عبد الواحد محمد نور .. ذات المأزق وذات المصير!!.
لم يكن حال حركة عبد الواحد محمد نور مختلفاً كثيراً عن حال بقية الحركات الدارفورية المسلحة التي أصابها ما أصابها من الضعف والقعود، وفقدان البريق.
إذ على الرغم من أن الكثيرين يعتقدون أن حركة عبد الواحد الرافضة لأي تفاوض أو حوار، تقف بعيدة عن أي مؤثرات ميدانية أو خلافات تنظيمية، الا أن واقع الحركة الذي كشف عنه مؤخراً الناطق الرسمي باسمها والذي وقع في يد السلطات السودانية، لا يختلف كثيراً عن حركة جبريل إبراهيم وميناوي.
الناطق باسم حركة عبد الواحد ويدعي (مصطفي طمبور) أعطي صورة بائسة لأوضاع الحركة في اعترافاته التي أولي بها للسلطات السودانية عقب استجوابها له.
ومن بين ما كشف عنه (طمبور) أن حالات الفرار والهروب من قبل جنود الحركة من مناطق تمركزها بجبل مرة في تزايد مستمر.
ولو توقفنا عند هذه النقطة وحدها فإن من الطبيعي أن يحدث ذلك لعدة أسباب: أولاً لأن هؤلاء الجنود وأغلبهم من الصبية الصغار المغرر بهم ظلوا على هذه الحالة منذ سنوات لا آفاق تلوح لهم، ولا أمل في الوصول إلى السلطة، ولا أمل في تحقيق انتصار ولا أمل في اتفاقية سلام!!
وضع مزري كهذا من المحتم أن يدفع الجنود للهرب والفرار.
ثانياً: شعور هؤلاء الجند أن وجودهم في معسكرات خانقة في الجيل مع صرامة القيادة وشدة تعاملها معهم، في حين إن الأوضاع في أرجاء السودان تتغير، هو في الواقع شعور محبط ومدمر.
ثالثاً: طبيعة إدارة عبد الواحد لحركته تميل إلى القسوة الشديدة، اعتقاداً منه – وهو بلا شك مخطئ – أنه منتصر لا محالة في المستقبل القريب، وقد ظلت السنوات تمضي والأمور تراوح مكانها.
هذا فيما يخص أوضاع الجنود وما كشف عنه القائد طمبور المتخصص في الجانب العسكري.
أما فيما يخص مقاتلة عناصر من حركة عبد الواحد في ليبيا، فقد كشف الناطق العسكري لحركة نور أن لدي الحركة بالفعل عناصر تقاتل في ليبيا وهذا يعني أيضاً أن عناصر حركة عبد الواحد تولوا هم أيضاً إلى مرتزقة شأنهم شأن عناصر بقية الحركات، وأن هذا المتغير الكبير أفرغ الحركة من عناصرها.
الأمر الثاني أن أنشطة الحركة نفسها في مناطق شرق جبل مرة تراجعت الى حد كبير، بفعل مضايقتهم لسكان المنطقة أذ من غير المتوقع أن تستمر الحركة في القيام بأي أنشطة وهي في حالتها هذه وأخيراً فإن فرنسا التي كانت تأوي وتدعم عبد الواحد على أيام اليمين الفرنسي وأيام الرئيس ساركوزي، ضاقت ذرعاً بعبد الواحد لجموده وتصلبه غير المبرر، ولهذا يقول الناطق العسكري (طمبور) إن فرنسا أوقفت تمويل حركة عبد الواحد وربما كان هذا يفسر حالات الفرار والاشتغال بأعمال النهب والسلب من قبل الجنود الفارين!
أذن عبد الواحد هو الآخر لم يسلم من جرثومة الفناء البطيء المتدرج!!
تعليقات
إرسال تعليق