اللوردات ..قصص موثقة
دارت مجادلات متعددة ومتصاعدة حول الثروات
المملوكة لقيادات المعارضة السودانية وخاصة المسلحة منهم ، فهم ورغم نصاعة بعض
الشعارات المرفوعة منهم متهمون بالتورط في
شبهات توظيف لحالتهم النضالية لصالح بناء مصالح استثمارية توظف احياناً ، وربما
غالباً ، العلاقات الاقليمية والدولية التي شادوها الى جانب الاستفادة من دعم غير
منقوص بغطاء العمل المعارض والثوري يوجه الى مصالح القيادات واعمالهم التجارية
وكان الامر يعد حين مناقشة هذه التفاصيل ضرياً من ضروب الاغتيال السياسي والمعنوي
في ماسبق ، لكن تكشف كثير من الادلة والاسانيد والشهود عضدد حقيقة ان العمل
السياسي المعارض صار في بعض جوانبه مدخلاً للمصالح الشخصية لبعض الاسماء ، تفجرات قضية
دارفور و التحولات الكبيرة التي شهدتها اخيراً كشفت تفاصيل بدت محبطة لمن كانوا
يظنون ان للحركات المتمردة قضية تتسم بالنزاهة ، وهو ذات ماطال قطاع الشمال الذي
ظل على الدوام مواجهاً باتهامات الفساد في العمل الثوري وبشكل تصاعد اخيراً ومن
شهود من بين قيادات القطاع نفسه .
عبد الواحد نور ...النقد مقابل الحياة
ّّ!!
قبل عدة اشهر اثار تسجيل صوتي ومصور لعبد
الواحد نور رئيس حركة تحرير السودان حالة من الصدمة في الاوساط السياسية والشعبية
فالرجل الذي ماانفك يتحدث عن اتهام الحكومة بتهميش دارفور وان له مطالب عادلة
لصالح البسطاء هناك ، ظهر ليقول مخاطباً ابناء دارفور في المعسكرات بان يدفعوا
مابين (300)الف الى (500) الف جنيه سوداني مساهمة منهم في معركة الحرية على حسب
تعبيره مع الدفع بابناء وبنات المعسكرات لحمل السلاح في وجه الحكومة التسجيل
وللمفاجاءة احتوى علي تعليمات مباشرة وصريحة من عبد الواحد نور بقتل ومعاقبة كل من
لايدفع ن ويحدث هذا وهو يخاطب الناس من (( باريس ) وليس من اعلى جبل مرة !! وقد
كان الظن ان تصريحات نور محض تهديد ن الى ان تكشفت تفاصيل مروعة عقب دحر حركته
عسكرياً بمنطقة شرق جبل مرة وسورنق ن حيث ضبطت وثائق مكاتبات عبارة عن نصوص اوامر
يتنفيذ احكام بالغرامات على الاهالي في المناطق التي تسيطر عليها الحركة ، حيث
كشفت الوثائق ان الحركة نصبت محكمة تسمى ثورية في منطقة قولو جمعت الاف من الاهالي
كغرامات توزع بين قاضي المحكمة وعمالة وبعض انصبة اخري تذهب الى قيادات المتمردين الميدانين
، ووفق وثيقة تنشرها (( الصحافة ))نقلاً عن وثائق نشرها الصحافي خالد مريود على
صفحته بالفيس بوك فان الحركة جمعت مايقارب اكثر من مليار واربعمائة مليون جنيه
سوداني من محاكمات خاصة بالنساء بقضايا صنفت بين المدنية والجنائية . وقدم رئيس
المحكمة تقريراً للمستشار القانوني للحركة حسب هيكلة المتمردين ومسمياتهم حيث تشير
حسب هيكلة المتمردين ومسمياتهم حيث تشير
الوثيقة الى انه وبعد جمع المال من الاهالي تحوز المحكمة على نسبته 40%من التحصيل
، ويوزع المتبقي على قادات العمليات !!الوثائق المنشورة تتسق وتصريحات سابقة لعدد
من المنشقين عن حركة عبد الواحد تتهمه بسرقة اموال الاهالي وتحويلها لمنفعة
الشخصية ، وهو ماشار اليه القائد مصطفى طمبور الناطق العسكري باسم حركة تحرير
السودان الذي تم القبض عليه من جهاز الامن والمخابرات بولاية شرق دارفور قبل اشهر
، حيث سجل في اعترافاته حقائق تزايد أعمال الفرار وتحول غالب عناصر الحركة لاعمال
النهب وقطع الطريق وفرض اتاوات على الاهالي والسكان المحليين ن الى جانب مشاركة
الحركة في الحرب في ليبيا مساندة لقوات اللواء خليفة حفتر مقابل اموال توفرها بعض
الجهات .
