اتفاقية جوبا.. التنازلات مقابل نيل المكاسب


شدد عسكريون وخبراء على أهمية ومزيد من التنازلات لأطراف النزاع حول القضايا الخلافية حتى يتم التوصل إلى اتفاق وتراضي بين هذه الأطراف.
وكان المجلس العسكري والحركة الشعبية قطاع السلام قد عقدا اجتماعا في عاصمة دولة الجنوب جوبا حيث ضم الاجتماع كل من نائب رئيس المجلس العسكري الفريق اول محمد حمدان دقلو حميدتي ورئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال مالك عقار وتمخض عن هذا الاجتماع اتفاق حول عدد من القضايا وكان أبرزها العفو عن المعتقلين السياسيين وإسقاط حكم الإعدام الغيابي ضد قادة الحركات المسلحة وكذلك فتح المسارات والممرات لتوصيل المساعدات الإنسانية لمتضرري الحرب في مناطق النزاع.
رقابة كثيفة
ووصف اللواء ركن الصوارمي خالد سعد الخبير العسكري والاستراتيجي اتفاق المجلس العسكري والحركة الشعبية قطاعا لشمال بالممتاز والذي يصب إيجابا في مصلحة البلد وأضاف في حديثه (لأخبار اليوم) ان اي اتفاق بين اطراف ينصب أيضا في صالح الوطن والمواطن.
وقال ان عملية فتح المسارات عملية معقدة وشائكة لأنها تحتاج الى رقابة كثيفة من الأجهزة النظامية لتفادي عمليات التهريب التي أدخلت البلد في الفترة السابقة في العجز الاقتصادي وذلك نسبة لكثرة المسارات للتهريب لدول اخرى وان فتح المسارات في دول أخرى لا يستفيد منها المواطن بل يستفيد منها من هم خلف حدود الدولة الجارة.
وأضاف اللواء الصوارمي عموما فان ما تم الاتفاق عليه نؤيده وهي تعتبر عملية ايجابية ولكنها يمكن ان تتحول الى عملية سلبية ولذلك نرجو من السلطات المختصة بتكثيف المراقبة الدقيقة لهذه المسارات وكذلك تجديد المسارات التي من اجلها فتحت كالمسارات التجارية ومسارات توصيل المساعدات الإنسانية بمعنى انه لابد من تحديد أغراض هذه المسارات سوء ان كانت مسارات إنسانية او تجارية او مسارات للضروريات الحياتية بحيث تكون بشكل محسوب حتى ينصب في مصلحة الوطن والمواطن.
ويواصل بقوله اما فيما يختص بالعفو عن المعتقلين السياسيين واسقاط حكم الإعدام الغيابية ضد قادة الحركات المسلحة اعتقد ان ما تم الاتفاق عليه في هذا الجانب أمر ايجابي نؤيدها بشدة.
وأضاف ان معظم المحاكمات السياسية بفرضها واقع ومرحلة معنية فاذا انتهت هذه المرحلة فلا داعي للتمسك والتشدد وعدم التسامح في القضايا الخلافية فلابد من تجاوز ما يمكن تجاوزه من كافة الأطراف.
ويضيف اللواء الصوارمي بقوله ان المطلوب من المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير ان يكثفوا من مثل هذه المبادرات لتجميع شتات ابناء هذا الوطن حتى يكونوا لحمه واحدة
مزيد من التنازل
اما الفريق محمد احمد عرديب رئيس الحركة الشعبية جناح السلاح ابتدر حديثه (لأخبار اليوم) مهنئا الشعب السوداني باتفاق المجلس العسكري وقطاع الحركة الشعبية شمال وقال ان اي اتفاق يقضي للسلام نؤيده ونشجعه وان كل الحركات المسلحة وانا جزء منها ندعوهم لمزيد من التنازل وان يستمروا في هذه التنازلات والمبادرات حتى يصل الأطراف الى تراضي وأضاف لابد ان نتقدم بالتهنئة للتوصل على هذا الاتفاق لصورة عامة وفي ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بصفة خاصة وسنلتقي بالمجلس العسكري وقوي الحرية والتغيير لتوضيح رؤيتنا في الحركة الشعبية جناح السلاح.
