(الحلو) ضدّ (الميراوي)



عقب احتلال السودان وإحكام قبضتهم على البلاد ، وضع الإنجليز عام 1909م خطتهم لبناء كنيسة كادوقلي. لكن الشيخ الفكي (علي الميراوي) كان بالمرصاد. (الميراوي) نسبة إلى منطقة (ميري) في جبال النوبة. بعد إجراء مشاوراته مع أهل كادوقلي ، في الإعداد لمقاومة الإنجليز بالسّلاح، وبعد أن تطابقت وجهة نظرهم، قام الشيخ (علي الميراوي) بحملة تبرعات عقب موسم الحصاد.كان هدف حملة جمع التبرعات شراء أسلحة. واكتمل جمع المال . وتمّ شراء الأسلحة . وبدأ قائد المقاومة الفكي (الميراوي) في تدريب الشباب على استخدام السلاح و حرب العصابات . كان ذلك عام 1913م. بعد أن اكتمل التدريب على العمل العسكري ،أعلن (الميراوي) عصيان دولة الإحتلال الإنجليزي، ورفض دفع الضرائب، وفي خمسمائة من الشباب المسلّح أعلن عن استعداده لقتال الإنجليز. وخاض (الميراوي) الحرب ضد الإنجليز مستخدماً أسلوب حرب العصابات . حيث أنهك جيش الإحتلال. كانت أولى المواجهات المسلّحة التي خاضها ضد الإنجليز في (وادي جفنة). حيث سجَّل انتصاراً كبيراً . ثم كانت المعركة الثانية في منطقة (حجر نمر) حيث هزم جيش الإنجليز. كما سحق الشيخ (الميراوي) الإنجليز في المعركة الثالثة. باء جيش الإحتلال بالفشل ،بعد أن تلقى ثلاث هزائم عسكرية على يد بطل المقاومة. ثمّ تمكَّنت حكومة الإحتلال البريطاني من أسر البطل (الميراوي) بعد اعتقالات جماعية . حيث تمّ اعتقال عائلته. كما تمّ إلقاء القبض علي الشيوخ والنساء والأطفال من منطقة (ميري) . نقل جيش الإحتلال البطل الأسير (علي الميراوي) إلى سجن (تلودي) . غير أن (الميراوي) تمكَّن من الخروج من السجن والإفلات من قبضة الإنجليز، وعاد إلى كادوقلي ليقود مرحلة جديدة من حرب العصابات ضدّ الإنجليز. ثمّ تمكَّن الإنجليز من أسر الشيخ الميراوي مرة أخرى و تمّ ترحيله إلى سجن الأبيض ثمَّ إلى سجن أم درمان عام 1916م. وأخيراً إلى سجن (حلفا). ومن بعد (حلفا) تمّ ترحيله عام 1918م إلى سجن الدلنج . حيث وجد شقيق روحه ورفيق المقاومة الباسلة السلطان عجبنا قد تمّ إعدامه. وتوفى البطل (علي الميراوي) عام 1929م، بعد أن فجَّر براكين الغضب ضدالإحتلال الإنجليزي، وأشعل شرارة المقاومة عند بناء المحتل كنيسة كادوقلي. يمكن المقارنة بين الشيخ علي الميراوي وتشييد كنيسة كادوقلي( رمزالإحتلال الإنجليزي والصليبية الجديدة) وبين عبدالعزيز الحلو (نائب والي) ولاية جنوب كردفان في الفترة الإنتقالية «النيفاشية» . حيث تمّ في عهد (الحلو) تشييد (930) كنيسة في (جبال النوبة) و (زيرو مسجد) . هل (الحلو) امتداد للشيخ علي الميراوي أم امتداد لسلطة الإحتلال البريطاني للسودان؟ .هل بندقية (الحلو) امتداد لجيش الإحتلال البريطاني أم امتداد لحرب المقاومة التي قادها (الميراوي).؟ هل الكنائس التي شِيدت في عهد (الحلو) امتداد لكنيسة كادوقلي التي شيدها الإحتلال أم (الحلو) امتداد للثوار الذين قاتلوا المحتل الإنجليزي؟. في المارشات العسكرية للجيش السوداني، خلَّد (مارش نوبة نمرة 4) الشيخ الفكي (علي الميراوي) . تمّ تدوين (المارش) عام 1918م تكريماً لبطل السودان . قام بتأليف (المارش) أربعة هم كبير الكجور الفكي (علي الميراوي) الملقب بـ(كوميلا) والنائب الكبير للكجور وشيخ البلد وامرأة اسمها (كانزي). (الميراوي) فصل من فصول (النضال الوطني المهمل) في (جبال النوبة). وهناك فصول مهملة أخرى في (الجبال).
*
نواصل
عبدالمحمود نور الدائم الكرنكي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قرقاش يستقبل وزيرة الخارجية السودانية

مشاركة متميزة للوفد الرياضي بكأس الأمم الإفريقية

حزب الوطن:القوات المسلحة والدعم السريع الضامنان للفترةالانتقالية