بنك الجبال .. محرقة فيليب
الحركة الشعبية شمال ليست بعيدة من هذا
التلوث فهناك اتهامات متعددة طالت الامين العام ياسر عرمان وقيادات اخرى اعلى
وادنى منه ، ولكن تظل واقعة الفساد في بنك جبال النوبة خاصة تلك التي تعرض لها بعض
المواطنين الذين جمعت اموالهم بغرض استبدال العملة في جوبا في العم الذي شهد
الانفصال ن وبلغت الاموال في جملتها (18) مليار جنيه ن واودعت بنك الجبال وسلمت
لاحد اعضاء مجلس الادارة لتكون امانة بطرف البنك ن وكان ذلك الامر كما يقول كافي
كوكو كالوكا قبل مدة كافية من نهاية الفترة المحددة لتبديل العملة اي قبل ( اسبوع
من نهاية التبديل ))وقبل تلك الفترة شرع مدير البنك انذاك عوض البيير في اجراءات
تبديل هذه العملة وذلك بعملية بسيطة جداً بادخالها في الحساب العام في البنك لتتم
عملية التبديل بطريقة سلسل ن الا ان احد اعضاء مجلس الادارة اعترض على ذلك لم تتم
عملية الاستبدال وتلك القصة وحسب الدكتور سليمان تيه احدثت ازمة ثقة كبيرة وكانت
عملية احتيال استفاد منها مسؤولون كبار بالحركة الشعبية حيث استحوذوا على تلك
الاموال التي خسرها البسطاء وكانت سبباً في فرار بعض القيادات الى الخرطوم وجوبا
حيث اسس بعضهم اجنحة منشقة عن الحركات الشعبية !!
اللواء خميس جلاب والي ولاية جنوب كردفان
الاسبق واحد المؤسسين للبنك ن ويقول في سياق التنويه بعمليات الفساد التي تتم باسم
النضال والمناضلين ن ان اخر جمعية عمومية للبنك انعقدت في الاسبوع الاول من شهر
يونيو 2015م بكاودة وكانت فاشلة ، ويمضي الي ان هناك فسادا واسع وسوء ادارة في
البنك بتوطؤ رئيس مجلس الادارة نيرون فيليب عضو الوفد المفاوض للحركة الشعبية الان
ومسؤول العمل الانساني ، واتهم جلاب بعض قيادات الحركة الشعبية والجيش الشعبي بلعب
دور في ما وصفه بالفساد ، ويمضي ليقول ان مدير البنك ني باللائمة كلها على اللواء
جقود مقوار مراده في فساد بنك الجبال الذي ولمعلومية القارئ يدار بواسطة البنك
المركزي لجنوب السودان ، رغم انه يقع داخل الاراضي السودانية وان كانت في مواقع
المتمردين .
ليبيا الشيك الخدري !!
مثلت التطورات في ليبيا وظهور جماعة
اللواء حفتر المدعوم والمساند من جهات تصفها مصادر ليبية متطابقة ، مثلت سوقا
لحركات التمرد الدارفورية التي تورطت في النزاع الليبي بشكل سافر ومباشر ، لتنشط
في المناطق الواقعة على الجزء الجنوبي الغربي من الاراضي الليبية ، لتنشط في اعمال
ذات عوائد مالية كبيرة مثل الاتجار في المخدرات وبيع السلاح ، بالاضافة لتهريب
البشر الي سواحل البحر الابيض المتوسط ومنها الي اوروبا .
ومنذ مارس 2015م شاركت الحركات المتمردة
في القتال بمنطقة اوباري ، وتورطت في الهجوم على الكفرة وكما شاركت في القتال في
مناطق سبها وبنغازي ، وتورطت ، حسب عبدالمجيد الزوي احد اعيان الكفرة الذي تحدث لـ
الصحافة في اعمال سلب ونهب البنوك والمؤسسات والمنازل ومحطات الوقود ، وقد كشفت
بعض الوثائق التي ضبطت مع الاسري والفارين من المعارك التي دارت في زيمة التي
ترتكز عليها قوات المتمرد مناوي ، عن تورط قوات حركة مناي اركو مناوي في انشطة
تتعلق بنهب حقول النفط في ليبيا ، حيث تشير الوثيقة التي حررت بيد المتمرد جابر
اسحق نائب القائد العام لقوات مناوي ، الي خطة من اربع مراحل ، وتتضمن المرحلة
الرابعة (جلب المال بالتعاون الاستثماري مع مدير الحقول النفطية الليبية ) ، بالاضافة
الي تجارة الاسلحة .
