكره أن معظم الجولات السابقة تواجه بتعنت من قبل الحركة الشعبية قطاع الشمال ، بالرغم من جهود الوساطة المبذولة في هذا المجال ، لكن دون جدوي او تقدم او حتى تقارب في وجهات النظر بين الجانبين . وفي حديث الامين السياسي لحركة العدالة وعضو الوفد المفاوض بشارة جمعة أرور لـ(( الانتباهة ))قال إنه في جولة المفاوضات السابقة وبعد جلسات مكثفة ، خرج رئيس وفد الحركة الشعبية لمفاوضات المنطقتين بأديس ابابا ياسر عرمان عن ثلاث قضايا رئيسية ، قال إنها مازالت تعطل الوصول الى اتفاق مع وفد الحكومة ، أجملها في الحوار الوطني والمسارات الانسانية والحاجة الى حل شامل للقضايا بعيداً عن التجزئة وقال عرمان في عقب انتهاء الجولة ان التوقعات كانت تشيرالى إمكانية ان تقود الاوضاع الجديدة في السودان الى بر الامان ومعالجة كل قضاياه ال، لكن كل الجولات السابقة باءت بالفشل ، وحتى الحالية شهدت عثرات في قضايا على رأسها الحوار الوطني بعد بدايته بمعزل عن القوى السياسية الاخرى ، وقال عرمان : (لن نقبل الحاقنا بهذا الحوار بودن القوى السياسية الاخرى ، وقال عرمان(لن نقبل الحاقنا بهذا الحوار لذلك نريد ملتقى تحضيرياً يودي الى كلية حوار دستورية جديدة ، وان يكون حواراً لان الحوار الحالى يسيطر عليه المؤتمر الوطني من رئاسته حتى لجانه مؤكداً ان القوى الوطنية لن تقيل بهذا الامر وانها مستعدة للجلوس مع الحزب الحاكم لمعلجة متكافئة وصولا الى حوار متكافئ وأفاد بأن النقطة الثانية التي يدور حولها الخلاف هي أن الحركة الشعبية لاتريد حلاً جزيئاً بينما يريد وفد التفاوض منذ التوقيع على اتفاق وقف العدائيات أن يواصل الحوار مع الحركة الشعبية وحدها ، وهو ما سيؤدي الى حل جزئي لقضية المنطقتين خارج العملية السياسية الكاملة لكل السودانين وأشار الى أن قضية المنطقتين خارج العملية السياسية الكاملة لكل السودانين ، وأشار الى ان قضية المنطقتين ذات بعدين أحدهما قومي والثاني خاص ، وان الرغبة منصبة في معالجة تلك الخصائص ولابعاد القومية في داخل العملية الدستورية المتكاملة وليس صفقة جزئية مع المؤتمر الوطني والعقبة الثالثة هي المسارات الانسانية ، حيث ترى الحركة الشعبية إمكانية تطبيق الاتفاق الموقع في 2002م بين مطرف صديق وعبد العزيز الحلو في سويسرا ، ويمكن أن يؤدي الى الحل لأن به مسارات متعددة من داخل السودان ومن بلدان الجوار ، مشيراً الى أن قادة حركات ايضاً ابدوا قبولهم بالجلوس مع الوسيط المشترك لمعرفة مدى استعداد الحكومة لقبول مقترحاتهم وشروطهم للموافقة على المشاركة في الحوار الوطني ، في الوقت الذي تتمسك فيه الحكومة بمنبر الدوحة كخيار للسلام ، وفيما عدا ذلك لا يوجد اي خيار آخر مع استعدادها لتقديم أية تنازلات أخرى .
فتحية موسى السيد
تعليقات
إرسال تعليق