ما تطلع الوثائق!!



> أجرت صحيفة «السوداني» أمس حواراً مع الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي الأستاذ كمال عمر، جدد فيه اتهاماته للمعارضة بالتعامل مع أجهزة المخابرات الأجنبية، وقال إنه يمتلك الوثائق «منتظر شنو ما تقدمها للحكومة» التي تثبت ذلك، في حين تحدته المعارضة على لسان بكري يوسف القيادي بالمعارضة وحزب المؤتمر السوداني أن يبرز هذه الوثائق، وأشار كمال إلى أن بعض دوائر المعارضة اعتادت الالتقاء بالمخابرات الأجنبية وتحديداً على الصعيد الإقليمي «يعني ما طلعت أمريكا ولا إسرائيل برضو سلامة». والمعروف أن الحكومة عندما كان المؤتمر الشعبي في خانة المعارضة الساخنة على الأقل كما هو ظاهر لنا، كانت تتهم الشعبي بمحاولة قلب نظام الحكم والتخندق مع قوى معادية، واعتقلت أبرز كوادر الحزب، والآن تبدلت الأحوال، فالشعبي الآن قلبه مع الحكومة ويتحدث بلسان حالها، فهو يتهم المعارضة بمحاولة تفكيك القوات المسلحة والعمالة بالتخابر مع الأجنبي، في حين من الطبيعي أن تكون الحكومة بما تمتلكه من أجهزة معلومات ملمة بتلك المعلومات التجريمية التي أشار إليها الأستاذ كمال عمر في ثوبه الجديد، وأن تعلنها بوضوح مع اعتقال الرموز الخونة بالوثائق التي عثرت عليها.
>
ويبدو أن الأستاذ كمال عمر في مهمته أو فلنقل محطته الجديدة، قد يريح كثيراً من صقور المؤتمر الوطني الذين درجوا على كيل الاتهامات الساخنة للمعارضة واتهامها بموالاة الأجنبي والسعي لتفكيك النظام وتهديد أمن الوطن واستقراره، ومن يدري ربما يعقد السيد كمال مؤتمراً صحفياً ذات يوم يعلن فيه أن حزبه قد وقف على معلومات خطيرة ضد الحكومة وتصفية وجود النظام وتمكين اليانكي من الدخول للبلاد كما دخل العراق بغتة، وإن عدداً من رموز المعارضة قد قبضوا المعلوم بالدولار واليورو كمان، وأن مصادر حزبه قد استطاعت أن ترصد عدة لقاءات سرية لرموز المعارضة خارج البلاد مع رجال مخابرات دولية تمت في فنادق فارهة وبعضها على شواطئ بحرية، واستطاعت كذلك المصادر أن تلتقط لقطات مصورة بدقة متناهية لهذه اللقاءات التي تمت في أوقات مسائية وبعضها في الصباح الباكر، كما أن مصادر حزبه استطاعت عن طريق مصادر أن تحصل على وثائق سربت من تلك الاجتماعات السرية، وإنها سلمتها الجهات المختصة في البلاد، ليس بغرض موالاة النظام الذي نختلف معه كثيراً، لكن بغرض حماية أمن البلاد، ونؤكد أن حزبنا يفرق بين أمن النظام وأمن البلاد، ونحن واثقون من أن المعارضة التي توالي المخابرات الأجنبية لن تستطيع أن تزيح هذا النظام ولو منحت عمر نوح، وبعدها إلا تلحس كوعها، لكن نحن طبعاً بنعارض برشد وقادرون على تغيير النظام سليماً وبطريقة سلسة وعن طريق الحوار الذي يحتاج إلى نفس طويل ومقدرة على التحاور ومعرفة الخصم وانتزاع تنازلات تفضي لإحداث تحول ديمقراطي في البلاد بمشاركة القوى الوطنية الحقيقية التي ترفض التخندق مع الأجنبي ولو كان على الصعيد الإقليمي. ونحن خلافنا أساساً مع المؤتمر الوطني خلاف سياسي وليس إيديولوجياً، فنحن خرجنا من عباءة واحدة لكن يظل هناك اختلاف وتباين في وجهات النظر، لكنه خلاف لا يجعلنا نقف مع بعض قوى المعارضة التي تتخابر ضد البلاد.
>
وهنا قد يسأله صحافي مشاكس قائلاً: «يا أستاذ كمال، طيب واضح جداً إن الفرق بينكم وبين المؤتمر الوطني شعرة صغيرة طيب ما تزيلوها وخلاص».
>
وهنا ينتاب الأستاذ كمال بعض الغضب لكنه يتماسك ويقول: «يا أخي الشعرة دي بتحوي مواقف مختلفة وتباينات عديدة هي التي جعلتنا نكّون لينا حزب مختلف، لكن بكرر إنو ما في خلاف مذهبي وكلنا بنهتف بـ «لا إله إلا الله والله أكبر» وبنصلي سوا وبنحضر مناسبات بعض وهتافاتنا ذاتها واحدة».
>
ويرد الصحافي قائلاً: «طيب ما خلاص ما دام هتافتكم واحدة اهتفوا واتوحدوا وانهوا الحكاية وخلاص»، وهنا ينزل الأستاذ كمال عمر من المنصة وينهي المؤتمر الصحفي، ويتمتم قائلاً: «المعارضة عندها أذيال معروفين ومرصودين لينا حتى في الإعلام» .
احمد طه الصديق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قرقاش يستقبل وزيرة الخارجية السودانية

مشاركة متميزة للوفد الرياضي بكأس الأمم الإفريقية

حزب الوطن:القوات المسلحة والدعم السريع الضامنان للفترةالانتقالية