تدويل الحرب في جبال النوبة..ســيناريو قطـاع الشـمال الجديد
لم
تتقاطع مدلولات حديثه مع خطوط السيناريو الجديد الذي يقوده قطاع الشمال، وهو تصوير
الحرب في جبال النوبة لتبدو حرباً دينية بغية تدويلها.. الا ان ذلك الحديث تقاطع
تماماً مع افادات معتمد محلية كادقلي لـ «الانتباهة»..
حول
ما يحدث هناك تحت سمع وبصر المنظمات الدولية.. وبدت هنا الكلمات التي افتتح بها
ديفيد ديتوني المستشار الاول لصندوق اغاثة السودان بجبال النوبة مقاله على موقع
«ذا اتلانتك» (The Athlantic) غير منطقية
وربما جافت المصداقية بشكل كبير ولافت. وحاول ديتوني لفت انظار العالم الى ما سماه
الحرب الدينية في جبال النوبة. وقال ان على العالم الا ينسى في خضم انشغاله بالحروب
في سوريا والعراق الحرب الدائرة في جبال النوبة. واقر الناشط والكاتب في مقاله
بصحيفة «الواشنطون بوست» الامريكية بتردده على مناطق جبال النوبة تحت دعاوى الغوث
الانساني خلال الخمس عشرة سنة الماضية، وعاب على المجتمع الدولي اهماله ما سماه
الحرب الصامتة التي تمارسها الخرطوم على المسيحيين هناك بهدف اجبارهم على تغيير
دينهم، واشار الى أن الحكومة تمارس الاضطهاد الديني وذبح المدنيين هناك لفترة «30»
عاماً. أوضاع مأساوية كشف ياسر كباشي
معتمد محلية كادقلي، ان قطاع الشمال يحجز المواطنين بكاودا وما حولها ويستخدمهم
دروعاً بشرية، وقال في حديثه لـ «الإنتباهة» ان هؤلاء سئموا الحرب، الا ان مصير من
يحاول الهرب او الحديث عن السلام هو الذبح في الميادين العامة امام الجمهور ليكون
عبرة لغيره وللذين يفكرون في مغادرة القرى هنالك.. وقال إن قطاع الشمال يمارس
عمليات واسعة للتجنيد القصري للاطفال ويخرجهم من المدارس الى معسكرات التدريب
الخاصة بالجيش الشعبي، مشيراً الى ان بعضهم يؤخذ الى ميادين المعارك قبل اكمال
التدريبات العسكرية اللازمة، مما يجعلهم عرضة للقتل ويضطر بعضهم إلى الفرار الى
المناطق الحكومية.. وفي هذا الخصوص سبق ان كشفت قيادات بارزة بمنطقة جبال النوبة
عن عمليات تجنيد قسري واسعة طالت أطفالاً قصراً أعمارهم لم تتجاوز سن العاشرة من
قبل قطاع الشمال، ويتم تدريبهم بمعسكرات داخل ولاية الوحدة بدولة جنوب السودان،
وطالبت تلك القيادات المؤسسة الدولية بمحاسبة المتورطين فى تلك الانتهاكات
الخطيرة، من بينهم آدم جمال أحمد القيادي بمنطقة جبال النوبة الذي اكد للمركز
السوداني للخدمات الصحفية امتلاكهم وثائق تثبت تورط قطاع الشمال في عمليات تجنيد
الاطفال، الى جانب صور الأسرى بمنطقة قوز دنقو ومعسكر «ييدا» بجنوب السودان،
مبيناً أن ما يجرى داخل المعسكر مخالف للقوانين والاعراف الدولية، مشيراً إلى أن
قطاع الشمال يستخدم المواطنين دروعاً بشرية لتحقيق مكاسب شخصية والاسترزاق
بقضاياهم. وقال زكريا أزرق إن عملية تجنيد الأطفال ممارسة قديمة ظلت تمارسها
الحركة الشعبية جراء فقدانها العشرات من الجنود في معارك الصيف الحاسم مع قوات
الدعم السريع. جبايات عالية وفي ذات
الأثناء كشف معتمد كادقلي لـ «الإنتباهة» ان قطاع الشمال يفرض جبايات عالية على
الاهالي للصرف على الجيش الشعبي بحجة انه يحميهم، مبيناً ان تلك الأتاوات فوق
طاقتهم مما دفع الاهالي الى دفن محصولهم تحت الصخور البعيدة، ويضطرون الى الذهاب
