تقرير المصير: البحث عن كاريزما
«1»
قررت الحركة الشعبية «قطاع الشمال » بقيادة الحلو اعتماد مبدأ المطالبة بتقرير المصير، ومع أن التفاصيل لم تستبن بعد، ومع ان الحركة لم تتمكن حتى اللحظة من كتابة المانفستو الخاص بها ، ولم تنشء الهياكل الادارية والقيادية ، فإنها تقفز فوق كل ذلك الى المطالبة بتقرير المصير ، وهو موقف سياسى شديد الإلتباس ويفتقر للحنكة السياسية والشخصية القائدة ، ويبدو أن المجموعة الجديدة وفى محاولة بحث لتأسيس منهج جديد وتحشيد عاطفى يتجاوز القيادة السابقة للحركة «عقار وعرمان» قد سعت لابتداع مواقف سياسية تخلق لها هالة وتثير ضجيجا وتحدث فرقعة ، وهذه إشكالية كبيرة ، لان القيادات التى تفتقر القدرة والكاريزما ، تحاول ان تصل الى الشهرة من خلال مواقف مثيرة للجدل واكثر من ذلك غير مدروسة النتائج ، وحتى بالنظر العادى ، ناهيك عن المحيط الدولى والإقليمى والتجارب الانسانية والشروط والقواعد القانونية والمواثيق الدولية.
لقد ظلت منطقة جنوب كردفان تبحث عن الإستقرار والتعافى ، وهى واحدة من اكثر ولايات السودان قوة فى الترابط الإجتماعى ، ورغم تطاول الحرب وتتعدد مظاهرها ومسمياتها إلا أن الولاية ظلت تتمتع بترابط ونسيج إجتماعى متماسك ، وتواصل واسع بين المجموعات القبلية والفعاليات الإجتماعية .
وبدلا عن أن يسير مؤتمر الحركة الشعبية فى إتجاهات تعزيز تلك الروح والإتجاهات الإيجابية ، فقد اختار ان يتراجع الى اخر الاشواط وابعد «النجعة» ، وهذا ابسط تصور عن أن الحركة فى كل مراحلها كانت أداة لأجندة إقليمية ودولية وتحمل رؤى قوى سياسية ، ويبدو أن المواطن الذى تتحدث باسمه فى آخر اهتماماتها.
«2»
إن للمجتمع الدولى حساسية شديدة من أى حديث عن قضايا مثل «تقرير المصير» ، والقارة الأفريقية لديها موقف ثابت ومستقر حول هذا الأمر، خاصة فى ظل أجواء تتسع للحوار والتفاوض وإستنادا الى قاعدة نقاشات ومسارات تفاوض واسعة فقد كاد الاتفاق أن يوقع فى فترات سابقة وهو خلاصة جهد سياسى وقانونى وإنسانى، والفعاليات المجتمعية فى ولاية جنوب كردفان لم يدر بخلدها هذا النوع من المطالب السياسية ذات الطابع المتطرف ، ومع تجارب عالمية وإقليمية كثيرة فإن هذا الأمر يعتبر مجرد «خطرفات» ، و«بالونات» اختبار ، ومع ذلك فان استخدام سقوف هذه المطالب فى مقررات الإجتماعات يشير الى أن النوايا ليست للسلام ، وإنما الحرب وزعزعة الإمن والاستقرار وإيقاف مسيرة التنمية والإعمار.
إن الحلو ومجموعته يبحثون عن اضواء من خلال تبني أفكار متطرفة ، وتلك بضاعة بخسة ، لأن القيادات الوطنية تسمو فوق المواقف الصغيرة الى قضايا الوطن الكلية واكثرها سموا وحدة الامة والوطن ، والتاريخ يحفظ لهؤلاء مقاماتهم فى وقائعه وسجلاته ، ان قضايا الوطن ووحدته لا تقبل الجدل ، والمناورات قصيرة الأمل وقصيرة النظرة وسطحية الفكرة.
أما الضوضاء والصخب فهذه درجات اصحاب الهمم الصغيرة ، وسيكون مصيرهم الى الخسران، وينبغي الا نسمح للمغامرين بتفتيت النسيج الاجتماعى وإثارة الفتن وإطالة أمد الحروب.
