الشعبية .. هل تتجاوز خلافاتها قبل مهلة أمبيكي ؟
سارعت الآلية الأفريقية رفيعة المستوى المعنية بالسلام في السودان إلى كسر الجمود الذي لازم سير التفاوض حول المنطقتين بعد انشطار الحركة الشعبية قطاع الشمال في أعقاب استقالة الحلو بجانب إعلان مجلس جبال النوبة رفضه بتسمية الأمين العام للحركة ياسرعرمان مفاوضاً .
الآلية أمهلت الحركة شهرين لطي خلافاتها الداخلية ، قبل أن توجه إليهم الدعوة لإستئناف المفاوضات حول المنطقتين، خاصة بعد فشل الوساطة التي قادها الحزب الشيوعي لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء ...
القيادي بمجلس أبناء النوبة أمين فلين شن هجوماً كاسحاً علي الخطوات التي يتكئ عليها أمبيكي في إغفال أهل المصلحة الحقيقين من أبناء النوبة بالقول: إن امبيكي يسعي علي الدوام خلف من لايمتون للمنطقة بصلة مثل عرمان وعقاراللذان يستقلان قضايا جبال النوبة لمصالحتهما الخاصة.
وأردف أن أهالي المنطقتين في جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق هم الأجدر بالتفاوض مع الحكومة من قطاع الشمال مشيراً الى أن القطاع يريد أن يقحم قضايا المنطقتين في قضايا السودان الكلية تحت دعاوي السودان الجديد معتبراً أن هذه الخطوة تعد استغلالاً لقضايا المنطقة في معالجة قضايا اخري لا شأن لهم بها مستنكراً في ذات الوقت دعاوي أمبيكي الى عرمان دون الحلو.
وأضاف: كان الاجدر بامبيكي أن يوجه الدعوي إلى الحزب الشيوعي بدلاً عن عرمان باعتبار أن الاثنين يمثلان وجهان لعملة واحدة .
و في المقابل أكد الأمين العام لأحزاب الوحدة الوطنية عبود جابر أن المهلة المطروحة كافية للشعبية لتمضي إلى حسم ملافاتها الداخلية خاصة اذا توفرت لديها الرغبة السياسية المطلوبة .
و اشار القيادي بالوطني د.قطبي المهدي الى أن الضغوط الدولية التي تقودها الولايات المتحدة بشان رسم خارطة جديدة للمنطقة من خلال الدفع بعملية السلام في البلاد كفيلة بدفع الفرقاء في الحركة الشعبية إلى الجلوس مع الحكومة وهم متفقون .
الخبير الاستراتجي اللواء (معاش) محمد عباس أشارالى ان مهلة الشهران التي حددها امبيكي ليتجاوز قطاع الشمال لخلافاته غير كافية ، لجهة ان القضايا التي تقبع في منضدة التشاكس بين الجانبين هي قضايا رئيسية تتعلق حول الصراع علي مقود القيادة والسيطرة علي مقاليد الأوضاع بالقطاع مشيراً إلى أن القطاع سيسعي الى استنفاذ هذه المهلة دون وصول فرقائه الى تسوية للقضايا المعلقة بينهما مما يتطلب من الوسيط امبيكي أن يمضي نحو حلول بديلة قبل ان يتهم امبيكي بافتقاره الى الااستراتجية الواضحة في شان العملية التفاوضية الأمر الذي سليقي بظلاله السالبة في عدم بلوغه الى غايات النجاح بجولة التفاوض المقبلة .
فيما لفت المحلل السياسي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية د.راشد التجاني إلى أن المهلة التي حددها امبيكي لقطاع الشمال تؤكد القناعة السياسية التي خلص اليها الرجل في تسويف الحركة ومماطلتها مما يشير الي فشل امبيكي بعدم استطاعته ادارته للملف بالصورة المطلوبة الي نهاياته .
وقال إن المهلة المطروحة غير كافية للحركة الشعبية للوصول الى تفاهمات داخلية بهدف لملمة أطرافها للجلوس مع الحكومة وأضاف أن كل المؤشرات تؤكد أن قيادات الحركة ماضية في تصعيد المواقف فيما بينها وخاصة بعد الاتهامات التي وجهها الحلو الي عرمان وعقار بالفساد المالي، بجانب أن الاقتتال الذي حدث في الميدان بين تيارات الحركة مقابل رفض أبناء النوبة الى وساطة الحزب الشيوعي ، كل ذلك يشير جليا إلى أن مجلس ابناء النوبة يرفض أي تدخل داخلي في إطار التسوية فيما بينهم وقيادات الشعبية سيما بعد رفع أبناء النوبة الى سقف مطالبهم السياسية بالمشؤرة الشعبية.
وتابع بان الحل يكمن ايجاد طرف خارجي مقبول لمجلس جبال النوبة ، حتي يرضخ بموجبه الى الجلوس وطي الخلافات مع عرمان مستبعداً في ذات السياق أن تمضي الحكومة في مجالسة مجموعة الحلو بجانب مجموعة عرمان في آن واحد، مؤكداً أن الذي يجالس امبيكي سيكون هو الطرف الأكثر قوة علي الميدان ،بيد أنه استدرك قائلاً إن امبيكي في اعقاب نهاية المهلة المحددة وفي حالة عدم حسم الشعبية إلى ملفاتها الداخلية سيمضي الى اعتماد عرمان مفاوضاً رسمياً مع عدم التفاته إلى المطالبات الأخرى التي يدفع بها أبناء جبال النوبة .
ايمن المدو
تعليقات
إرسال تعليق