قوى المستقبل .. تحالف اخر
اعلان تحالف قوي المستقبل والتغيير بين 41 من احزاب ( الميني ) التي
تشكل ثلاث كتل متحالفة في حلف واحد وهو
اخر صيحة من صيحات التحالف السياسية المعارضة لمواجهة الحزب الحاكم ، وقوى
المستقبل والتغيير التي اعلن عنها جاءت بالتزامن مع اشكالات جوهرية في تركيبة
تحالف قوي الاجماع وتهديدات المؤتمر السوداني بالخروج والسوداني المنتشي على
ايقاعات تجربته الديمقراطية في مؤتمره الاخير الذي جاء بعمر الدقير بديلا لابراهيم
الشيخ ، وكذلك جاء بعد فشل تجربة تحالف البندقية على صعيدي الجبهة الثورية وقوى
نداء السودان ، واخيرا تزامن تحالف المستقبل مع نهايات الحوار الذي شاركت فيه بعض
قوي المستقبل في بداياته ، ووقعت على خارطة الطريق في اديس ابابا ، ومن ثم انسحبت
وقاطعت الحوار الوطني .
مشهد تعدد التحالفات والكتل السياسية اعاد لذاكرتي مصطلحات سياسية
متداولة في الحيز السياسي والاعلامي في النصف الثاني من التسعينات التي تتحدث عن
سيناريوهات سياسية ومنعطفات سودانية باتجاه الصوملة والافغنة واللبننة أي تكرار
سيناريوهات الحركة الشعبية وفصائل التجمع الوطني تدير تحالف الحرب ، المهم ان
الراهن السياسي في تكرار تحالفات الكتل يشبه الحالة اللبنانية في جزئية الاجسام
المتحالفة ، ففي لبنان هناك صراع سياسي بلانهاية بلغ حد الفراغ الدستوري في العجز
عن الاتفاق حول راس الدولة ، فهنالك كتلة 14 اذار والمستقبل وهلمجرا ونحن تحالف
المستقبل كتلة 23 فبراير وتحالف نداء وتحالف قوى الاجماع ومشروع هنا الشعب وتحالف
قوت وتحالف احزاب الوحدة الوطنية وما ادراك ما عبود جابر وتحالف اهل الفزعة ضد
تحالف مبارك الفاضل ضد تحالف الصادق المهدي وتحالف الحسن الميرغني ومذكرات ضد
تحالف رافضي المشاركة وعلى الاستبيان نوتة موسيقي ( ماقلنا ليك ) والحوار الوطني
في احشائه ما يفوق 106 احزاب وحركة غير شاملة الـ41 حزبا وتحالف قوى المستقبل
والتغيير ثم (7) احزاب في تحالف الاجماع ثم (4)حركات مسلحة ، وكل هذه الكتل
والتحالفات تسبح في السياسة السودانية تصل الى عدد ضخم ومخيف (160) حزبا وحركة
وبخلاف صراع الداخل الحزبي .
تحالف قوي المستقبل والتغيير شكل واقع رفض نداء السودان لانضمام قوت
وهذا الموقف تشكل في اخر اجتماع لقوى النداء في باريس ، وفي ما يخص الاصلاح الان
ومنبر السلام هو الوقوف بين لافتتي الحوار الوطني ونداء السودان ، ورغم ان خارطة
الطريق تعد شعرة معاوية وهمزة الوصل بين الحكومة وحوارها والمعارضة ونداءها ،
والمتابع لمسيرة التحالفات السياسية ، حيث ميلاد التجمع الوطني الديمقراطي شكله
واقعة انقلاب الانقاذ ونسفته مبادرة الشريف زين العابدين الهندي وتفلحون الصادق
المهدي ونيفاشا وتحالف قوى الاجماع شكله واقع نيفاشا واصعفته مطالب الهيكلة وخروج
حزب الامة على اثرها ، ومشاركة الشعبي في الحوار الوطني وتحالف نداء السودان
القائم على اعلان باريس شكله غضبه المهدي ، وخروجه من السودان ونسفته الهيكلة
وصراع البندقية التي مزقت الجبهة الثورية والان تحالف قوى المستقبل والتغيير شكلته
مواقف عديدة تحاول القفز بعيدا عن مشروع الحوار الوطني ومشروع نداء السودان وسوف
تنسفه التباينات الفكرية والسياسية مابين التيارات الاسلامية والليبرالية .
وليد العوض
تعليقات
إرسال تعليق