قررت الحركة الشعبية «قطاع الشمال » بقيادة الحلو اعتماد مبدأ المطالبة بتقرير المصير، ومع أن التفاصيل لم تستبن بعد، ومع ان الحركة لم تتمكن حتى اللحظة من كتابة المانفستو الخاص بها ، ولم تنشء الهياكل الادارية والقيادية ، فإنها تقفز فوق كل ذلك الى المطالبة بتقرير المصير ، وهو موقف سياسى شديد الإلتباس ويفتقر للحنكة السياسية والشخصية القائدة ، ويبدو أن المجموعة الجديدة وفى محاولة بحث لتأسيس منهج جديد وتحشيد عاطفى يتجاوز القيادة السابقة للحركة «عقار وعرمان» قد سعت لابتداع مواقف سياسية تخلق لها هالة وتثير ضجيجا وتحدث فرقعة ، وهذه إشكالية كبيرة ، لان القيادات التى تفتقر القدرة والكاريزما ، تحاول ان تصل الى الشهرة من خلال مواقف مثيرة للجدل واكثر من ذلك غير مدروسة النتائج ، وحتى بالنظر العادى ، ناهيك عن المحيط الدولى والإقليمى والتجارب الانسانية والشروط والقواعد القانونية والمواثيق الدولية.
لقد ظلت منطقة جنوب كردفان تبحث عن الإستقرار والتعافى ، وهى واحدة من اكثر ولايات السودان قوة فى الترابط الإجتماعى ، ورغم تطاول الحرب وتتعدد مظاهرها ومسمياتها إلا أن الولاية ظلت تتمتع بترابط ونسيج إجتماعى متماسك ، وتواصل واسع بين المجموعات القبلية والفعاليات الإجتماعية .
وبدلا عن أن يسير مؤتمر الحركة الشعبية فى إتجاهات تعزيز تلك الروح والإتجاهات الإيجابية ، فقد اختار ان يتراجع الى اخر الاشواط وابعد «النجعة» ، وهذا ابسط تصور عن أن الحركة فى كل مراحلها كانت أداة لأجندة إقليمية ودولية وتحمل رؤى قوى سياسية ، ويبدو أن المواطن الذى تتحدث باسمه فى آخر اهتماماتها.
«2»
إن للمجتمع الدولى حساسية شديدة من أى حديث عن قضايا مثل «تقرير المصير» ، والقارة الأفريقية لديها موقف ثابت ومستقر حول هذا الأمر، خاصة فى ظل أجواء تتسع للحوار والتفاوض وإستنادا الى قاعدة نقاشات ومسارات تفاوض واسعة فقد كاد الاتفاق أن يوقع فى فترات سابقة وهو خلاصة جهد سياسى وقانونى وإنسانى، والفعاليات المجتمعية فى ولاية جنوب كردفان لم يدر بخلدها هذا النوع من المطالب السياسية ذات الطابع المتطرف ، ومع تجارب عالمية وإقليمية كثيرة فإن هذا الأمر يعتبر مجرد «خطرفات» ، و«بالونات» اختبار ، ومع ذلك فان استخدام سقوف هذه المطالب فى مقررات الإجتماعات يشير الى أن النوايا ليست للسلام ، وإنما الحرب وزعزعة الإمن والاستقرار وإيقاف مسيرة التنمية والإعمار.
إن الحلو ومجموعته يبحثون عن اضواء من خلال تبني أفكار متطرفة ، وتلك بضاعة بخسة ، لأن القيادات الوطنية تسمو فوق المواقف الصغيرة الى قضايا الوطن الكلية واكثرها سموا وحدة الامة والوطن ، والتاريخ يحفظ لهؤلاء مقاماتهم فى وقائعه وسجلاته ، ان قضايا الوطن ووحدته لا تقبل الجدل ، والمناورات قصيرة الأمل وقصيرة النظرة وسطحية الفكرة.
أما الضوضاء والصخب فهذه درجات اصحاب الهمم الصغيرة ، وسيكون مصيرهم الى الخسران، وينبغي الا نسمح للمغامرين بتفتيت النسيج الاجتماعى وإثارة الفتن وإطالة أمد الحروب.
د. ابراهيم الصديق علي
تعليقات
إرسال تعليق