(الحلو والحكومة) … استئناف المفاوضات بأديس أبابا
أكدت الحركة الشعبية – شمال (وفد الحلو) انها
مستعدة للتفاوض مع الحكومة متي ما قدمت لها الآلية الافريقية الرفيعة (الدعوة رسمياً)
، بينما قطعت الحكومة من جانبها باكراً بأنها (أكثر جدية) وإستعداداً للجلوس والتفاوض
والوصول لحل نهائي لمشكلة الحرب في المنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق) وفق (خارطة
الطريق الأفريقية التي وقعت عليها الحكومة والمعارضة السودانية من قبل ، وقالت إن المباحثات
قطعت فيه أكثر من 90% ، علاوة علي المبادرة الأمريكية للمساعدات الإنسانية)، غير أن
إنشقاقات الحركة الشعبية – شمال بذاتها أربكت حسابات الحكومة لا سيما وأن الجناح الآخر
(عقار ، جلاب ، عرمان) قد بات قريباً جداً من طاولة المفاوضات .
خطوة وفد الحلو وموافقته علي إستئناف المفاوضات
مع الحكومة بهذه السرعة إعتبرها كثيرون (مفاجأة) أو (تنازلاً) بإعتبار أن مخرجات مؤتمر
الحلو الإستثنائي بكاودا شددت علي (تقرير المصير وعلمانية الدولة) ، لاسيما وأن الحلو
ظل يؤكد أن أسباب خلاف القيادة الثلاثية (عقار ، الحلو ، عرمان) وتباعد الخطوط بينهم
بسبب ما أسماه بـ(التهميش وحشر قضايا السودان في قضية المنطقتين) ، غير أن المراقب
الحصيف يجد أن الواقع الدولى يشجع ويدفع فى مسار الاتفاق وإقرار السلام ، وقد وصلت
الأطراف جميعها لقناعة لإنهاء الإقتتال في السودان عامة ودارفور والمنطقتين بصورة خاصة
.
كما أن لقاءات وفد الحلو بأديس أبابا قد جاءت
وسط أجواء تفاؤلية ، ربما كان لمقرر وفد الحلو الدكتور أحمد عبد الرحمن سعيد الدور
المقدر فيها بإعتباره اللاعب الأساسي في الجولات السابقة ، إذ كان من مهندسي التفاوض
(مقرراً) ولكنه (تحت عباءة عرمان بأجندة هلامية) ، غير أنه هذه المرة (مقرراً) لوفد
الحلو والذي يمثل (المنطقتين) وفق أجندة أهالي المنطقتين ، فيما ظل وفد (عقار ، جلاب
، عرمان) في ذات الوقت في إجتماعات وإتصالات مع ممثلين حكوميين متوازية وليست بعيدة
عن طاولة المفاوضات ، علي كل الحكومة الآن في وضع (مريح) بين الفريقين ولكنها ترجح
كفة من يمتلك التفويض والقوة العسكرية والسياسية وإجماع القبول ومقدرته لحل المشكلة
في المنطقتين بصورة نهائية .
و كشفت الحركة الشعبية (جناح الحلو) في بيان
لها تحصلت (الصحافة) علي نسخة منه ، ممهوراً باسم عطية عطرون عطية مسؤول إعلام الوفد
،أن وفدها مكون من (14) من قيادات الحركة الشعبية – شمال (جناح الحلو) بالمنطقتين برئاسة
سكرتيرها العام عمار امون دلدوم ، وقالت إن وفدها إختتم سلسلة من اللقاءات المهمة بالعاصمة
الأثيوبية أديس أبابا ، شملت اللقاءات (الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ، المبعوث الخاص
للامم المتحدة للسودان وجنوب السودان ، مكتب المبعوث الامريكي ، ممثل الاتحاد الاوروبي
، وممثل ألمانيا ، فضلاً عن لقاءات مع مجموعة محامي المجموعة الدولية العامة لسياسة
القانون وممثل مركز كارتر) ، قالت إن اللقاءات إستمرت (ثلاثة) أيام في الفترة ما بين
(16 – 19) نوفمبر الجاري 2017 ، وقالت إن وفدها أمن تماماً علي الجلوس للمفاوضات متي
ما تمت دعوته ، وقد غادر أديس أبابا عائداً لتنوير قاعدته بـ(جبال النوبة / جنوب كردفان
والنيل الأزرق ودول المهجر) .
غير أن إشتراط وفد الحلو لوقف اطلاق النار النهائي
بالحل السياسي النهائي لقضية المنطقتين ، والتي يقرأها المراقب لحاجة تتعلق بطبيعة
تركيبة وتكوين جيش الحلو (بندقجية) يفتقر معظمهم للمؤهلات العلمية للتنافس وربما يحتاج
لميزات تفضيلية والتي تتطلب ضرورة تبني المجتمع الدولي الدعم والمساندة للحكومة لتنفيذ
خطة للدمج (غير تقليدية) ، فضلاً عن مطالبة الحلو بإضافة مسار خارجي للمبادرة الأمريكية
يسمح لها بموجبه بنقل الجرحي للعلاج خارج حدود السودان بالدول الأوربية.
لذلك كله لابد من إثبات نية ما يؤكد أن الحلو
فعلاً جاد لإنهاء الحرب نهائياً في المنطقتين، وأن حسن النية الحكومية متوفر ، وفوق
ذلك كله لابد من قوة الإرادة وتوفر الثقة وتعزيزها لأجل وضع حد نهائي للحرب.
ابراهيم عربي
تعليقات
إرسال تعليق