الحركة الشعبية قطاع الشمال ((فرفرة مذبوح )) في ارض الجبال
لم يبق للحركة الشعبية في جنوب كردفان غير
اصدار البيانات التي تقول انها نصبت كمينا للقوات المسلحة في منطقة كذا من المعدات
، بل وتضيف في بياناتها انها قتلت كذا من الجنود ، ولم تعد البيانات ذات قيمة
اخبارية لدي وسائل الاعلام التي تعلم ان الوضع في جنوب كردفان لم يعد في صالح
الحركة الشعبية من خلال قراءات الواقع الان ، وان قطاع الشمال لم تعد مقدرة كما
كان في السابق مستفيدا من بعض الاوضاع ، والتدخلات الاقليمية في كسب الدعم
اللوجستي والمعنوي .
ان الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة
في جنوب كردفان خلال عمليات الصيف الساخن ، التي نفذتها القوات وقوات الدعم السريع
والتي تمكنت فيها من تحرير منطقة العتمور ، والتي هرب منها المتمردون مخلفين
وراءهم اعداد كبيرة من القتلي ، واستولت فيها القوات المسلحة على كميات كبيرة من
العتاد الحربي ممثلا في الراجمات والمدافع والاسلحة والذخيرة .
وكان عمر سليمان عضو وفد الحكومة المفاوض
واحد ابناء المنطقة قد قال وقتها ان العمليات التي قامت بها القوات المسلحة ادت
الي خلخلة البنية الهيكلية للتمرد بعد استرداد المنطقة الشرقية بكاملها اضافة
لمناطق ميري برة ودلدكو والعتمور ، مبينا ان مدينة كادوقلي باتت امنة بعد ان تمكنت
القوات المسلحة من الاستيلاء على الاسلحة الثقيلة التي كانت تستخدم في ضرب المدينة
من بعيد ، اضافة الي قتل ابرز قادة المتمردين الذين خبروا القتال في المنطقة .
وقال سليمان ان الهزائم التي تعرضت لها
الحركة الشعبية تعتبر فرصة لمراجعة موقفها من استمرارها في الحرب التي لم تسطع من
خلالها تحقيق اهدافها في ظل انهيار الروح المعنوية لمقاتليها ، وبات المجتمع
المحلي في ولاية جنوب كردفان لا حديث له الا عن المعارك التي ادت لانكسار شوكة
التمرد وهو مايعني اقبالهم على ممارسة حياتهم الطبيعية .
وكانت انتصارات القوات المسلحة في جنوب
كردفان في الميدان قد امتد اثرها علي القيادة في قطاع الشمال وباتت الهزائم التي
تعرضت لها باستمرار في جنوب كردفان ، وقامت القيادة بعملية احلال وابدال فيها وهذا
كان اعترافا بالهزيمة الكبيرة التي تعرضت لها جنوب كردفان وايضا في جنوب النيل
الازرق في منطقة طرورة .
والحقيقة التي لا شك فيها ان قطاع الشمال
اصبح قابلا للهزيمة ولايقوي على المواجهة وفي طريقه الي الزوال ، على المدي القريب
والمتوسط ، فان الهزائم المتوالية وهي على وجه التقريب فاقت الـ17 هزيمة في غضون
عامين فقط لاسيما بعد دخول القوات المسلحة في عملياتها المعروفة بالصيف الحاسم .
بمشاركة قوات الدعم السريع فان هذه
الهزائم قضت تماما ، ولاول مرة منذ اندلاع الحرب في العام 2011م علي ما يجاوز
الثلثين من قوات القطاع سواء عبر العودة والانسلاخ ، او الاصابات الجسيمة او الموت
، بالاضافة الي ان القطاع فقد دعما لوجستيا كان يتلقاه من دولة الجنوب بحكم
العلاقة القديمة في الحركة الشعبية التي كان يقودها جون قرنق والتي انتهي امرها
بتوقيع اتفاقية السلام في نيفاشا عام 2005م واكتملت بانفصال الجنوب في عام 2011م
ومنذ هذا التاريخ اصبحت حكومة الجنوب داعما لقطاع الشمال في عملياته ضد القوات
المسلحة ، ولكن بسبب الصراع الجنوبي الجنوبي بين سلفاكير ونائبه مشار اصبح الجنوب
مشغولا بنفسه وكاد هذا الصراع ان يذهب بحلم دولة الجنوب نفسها ناهيك عن قطاع
الشمال الذي اصبح مثل اليتيم ولم تعد الجنوب له حاضنا كما كان في الاول ، وحتى
القوي الخارجية الاقليمية والدولية مثلها قد قل الاهتمام بها ولم تعد في قائمة
اعلي السلم في حساباتها ، لان التقارب السوداني مع القوي الاقليمية والدولية
وقناعة كثير من تلك القوي بمعقولية الطرح الحكومي قد عزز من تلك القناعات ، ان
قطاع الشمال لم يعد خيارا في حساباتها السياسية .
والامر المهم والذي فات على قطاع الشمال
ان السودان اصبح طرفا مهما في كثير من المعادلات السياسية حتى في الاستقرار في
جنوب السودان ان كان بالوساطة او المساهمة في الاستقرار السياسي او بفتح الحدود
والذي بموجبه تنساب الصادرات السودانية الي كل ولايات الجنوب حتى المتاخمة ليوغندا
او كينيا ، او باستضافة اللاجئين الفارين من الصراع بين الاطراف الجنوبية او
الباحثين عن الامن الغذائي .
ولم يعد امام قطاع الشمال سوي اصدار
البيانات محفوظة الفقرات مثل بيانهم
الاخير والذي زعم فيه انه قطع طريقا واستولي علي كذا ، ودمر كذا ، وحتي الوسائط
الالكترونية التي تتبني هذه البيانات تقلل من قيمتها عندما تضيف في نهايتها ولم
يتسن لـ..... اسم الموقع الالكتروني ، التاكد من صحة البيانات .
ان بيانات الحركة الشعبية هي فرفرة مذبوح
حيث لم يعد لها مكان وهي تتمثل في قول المفكر الفرنسي ( انا افكر اذا موجود )
وقطاع الشمال يقول ( انا اصدر بيانات اذا انا موجود ) .
تعليقات
إرسال تعليق