سرية المفاوضات .. هل من جدوى ؟
1
ما انتهت الجولة العاشرة من المفاوضات وعلى المسارين ، المنطقتين ودارفور ، بالفشل التام حتى انتبهت الوساطة للطريقة العقيمة التي ظلت تدير بها الجولات العشر السابقة والتي لم تسفر عن أي اتفاق ينهي حروب السودان المتطاولة ، تعلمت الوساطة ان التفاوض عبر لجان تجتمع وتنفض ليس مجديا ، كما أي مفاوضات على الاقل في مراحلها الاولى اذا لم تتسم بالسرية اللازمة فستتحول طاولات التفاوض الي منابر اعلامية لاعلان المواقف المعلومة مسبقا ولا يستطيع أي مفاوض ان يقدم على تنازل جدي ، الان غيرت لجنة امبيكي من استراتجيتها التفاوضية وعمدت على اجراء مفاوضات سرية ، رغم انها لاتتمتع بالسرية الكافية ، الا انها ابتعدت عن اسلوب التفاوض السابق الذي يتحلق فيه عشرون رجلا حول طالولة وينضمون (كلام الطير في الباقير ) وينفض السامر وكل طرف عند مواقفه السابقة .
2
يجري الان تفاوض على محورين وربما يلحق بهما محور ثالث يتعلق بالحوار الوطني ، المحور الاول يقوده ابراهيم محمود والفريق عماد عدوي من طرف الحكومة او الوطني وياسر عرمان واردول ( الحركة الشعبية ) من طرف اخر ، جرت المفاوضات على مرحلتين حتى الان ، الاولى كانت من بعد نهاية الجولة العاشرة استمرت اسبوعين واعلن كلا الطرفين عقب نهايتها ان تقدما قد قد تحقق في الجولة وصدرت تصريحات ايجابية من الطرفين رغم ان كنه هذا التقدم لم يتم الافصاح عنه ، في الجولة الثانية التقى الطرفان قبل نحو اسبوعين ، ولكن هذه المرة يبدو ان جديد قد حدث عطل قطار التفاوض في محطة ، اذ صدرت تصريحات تشبه تصريحات ومواقف الجولات العشر الماضية ولا تشبه روح التفاوض السري الجديد ، لكن الملاحظ ان الذين على طالولة التفاوض امتنعوا عن الادلاء باي تصريحات سالبة خاصة ابراهيم محمود وياسر عرمان ثم ان كلا الطرفين مصران على المواصلة بروح ايجابية .
3
في المسار الاخر ، مسار دارفور يسير الامر على نفس النهج ولكن من بعيد ، اختارت الوساطة الافريقية ان تبعد الكرة قليلا عن ملعب اديس ابابا بتحريك الملعب واللاعبين ، ظلت حركات دارفور ترفض التفاوض حول اتفاق الدوحة وكان موقفا سليبا اضر بالتفاوض ونسف كثير من الجولات والمحاولات التي تجمع حركات دارفور بالحكومة ، الان اجبرت المتغريرات في الساحة العسكرية وخاصة بعد معركة قوز ( دنقو ) والتطورات في دول الجوار ، اجبرت الحركات على اعادة النظر في تقديراتها السياسية ، الان يتهيا وفد قطري بقيادة ال محمود ووفد من حركة العدل والمساواة للقاء في باريس لمناقشة اعتراضاتالحرك ة على اتفاق الدوحة ، ذلك تطور مهم ولا مناص ان باب الحوار متى ما انفتح حول القضايا التي حسمتها اتفاقية الدوحة فلن تج الحركات بدا من الالتحاق به حتى ولو اصرت على تعديلات للاتفاق هنا او هناك ، ومما يشجع ان القطريين منفتحون لاستكمال نواقصه ( ان وجدت ) وعازمون على التفاوض مع الحركات التي تقبل على الحوار تحت مظلة الدوحة بجدية .
4
بدا لي ان استراتجية التفاوض بعيد عن الملتحلقين حول الطاولات ( ضاربين الحنك ) ومتخذين منها منابر اعلامية لا يخاطبون فيها موضوع التفاوض ، انما جماهير مهتمة تزداد احباطا عقب كل جولة فاشلة ، هذه الاستراتيجية بدت لي منتجة واكثر فعالية من االنهج الامبيكي القديم العقيم ، والله اعلم .