الى الكهوف ليلاً لطهي طعامهم واطعام اطفالهم والعودة الى منازلهم قبل طلوع الشمس،
ويفعلون ذلك خشية مداهمة افراد الجيش الشعبي لديارهم بغرض اخذ محصولهم. وكشف أن
المساعدات التي تقدمها منظمات الغوث الإنساني عبر المناطق الحدودية مع دولة الجنوب
الى الاهالي بمعسكر «ييدا» لا تصلهم، لأن الجيش
الشعبي يتسلمها من مناديب المنظمات بعدما يدعي ان الطريق الى المعسكر غير آمن،
بينما يستولون على كل الإغاثات ويتم تحويلها الى معسكرات الجيش، في حين أن
المواطنين لا يتلقون منها شيئاً. وكشف كباشي عن
تلقيهم معلومات من المواطنين والمجتمع المحلي هناك تكشف تورط اجانب في جبال النوبة
في عمليات تنقيب واسعة عن الذهب وتصديره عبر دولة الجنوب، بالاضافة الى معادن اخرى
لا يعلم على وجه التحديد ما اذا كان من بينها اليورانيوم ام لا. وقال إنهم يدعون
ان الغرض من عمليات الحفر البحث عن مصادر المياه، مثلما يدعون ان عمليات التفجير
الواسعة التي يمارسونها الغرض منها تفجير الالغام، إلا أن السكان المحليين اكدوا
ممارسة الأجانب عمليات بحث عن المعادن بشكل واسع وتهرب هذه المعادن عبر كاودا،
وكان شهود عيان من سكان تلك المناطق قد اكدوا ان قطاع الشمال يتورط في تعدين الذهب
وتهريبه مقابل الحصول على السلاح والعتاد العسكري. واشار مراقبون إلى ان ذلك يتم
تحت حماية الفرقة العاشرة بالجيش الشعبي المتمركز حول منطقة «بحيرة الابيض»، اذ
يشرف على تلك العملية بجانب تسهيله عبور الأجانب. سيناريو
التدويل ويرى د. حسين كرشوم الخبير في شأن المناطق الثلاث، ان قطاع الشمال ربما يلجأ
الى خيار آخر بعدما تمسك برفض خريطة الطريق، هو اللجوء الى تدويل الحرب في جبال
النوبة على اساس انها حرب دينية ضد المسيحيين هناك. وقال في حديثه لـ «الإنتباهة»
ان هذا السيناريو ينفذ الآن بالتعاون مع جهات كنسية غربية. ويكشف جانب آخر من
المشهد بمناطق جبال النوبة ادواراً لنشطاء غربيين ظلوا يمارسون طمس تلك الحقائق
لسنوات في اطار بدا خالياً من المهنية، وذهب ديفيد
(Dettoni) في مقاله الذي نشره بتاريخ 22 سبتمبر 2015م، الى ان الحكومة في الخرطوم
ظلت تستهدف جبال النوبة لأكثر من ثلاثين عاماً، واقحم ديتوني في متن حديثه قصة بدت
خارج المقال عندما روى قصة عمته وهي ممرضة طاعن في السن من ولاية واشنطن كانت
متزوجة من جراح، وكلاهما كان يريد أن يخدم الناس في إفريقيا، وانتقلا إلى السودان
وافتتح زوجها عيادة طبية في عام 1930م، الا انهما قتلا خلال الحرب العالمية
الثانية عندما ضربت قنابل عيادتهما. وكانا من أولى ضحايا القصف الجوي في السودان،
ودفنا في مقبرة متآخمة للعيادة. ويعترف ديتوني بدخوله كاودا لتقييم الأوضاع في هذه
المنطقة التي مزقتها الحرب بطرق غير رسمية، بينما بدا هنا مقال جيمس كوبنال على موقع (BBC NEWS) بتاريخ 5/11/2011م الذي كتبه من كاودا وقبيل انفصال
الجنوب بشهر تحت عنوان السودان «جبال النوبة هل تصبح الصراع القادم؟» بدا خير مثال
لحملات تضليل واسعة تمارس على الرأي العام الغربي، وذهب من خلال خلاصة استطلاع،
اشار الى انه اجراه مع بعض الشباب، الى ان النظام في الخرطوم يمارس ضغوطاً على
السكان المحليين هناك لتغيير دينهم وأسمائهم مقابل مبالغ من المال تدفع لهم
انعام
عامر
تعليقات
إرسال تعليق