دولة الجنوب....مدنيون في مرمى النيران
استهداف المدنيين
لا صوت يعلو غير صوت الرصاص في ولايات الجنوب، ومن لم يمت فيها بالذخيرة والدانات مات بالجوع، سيما في الولايات الحدودية القريبة من شمال السودان، والتي تشهد معارك متقطعة بين جيش الحكومة والحركات المناوئة للنظام في جوبا مثل الوحدة وأعالي النيل، لتسجل وكالات الأنباء وسجلات الضحايا مقتل 30 مواطناً قبل يومين بالقرب من منقلا في الطريق بين بور وجوبا، بينهم نساء وأطفال، لتبين صور القتلى التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي أن الحرب هناك لم تعد بين جيشين، وأن المدنيين باتوا محلا للاستهداف، استهداف جعل بعثة الأمم المتحدة بدولة الجنوب تنشر قوات تتبع لها لفترة مؤقتة، فى منطقة أبروج الواقعة غرب النيل بأعالي النيل، بغرض حماية عشرات الآلاف من النازحين الذين فروا جراء المعارك التى شهدتها مناطق متفرقة في الولاية خلال الأسابيع الماضية
الجبهة ترفض الحوار
جبهة الخلاص الوطني بقيادة الجنرال توماس شيرللو وصفت الحوار الذي يعتزم سلفاكير تنفيذه بأنه حوار مع النفس، ولا يوجد فيه طرف ثالث لكي يحكم عليه، وقالت على لسان خالد أونا عضو مكتبها القيادي أن المعارضين كلهم رفضوا دعوة التحاور، وأن قيادات في الحكومة خرجت عن القائمة المختارة، لافتاً إلى أن الحوار بدون أجندة، وإن بقوا فيه ووافقوا عليه من الصف القديم زملاء الأزهري حسب تعبيره، وأضاف أونا جبهتنا طرحت على رئيس الدولة طرح جديد للسلام بدون إزهاق للأرواح ورفض ذلك، وليس أمامنا خيار سوى إسقاط نظامه وإزاحته عن السلطة، مشيراً إلى أن الجبهة أكملت هيكلها الخاص بالهيئة القيادية العسكرية، وبصدد إكمال الجسم السياسي، وإتهم خالد قوات الحكومة باستهداف المدنيين الذين كانوا على مركبتين في طريق بور جوبا، وقال في اتصال هاتفي مع (آخر لحظة) إن ذلك تم كانتقام ضد قوات جبهة الخلاص التي كبدتهم خسائر في الأرواح والممتلكات في المنطقة ذاتها قبل الحادثة، عندما هاجموها وتم صدهم وهزيمتهم
تجدد الاشتباكات
ميدانياً تجددت الاشتباكات بين القوات الحكومية وقوات المعارضة المسلحة بقيادة مشار، بمقاطعة بقاري بغرب بحر الغزال بجنوب السودان، وذلك وفقاً للمتحدث باسم قوات المعارضة المسلحة بغرب بحر الغزال العقيد نيكولا قابريل، الذي قال في تصريحات لإحدى الإذاعات المحلية أن قوات الحكومة شنت هجمات بالأسلحة الثقيلة على مواقعهم بمقاطعة بقاري الواقعة جنوب غرب مدينة واو، مما دفعهم للرد، وأوضح نيكولا أن الاشتباكات استمرت في كل من منطقة أنغيسا وفرجلا وأنقودكالا، متهماً القوات الحكومية والمليشيات التابعة بارتكاب انتهاكات في حق المدانين من حرق المنازل وقتل واغتصاب النساء، مما دفعهم للهروب إلى الغابات، وناشد المنظمات الإنسانية بالإسراع في إنقاذ حياة المواطنين الذين احتموا بالغابات في المنطقة
ذهاب سلفاكير
الحوار لن ينجح « بهذه العبارة ابتدر الصحفي مرتضى جلال الدين من دولة الجنوب حديثه للصحيفة، عن جدوى الحوار الوطني الذي دعا له سلفاكير، وقال إن الرئيس نفسه الذي دعا للحوار هو من فاوض المعارضة المسلحة بقيادة د. رياك مشار بعد 3 سنوات من الحرب ووصل معه لإتفاق بحضور المجتمعين الإقليمي والدولي وقوى محلية وفشل في تنفيذه، بل قاد أكبر محاولة لاغتيال نائبه الأول وقصفه بالطيران، وقتل في تلك المحاولة ( 300) من أبناء البلد داخل القصر الجمهوري أمام عينيه، وأردف الجنوب الآن أصبح كله معارضة، وهنالك قيادات كبيرة بالجيش الشعبي خرجت عن النظام مثل توماس شيرللو، وإن انفراط الأمن أصبح في كل الولايات، ولن يستطيع المواطن في جوبا والمدن الكبيرة الخروج من منزله بعد السادسة مساءً، وهنالك 35 ألف مواطن من العاصمة وحدها في معسكرات بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لايشعرون أنهم مواطنون جنوبيون ويتخوفون حال خروجهم في شوراع المدينة، وزاد الخيار الأوحد حالياً للاستقرار هو مغادرة سلفاكير للحكم مع ضمانات إقليمية بإعادة هيكلة الجيش الشعبي
لؤي عبدالرحمن
تعليقات
إرسال تعليق