عادل الباز
ما انتهت الجولة العاشرة من المفاوضات وعلى المسارين ، المنطقتين ودارفور ، بالفشل التام حتى انتبهت الوساطة للطريقة العقيمة التي ظلت تدير بها الجولات العشر السابقة والتي لم تسفر عن أي اتفاق ينهي حروب السودان المتطاولة ، تعلمت الوساطة ان التفاوض عبر لجان تجتمع وتنفض ليس مجديا ، كما أي مفاوضات على الاقل في مراحلها الاولى اذا لم تتسم بالسرية اللازمة فستتحول طاولات التفاوض الي منابر اعلامية لاعلان المواقف المعلومة مسبقا ولا يستطيع أي مفاوض ان يقدم على تنازل جدي ، الان غيرت لجنة امبيكي من استراتجيتها التفاوضية وعمدت على اجراء مفاوضات سرية ، رغم انها لاتتمتع بالسرية الكافية ، الا انها ابتعدت عن اسلوب التفاوض السابق الذي يتحلق فيه عشرون رجلا حول طالولة وينضمون (كلام الطير في الباقير ) وينفض السامر وكل طرف عند مواقفه السابقة .
2
يجري الان تفاوض على محورين وربما يلحق بهما محور ثالث يتعلق بالحوار الوطني ، المحور الاول يقوده ابراهيم محمود والفريق عماد عدوي من طرف الحكومة او الوطني وياسر عرمان واردول ( الحركة الشعبية ) من طرف اخر ، جرت المفاوضات على مرحلتين حتى الان ، الاولى كانت من بعد نهاية الجولة العاشرة استمرت اسبوعين واعلن كلا الطرفين عقب نهايتها ان تقدما قد قد تحقق في الجولة وصدرت تصريحات ايجابية من الطرفين رغم ان كنه هذا التقدم لم يتم الافصاح عنه ، في الجولة الثانية التقى الطرفان قبل نحو اسبوعين ، ولكن هذه المرة يبدو ان جديد قد حدث عطل قطار التفاوض في محطة ، اذ صدرت تصريحات تشبه تصريحات ومواقف الجولات العشر الماضية ولا تشبه روح التفاوض السري الجديد ، لكن الملاحظ ان الذين على طالولة التفاوض امتنعوا عن الادلاء باي تصريحات سالبة خاصة ابراهيم محمود وياسر عرمان ثم ان كلا الطرفين مصران على المواصلة بروح ايجابية .
3
في المسار الاخر ، مسار دارفور يسير الامر على نفس النهج ولكن من بعيد ، اختارت الوساطة الافريقية ان تبعد الكرة قليلا عن ملعب اديس ابابا بتحريك الملعب واللاعبين ، ظلت حركات دارفور ترفض التفاوض حول اتفاق الدوحة وكان موقفا سليبا اضر بالتفاوض ونسف كثير من الجولات والمحاولات التي تجمع حركات دارفور بالحكومة ، الان اجبرت المتغريرات في الساحة العسكرية وخاصة بعد معركة قوز ( دنقو ) والتطورات في دول الجوار ، اجبرت الحركات على اعادة النظر في تقديراتها السياسية ، الان يتهيا وفد قطري بقيادة ال محمود ووفد من حركة العدل والمساواة للقاء في باريس لمناقشة اعتراضاتالحرك ة على اتفاق الدوحة ، ذلك تطور مهم ولا مناص ان باب الحوار متى ما انفتح حول القضايا التي حسمتها اتفاقية الدوحة فلن تج الحركات بدا من الالتحاق به حتى ولو اصرت على تعديلات للاتفاق هنا او هناك ، ومما يشجع ان القطريين منفتحون لاستكمال نواقصه ( ان وجدت ) وعازمون على التفاوض مع الحركات التي تقبل على الحوار تحت مظلة الدوحة بجدية .
4
بدا لي ان استراتجية التفاوض بعيد عن الملتحلقين حول الطاولات ( ضاربين الحنك ) ومتخذين منها منابر اعلامية لا يخاطبون فيها موضوع التفاوض ، انما جماهير مهتمة تزداد احباطا عقب كل جولة فاشلة ، هذه الاستراتيجية بدت لي منتجة واكثر فعالية من االنهج الامبيكي القديم العقيم ، والله اعلم .
عادل الباز
تعليقات
إرسال تعليق