وحصول متمردي دارفور على اموال نظير
خدماتهم العسكرية بالقتال في كثير من المواقع والدول معلوم وثابت ، فقد حدث ايام
مساندتهم للرئيس ادريس ديبي ، قبل تحسن العلاقات بين الخرطوم وانجمينا ، وقدم
مستشاره حسن كتر الذي انشق عنه تفاصيل كثيرة في هذا الخصوص ، الي جانب دعم كبير ظل
يقدمه ابن عم العقيد القذافي احمد قذاف الدم قبل مقتل القذافي وبعده ، فضلا عن
اموال مسحوبة من بنك ايفوري بجنوب السودان خصصت كحصة لمتمردي العدل والمساواة عقب
اندلاع الحرب بين الفرقاء الجنوبيين في جنوب السودان .
عرمان في عين العاصفة
ياسر عرمان كان احد القيادات التي طالها
الاتهام ، ويقول حسين عبدالعزيز العضو السابق بمكتب الحركة بالقاهرة لـ الصحافة ان
خلافات كبيرة وقعت بالمكاتب الخارجية وتحديدا القاهرة قبل عدة سنوات ، بسبب
اتهامات بتجاوزات مالية كبيرة لعرمان ، وقال ان تلك الخلافات كانت السبب وراء
اعلاق المكتب واعفاء نصر الدين كوشيب قبل اعادة فتحه مرة اخرى .
ونقل حسين لـ الصحافة قوله ان عرمان اضطر
للاستعانة بياسر جعفر هناك ، وبشان ما تردد عن امتلاك عرمان شركات طيران ونقل ،
قال حسين انه لا يملك شهادة او دليلا موثقا ، لكنه اشار الي ان هذه القضايا
والاتهامات طرحت اكثر من مرة لكن الامور لا تمضي الي درجة اكمالها ، الا انه اقر
بان عرمان وياسر جعفر يديران انشطة خاصة وملفات لا يعرف احد تفاصيلها ، واغلبها في
الجانب المتعلق بتفاصيل الدعم والاستثمارات الخاصة بقطاع الشمال ، مشيرا الي ان
تغييرات الاعفاء التي طالت بعض القيادات ومنهم ياسر جعفر نفسه قد يكون من اسبابها
خلافات حول تلك الملفات ، لكن نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية جنوب كردفان الهادي
عثمان اندو يبدو اكثر مباشرة وهو يتهم قطاع الشمال بالمتاجرة بشعب جبال النوبة ،
وتلقي المعونات من المنظمات الغربية وصرفها على الحرب بدلا من المواطنين الذين
تحتجزهم الحركة قسرا وتستخدمهم دروعا بشرية ، وقال اندو ( قادة التمرد في جنوب
كردفان ليست لديهم قضية ) ، مشيرا الي تورط عرمان في تهريب الذهب واستثمار امواله
في شركة طيران يملكها عرمان .
والشبهات في قطاع الشمال لا تستثني مالك عقار
الذي كشفت تقارير صحفية عقب تمرده الاخير عن حجم ثروة خاصة به بدت مدهشة شملت (18)
منزلا وقطعة ومزرعة بالخرطوم ، الي جانب ممتلكات وعقارات في جوبا .
لوردات !!
اللافت ان تحركات قيادات حركات التمرد
السودانية تشير بجلاء الي جالة من اليسار الواضح ، فلئن كانت بعض الجهات الصديقة
للمتمردين تتكفل بترتيبات النقل والتمويل للانشطة الخاصة بالاجتماعات ، فقد كان
محيرا عند بعض المراقبين تحول مدن مثل دبي واديس ابابا وكمبالا ولندن وباريس لمقار
اسرية لبعض تلك القيادات ، حيث يعقد المتمرد عبدالواحد ويقيم كل مناسباته الاسرية
بما في ذلك الزيجات ، حيث اقام حفلا لزفاف شقيقته بفندق امبريال رويال كامبالا ،
فيما يقيم بباريس في اغلي المواقع السكنية .
ويقول الاعلامي وليد الناصر ، سوداني
الاصل كندي الجنسية في حديث لـ الصحافة ان عددا من قيادات المتمردين السودانيين
شركاء في اعمال ببعض العواصم والمدن الافريقية ، خاصة عنتبي وومبسا الي جانب دبي
التي يدير منها مناوي وبعض قادة العدل والمساواة اعمالا تجارية تشمل تجارة العربات
، فضلا عن مشروعات في اثيوبيا باسماء اقارب تحت غطاء مستثمرين ، بينما يقيم مالك
عقار في احدي ضواحي اديس ابابا بمنطقة ( ايرتينا ) بالقرب من مخطط سكني يضم المع
نجوم الموسيقي ورياضة العدو من الابطال الاولمبيين الاثيوبيين .
محمد حامد جمعة
تعليقات
إرسال تعليق