ومخلفات سلفا كير ومشار كيف احتواءها؟


الأمم المتحدة تبقى بلسانين لسان أهل المقر في أمريكا.. ولسان الأمين العام.. لسان يهدد ولسان يشجب ويستنكر.. ويبارك. > فبالأمس كان أغلب الناس يقرأون ويستمعون إلى مباركة الأمين العام للأمم المتحدة لتشكيل حكومة جوبا الجديدة. > كان يشيد باتفاق السلام بين سلفا كير ومشار.. وكان يثمِّن ما توصل إليه من تفاهم وتقارب من أجل السلام. > لكن اللسان الآخر في الأمم المتحدة كان عجيباً..فقد خرج تقرير أممي يوصي بوضع سلفا كير ومشار وملونق رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي، وأكول مدير جهاز الأمن القومي بالقائمة السوداء. > والسبب طبعاً لا يخفى على مراقب.. فهم بالدرجة الأولى مسؤلون عن ما وصل إليه جنوب السودان من انهيار أمني فظيع، كان ضحيته ملايين المواطنين بين قتلى وجرحى وجوعى ومرضى ونازحين ولاجئين. > وأفضلهم طبعاً اللاجئون لأنهم خرجوا من بلاد لم تعد تصلح للاستقرار. بلاد ليس فيه مشكلة سلفا كير ومشار فقط. > ومشكلة سلفا كير ومشار لو انتهت بهذه التطورات الجديدة.. فإن مخلفاتها قد تكون الأسوأ مستقبلاً. > ومن مخلفاتها في بحر الغزال مليشيا (لواء أنقذوا الوطن)، التي يقودها اللواء أقانج أكول.. وهو هناك مطلوب القبض عليه بمقابل مالي ضخم. > ومن مخلفات صراع سلفا كير ومشار أيضاً، الصراع في بانتيو بولاية ليج الشمالية.. فهناك مجموعة مسلحة ترعب السكان وتهدد الوجود العسكري الحكومي. > والآن قوات سلفا كير تصارع بعضها في بحر الغزال.. وقوات مشار تصارع بعضها في بانتيو.. ويستمر المسلسل المأساوي الذي كان ببطولة هذين الشخصين. > وأقانج الذي يبدو إنه سيكون رجل الجنوب العظيم مستقبلاً بعد انتهاء عمر الجيش الشعبي الافتراضي، يقف الآن في حلق الحركات الدارفورية المتمردة معترضاً على دعم جوبا لها. > و واشنطن طبعاً لن تعترض على قتال أقانج أكول.. ليس لأنها تريد الضغط على حركات دارفور وقطاع الشمال، بل لأن أقانج يضمن لها وهو يقاتل، استمرار نسف الاستقرار في الجنوب. > و وقف إطلاق النار لو تحقق بين طرفين فالصراعات في الجنوب ليس فقط بين طرفين.. فهي بين عشرات الأطراف. > ومهما تبرعت الصين لهيئة مراقبة وقف إطلاق النار في حكومة الوحدة الجديدة.. فإن إطلاق النار مستمر من أطراف أخرى تقاتل الجيش الشعبي الحكومي. > وتذكر أن هذا الجيش كان متمرداً وأصبح الآن هو جيش الدولة، وهذا يعني أن الدولة لم تكوِّن جيشاً طبيعياً تعوِّل عليه في حفظ الأمن والاستقرار. > فهو جيش تمرد قابل للانشقاقات التي تقود لضرب الاستقرار الأمني وما لذلك من تداعيات. > جيش كان متمرداً.. وقد انشق وهو متمرد إلى ثلاثة مليشيات.. فماذا كان متوقعاً منه في مرحلة الحكم غير الذي حدث بين مشار و سلفا كير.؟ > و واشنطن نفسها وكل الشخصيات الأمريكية تفهم كل هذا وتشعر منذ انفصال الجنوب بضعف تماسك الجيش وباستحالة تحقق الصفة القومية له. > لكنها تريده كذلك لأنها تشعر بأنها حققت نجاحاً على صعيد السياسة الخارجية. > فهل ستدرك حكومة الوحدة في جوبا هذه الحقيقة لتبدأ في تأسيس جيش قومي بالفعل مثل الجيش السوداني الذي كان قد هزم الجيش الشعبي هزيمة نكراء فتحت الطريق للمفاوضات النهائية التي بدأت باتفاق مشاكوس الإطاري في يونيو 2002م.؟ غداً نلتقي بإذن الله..
خالد حسن كسلا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قرقاش يستقبل وزيرة الخارجية السودانية

مشاركة متميزة للوفد الرياضي بكأس الأمم الإفريقية

حزب الوطن:القوات المسلحة والدعم السريع الضامنان للفترةالانتقالية