مأزق خارطة الطريق..
إعلان الحركة الشعبية لوقف إطلاق النار
معلوم أن وراءه الحملة العسكرية الواسعة التي تنفذها القوات المسلحة في كل من
النيل الأزرق وجنوب كردفان، وكذلك وراءه فشل محاولاتهم المتكررة لاسترداد عدد من
المواقع بجنوب كردفان وبالذات «أم سردبة» التي هاجموها أكثر من أربع مرات وفقدوا
فيها ما يتجاوز الألف من جنودهم والعشرات من أبرز قادتهم الميدانيين بالإضافة
للسلاح والعتاد والروح المعنوية المتدنية. > تهدف الحركة الشعبية من هذا
الإعلان الى استدراج الحكومة لمربع آخر بعيداً عن خارطة الطريق التي رفضت التوقيع
عليها، وتتعرض لضغوط شديدة بسببها من قبل القوى الدولية، ولهذا تريد أن تستدرج
الحكومة لاتفاق لوقف إطلاق النار دون المرور عبر خارطة الطريق وبهذا تتحلل من
الخارطة وتفتح مسارا جديدا تعود به الى ما قبل خارطة الطريق وعلى الحكومة أن تنتبه
لذلك وألا تقبل أية خطوة من قبل الحركة الشعبية أو حركات دارفور أو قوى نداء
السودان إلا من خلال خارطة الطريق.
> ليس هناك ما يلزم الحكومة بوقف عملياتها العسكرية
في كل من جنوب كردفان والنيل الأزرق ما دامت الحركة الشعبية لم توقع على خارطة
الطريق بعد وتتمسك بالخيار العسكري وقد تسببت في إفشال أكثر من ثلاث عشرة جولة
تفاوضية كانت كل واحدة منها كفيلة بفتح مسار للتسوية السياسية وإنهاء القتال في
المنطقتين. > الحركة الشعبية لم تتوقف عن القتال حتى الخميس الفائت وهي
تهاجم منطقة «المشتركة» بالقرب من أم سردبة ولكن القوات المسلحة ومن خلفها قوات
الدعم السريع لقنتها درسا بليغا وردتها خائبة وهي تخلف وراءها المئات من القتلى
وأعداد مقدرة من الأسلحة والآليات والمعدات العسكرية التي استخدمت في الهجوم. > كنت أود أن
يلعب المجتمع الدولي ذات الدور الذي لعبه تجاه الحرب في دولة جنوب السودان وهو
يضغط على طرفي الأزمة ويهدد بالعقوبات ويحمل مشار حملاً لتحط طائرته بجوبا وسط
ترتيبات أمنية وعسكرية تشكك في توفر الإرادة لدى الطرفين الموقعين على اتفاق
السلام وتهدد بانهياره في أية لحظة.
> مثل هذا التمييز في المواقف من قبل المجتمع الدولي
تجاه صراع وصراع يطعن في نزاهة القوى الدولية وهيئاتها المنوط بها العمل من أجل
السلم والأمن الدوليين بكل حيادية وصدق ولهذا سترتد كل برامجها عليها. فالحرب في
جنوب السودان وفي السودان ترتبط ببعضها البعض ولا سبيل من بناء السلام في دولة
ورعاية الحرب في الدولة الأخرى، فإما أن تنعما بالسلام معاً أو تكتويا بنار الحرب
معاً، وهذا ما لا يريد الغرب أن يفهمه ويعمل به. > الصراع في دولة جنوب السودان لا
يقارن بما يحدث في السودان من حيث الانتهاكات التي ارتكبت والتي تجاوزت في جنوب
السودان كل المعدلات في كل الحروب التي شهدتها أفريقيا، كما أن الإرادة لوقف الحرب
من قبل الحكومة السودانية كانت وما زالت متوفرة وعلى النقيض من ذلك نجد الوضع في
جنوب السودان حيث وقع طرفا الأزمة على اتفاق سلام تحت ضغط المجتمع الدولي دون أن
تتوافر الإرادة لدى طرفي الصراع ولهذا يحشد مشار أسلحة لواء كامل لتأمين عودته إلى
جوبا. > الصادق المهدي أقر بأنهم يتعرضون لضغوط لحملهم على التوقيع على خارطة
الطريق ولهذا يلوح بالعودة قبل أن تُقيد حركته بالعقوبات التي ستفرض عليه وربما
بدأ الرجل يفكر في مسار آخر ولكنا ننصحه بمسار الحوار وقد يجد فيه تقييماً أفضل من
ذلك الذي وجده من الجبهة الثورية وهي تساوي بينه وبين فاروق أبو عيسى
الشاذلي حامد المادح
تعليقات
إرسال تعليق