قوش: لم أدَّع أن لي دورا في تفعيل لجان المقاومة والعمل معها في الحراك، ولكني قصدت مدح الفاعلين الحقيقيين للثورة
بعد مقالي الأخير تحت عنوان مع قوش (2) نشرت العديد من المنشورات وكتب البعض مقالات ينفي فيها دور الرجل في الثورة بل ويركز على الدور السالب لجهاز الأمن تلك الأيام وبعد تلك المقالات والمنشورات حدثني قوش مجددا قائلا: (شايف مقالك عمل زوبعة وأظن في ناس فهمته غلط، المهم ليس دور فلان أو علان وشخصنة القضايا، المهم أن تصل الثورة لمآلاتها بسلام، قطعا لم أدَّع أن لي دورا في تفعيل لجان المقاومة والعمل معها في الحراك، ولكني قصدت مدح الفاعلين الحقيقيين للثورة، والذين صنعوها، وهم لجان الأحياء ولجان المقاومة الذين بذلوا كل غالٍ لنجاح الثورة ووصولها لغاياتها، وكان دور اللجنة الأمنية الاستجابة لمطالبهم) انتهى كلام قوش. *
حقيقةً، الفريق أول صلاح قوش لم يقل لي عن أي علاقة له مع لجان المقاومة، وثمن فقط أدوار القائمين عليها، ووصفهم بالجنود المجهولين (نص مقالي السابق موجود على موقع الصحيفة بالإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي) لمن أراد المراجعة أو المغالطة!
صحيح ما قاله قوش يفهم منه أن ثمة علاقة له بالثورة وهذه حقيقة قالها غيره بشكل مباشر ممن يعتد بشهادتهم ومنهم للذكر وليس الحصر الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي والأستاذ محمد وداعة القيادي بحزب البعث وكليهما فصل هذا الدور بشواهد تتصل بهما وبعلاقتهما بالثورة وقوش تلك الأيام.
في جانب آخر أيضا فصل رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان في حواره التوثيقي مع الأستاذ ضياء الدين بلال دور قوش في التغيير بكلمات واضحة ومباشرة حيث ذكر أن قوش كان حاضرا ومشاركا في الأمر بقوة حتى آخر لحظة وحوار الأخ ضياء مع الفريق البرهان والذي كان على قناة النيل الأزرق مبذولا اليوم على موقع (يوتيوب) لمن أراد الاستزادة من هذه الشهادة.
الكثير من قيادات وأعضاء المؤتمر الوطني (الحاكم سابقا) وقاعدته الحركة الإسلامية لديهم قناعة ثابتة بدور لقوش فيما حدث مع اختلافهم حول تقييم هذا الدور (بطولة أم خيانة؟). وعن نفسي ومن باب المراقبة أتفق مع من يعتقد أن قوش سمح للثوار بدخول القيادة العامة والاعتصام من بعد (البعض يرى أنه اقترح على بعض منظمي المسيرة تغيير وجهتها من القصر للقيادة!)؛ وأيا ما كان اقترحه قوش أو فعله أو لم يفعله (حراسة ساحة القيادة) فلقد كان برأي الطلقة الأخيرة والمباشرة والمسددة بإحكام على قلب النظام السابق حتى سقط، وأحسب أنه قام بهذا الدور بعد أن أيقن بعزم الثوار على إكمال المشوار وفشل النظام في إيجاد حلول لأزمات البلد.
إن نفي الفريق أول قوش أمس لي علاقته بلجان المقاومة وتأكيده على قوله السابق لا يعني عندي كمراقب أن ليس للرجل علاقة بالتغيير وذلك بشهادة قوله نفسه عن دور اللجنة الأمنية والذي تمثل في الاستجابة للثورة ولقد كان هو – أي قوش – عضوا فاعلا جدا في اللجنة المذكورة، هذا غير ما شهد به الآخرون ممن لهم علاقة مباشرة بالثورة. * نلتقي بإذن الله مع (قوش4).
بقلم / بكري المدني
تعليقات
إرسال تعليق