نقاط حاسمة
فيما يري رئيس اللجنة العسكرية للعائدين ورئيس تجمع سلاطين وعمد وملوك السودان الجديد الرائد (عائد) محمد عثمان جموع ان جنوب السودان يعد أكثر حرصا لتحقيق السلام في السودان خاصة ان كل من البلدين يمثلان عمقا استراتيجيا وامنيا
وأضاف ان جوبا لها روابط رفقه ونضال بالحركة الشعبية شمال الشيء الذي يجعل من مدينة جوبا ان تكون راعية وحاضنة ممتازة لسلام يمكن ان يعم السودان وقال اما فيما يتعلق بمفاوضات جوبا فإننا نطمئن لها كثيرا اذا قبل قادتنا بالتفاوض هناك مع التأكيد بان معظم القضايا والمطالب لن تتم وتكتمل الا مع الحكومة الانتقالية مع العلم أن القائد الحلو يمثلنا ونحن له داعمين.
ويضيف الرائد جموع بقوله أما فيما يختص بإلغاء المحاكم الغيابية السابقة بالإعدامات فهذا يعتبر نجر في اللحاء الميت ولا تعتبر شيئا جديدا او أمرا مفرحا فهو تحصيل حاصل للسعي لإيجاد مادة وعناوين لامعة فقط.
ويواصل بقوله نرجو من المجلس العسكري ان يعمل على ملامسة تطلعات الشارع وان يبتعد عن المماطلة (والجرجرة) وكسب الوقت وخاصة ان هنالك أحداث لا تشبه نفس الثورة والثوار.
وأضاف جموع نرجو ونتوقع من نائب رئيس المجلس العسكري الفريق اول دلقو ان يلعب دورا يحسب له فيما تبقى من النقاط الحاسمة وما تبقى من جولات مع قوى الحرية والتغيير وربنا يهدي كل المجلس العسكري في لملمة أطراف الشأن السوداني والوصول إلى كلمة سواء ترضي تطلعات (قحت) ويجب ان ننحني ولا ننكسر والشارع لا يهادن ولا يهاود ولا يكذب ولا يخون.
وأوضح بقوله ان الروح التي تسود كل الأطراف المفاوضة تبشر باتفاقيات تشبه غبشة الهامش وصدقهم ومعاناة المواطن وصبرهم وخسارة الكنداكات وثبات الشباب والثوار خلف ثورتهم وحماية مطالبهم ورعاية تطلعاتهم والجنة والخلود للشهداء والعافية والمعافاة للجرحى.
مكسب كبير
وقال الخبير المختص في مناطق التماس والباحث في مجال السلام الدكتور محمد احمد بابو نواي ان ما تم عليه من اتفاق بين الأطراف شيء مفرح جدا لتقدير هذه الأطراف مصلحة الوطن وأضاف ان اي تنازلات للوصول الى اتفاقيات مكسب كبير للوطن خاصة لمناطق النيل الأزرق وجنوب كردفان حيث عانى مواطني هذه المناطق من الأطراف المتنازعة الذي أسهمت في معاناة مواطني هذه المناطق وأوضح ان الأطراف المتنازعة قد أحكمت صوت العقل وقدمت التنازلات وهذا مكسب كبير للوطن والمواطن وقال واما فيما يتعلق بإسقاط أحكام الإعدام على المحكومين فهذا يعتبر اتفاق سياسي تمت فيه تنازلات ولكن العقوبات التي صدرت ضد المحكومين فهنالك حقوق لدى الناس فالمواطن المتضرر فهو صاحب حق فيمكن ان يأخذ حقوقه القانونية.
وأضاف عموم ان ما توصل إليه الطرفان تعتبر خطوة مباركة وجميلة ونقطة تؤدي لبناء الوطن وندعو المجلس العسكري وقوى الحرية والحركات المسلحة العمل على علاج القضايا بمزيد من التنازلات من اجل وطن معافى.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قرقاش يستقبل وزيرة الخارجية السودانية

مشاركة متميزة للوفد الرياضي بكأس الأمم الإفريقية

حزب الوطن:القوات المسلحة والدعم السريع الضامنان للفترةالانتقالية