الحركات المسلحة .. وانتقام مشار !



قبل فترة ادلى مهدي جبل مون القائد الميداني لحركة العدل والمساواة ، واحد المقربين جدا من قائد الحركة ومؤسسها الدكتور خليل ابراهيم ، حتى لحظة اغتياله ، بافادة غريبة مفادها ان قوات العدل والمساواة هي من تحملت عبء الهجوم على هجليج ، وليس الجيش الشعبي ، ثم لا حقا اكد مهدي ان قواته وبتوجيهات من القائد جبريل ابراهيم ، هي من تحملت عبء تحرير مدينة بانتيو من قبضة قوات الدكتور رياك مشار ، عند بداية تفجر الصراع المسلح في جنوب السودان .
عليه ووفقا للافادتين فقط ، يمكن القول ان قوات العدل والمساواة الموجودة في جنوب السودان ، كانت قد اصبحت هدفا مشروعا لجهتين ، الاولى حكومة السودان ، والثانية الجيش الشعبي جناح رياك مشار وكل حلفائه من فصائل النوير وغيرها من المجموعات التي ربطتها مصالح الصراع الاخير مع جناح مشار ..!
كان مثيرا للاهتمام ما رشح في جوبا عاصمة جنوب السودان قبل فترة ، من ان توجيهات قد صدرت من الرئيس سالفاكير شخصيا ، لمجموعات متعددة من حركات دارفور المسلحة بمغادرة مدينة جوبا ، والتمركز في مناطق بانتيو وديم الزبير ، كان التفسير الذي قدم يومها ان هذه المناطق هي الاقرب الي دارفور ، حيث محيط الصراع الطبيعي لهذه الحركات مع حكومة السودان ، وان وجودها هناك يمكنها من شن هجماتها ، وتشوين قواتها المحاربة وتزويدها بالعتاد والسلاح والمؤن ، غير ان هذا التفسير كان يخفي تحته او وراءه امرين مهمين ، حين بدا الانفراج في العلاقات بين السودان وجنوب السودان كانت حكومة السودان تطلب وتلح في الطلب بضرورة ابعاد الحركات المسلحة من جنوب السودان ، اذن الخطوة الجنوبية كانت تلبي في الواقع ، في وجهها الاخر ، مطالب حكومة السودان بابعاد الحركات الدارفورية من هناك  .
اما الامر الثاني والاخطر ، والذي ربما كان يخفيه تبرير سالفا وهو يدفع بقادة وقوات الحركات المسلحة الي مناطق بانتيو وديم الزبير ، فهو ان الامر يبدو وكان حكومة الجنوب كانت تدفع بهذه المجموعات الي محرقة تنتظرها هناك ، فالمناطق التي قبل انها الاقرب للوصول الي دارفور ، كانت في حقيقة الامر هي الاقرب لقوات رياك مشار في الوصول اليها ، وان تفعل فيها ما تريد ، بعيدا عن اعين وايدي الحكومة المركزية في جوبا ..!
هل كان هدف ابعاد هذه المجموعات الي هناك ضرب عصفورين او بالاحري ثلاثة عصافير بحجر واحد ..؟؟ الاول ارضاء حكومة السودان بابعاد تلك الحركات من جوبا عاصمة البلاد على الاقل ، والثاني التخلص من المجموعات نفسها والتي هي بقدر ما كانت دعما وسندا لسالفاكير او ان الحرب ، فقد اصبحت عبئا عليه في اوان السلم ، اما العصفور الثالث والاخير ، فلاشك ان جوبا كانت تعلم ان بين هذه الحركات وبين قوات رياك مشار ما صنع الحداد ، وان يوما للثار لابد وسياتي ، سيما اذا اصبحت هذه القوات وقادتها تحت رحمة خصهمهم اللدود ، وبعيدا عن حماية الحكومة المركزية ، عليه فان تعرض قوات العدل والمساواة ، او غيرها من قوات اي من الفصائل الدارفورية الموجودة في اراضي جنوب السودان ، لهجوم كاسح ، كما يتردد الان ، هو امر راجح ، واحتمال قائم  ..!
محمد لطيف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قرقاش يستقبل وزيرة الخارجية السودانية

مشاركة متميزة للوفد الرياضي بكأس الأمم الإفريقية

حزب الوطن:القوات المسلحة والدعم السريع الضامنان للفترةالانتقالية