«الحركات المسلحة » … الخيار المُر !!
كشفت معارك «وادي هور» في شمال دارفور و«عشيراية» في شرق دارفور ومادونهما وما علاهما تورط الجارتين «مصر وجنوب السودان» رغم التعاون والود والتقدير والمساعدة والإخاء الصادق الذي ظل يقدمه السودان حكومة وشعباً لهما ، كشفت المعارك وبصورة جلية تورط الاثنتين معاً في دعم الحركات المسلحة فنياً ومعلوماتياً ولوجستياً ،إما «حفتر ليبيا» فقد ثبت تورطه مراراً وتكراراً والشواهد كثيرة لما ظل يقدمه من دعم لا محدود للحركات المسلحة بلا إستثناء فظل يقدمها هذا الحفتر بسخاء لحركات «إجرامية» أصبح طابعها العمالة والإرتزاق ، فالجولة الميدانية لوالي شمال دارفور عبد الواحد يوسف امس الأول لمنطقة وادي هور ويرافقه عدد من القيادات العسكرية علي رأسها قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو المشهور «حميدتي» كشفت الكثير من الخفايا والأسرار ، تماماً كما سجل بعض الأسرى إعترافاً وأدلوا بمعلومات خطيرة جداً لم تكشف عنها السلطات بعد وقد إنهارت قوات الحركات المسلحة سريعاً أمام قوات الدعم السريع والقوات المسلحة في معركة كشف عنها قائد قطاع كردفان بالدعم السريع الرائد التاج التجاني عبدالله قائلاً: إنها لم تتجاوز «45» دقيقة وقد سيطرت قواته على الموقف تماماً .
وكشفت قوات الدعم السريع إنها استولت علي «6» مدرعات مصفحة و«35» عربة لاند كروزر بكامل عتادها وتدمير «25» عربة اخري بجانب «2» راجمة وصواريخ سام «7» مضاد للطيران وحفارتي مياه ، بينما سجلت حركتا تحرير السودان «مناوي وعبد الواحد نور» إعترافات بالهزائم ، وقد جاء في بيان المجلس الانتقالي لحركة تحرير السودان بشان أسر قيادات عليا شاركت في المعارك وعلي رأسها اللواء عبد الرحمن نمر رئيس المجلس ، واللواء جمعة مندي رئيس هيئة الأركان و أحمد حسين مصطفى «أدروب» وأخرون وتلك كفيلة بان تثبت حجم الخسائر التي منيت بها حركة مناوي .
بينما يجد المتابع ان مناوي كان يشغل منصب كبير مساعدي رئيس الجمهورية وفق إتفاقية السلام التي وقعها مع الحكومة في أبوجا قبل نكوصه عنها وهروبه متمرداً ، وتلك «قصة طويلة» ، ولا زال مناوي يحلم بان يأتي محمولاً علي ظهر دبابة أو لاندكروزر للقصر حاكماً وقد قالها لنا في أديس أبابا ضمن الجولة التاسعة لمفاوضات المنطقتين وكان حينها قريباً من طاولة المفاوضات بحكم التنسيق في إطار الجبهة الثورية التي «شبعت موتاً» ، قال مناوي «سأتي القصر حاكماً» حسبناه غير واع وهو كذلك! ولكنه كررها في اليوم التالي مستنكراً وصول الحركة الشعبية «قطاع الشمال» لإتفاق مع الحكومة منفردة قائلاً «كيف يوقعوا لوحدهم ؟» وأضاف قائلاَ«لازم نعمل شولة ونقلب الطاولة» ! و كان محقاً هذه المرة «حدثت الشولة وقلبت الطاولة» ! و بتدخلات من بعض القوى الغربية وكان هؤلاء هم الداعمون وهم أصحاب المصالح والتقاطعات في شأن السودان وما مناوي إلا مرتزق وعميل ، ولا اعتقد ان ماحدث في وادي هور ببعيد ، إلا ان هذه المرة كان الخيار مُراً
من جانبه إعترف عبد الواحد نور بمقتل أحد أبرز القادة العسكريين لحركته والذي عاس في جبل مرة الفساد تلو الفساد مقتل محمد عبد السلام المشهور بـ«طرادة» ، وعندما نتحدث عن «طرادة» و«الأمين تورو» لا يمكن ان نغفل حالات القسوة والجبروت في حق أهالي جبل مرة الذين إحتفلوا بمقتل «طرادة» فيما كانت جميع الإنتهاكات تتم بتعليمات عبد الواحد النور نفسه وهو من قال مخاطباً إياهم بإزدراء «ما في زواج ولا صيام ولا صلاة إلا بعد التحرير …» إنها كلمات يحفظها أهالي جبل مرة عن ظهر قلب .
وتظل إنتصارات وادي هور كما قال عنها «حميدتي» من المعارك الكبري وقد كسرت شوكة قوات مناوي وأصابته بحالة من الهستريا بتدمير آلياته والاستيلاء علي مدرعاته التي بني عليها خططه وتكتيك معركته وخطط الذين مولوه ودعموه ! .
وقطع حمديتي بان قواته موجودة بالمنطقة حتي «تشاد وجنوب السودان» ، وأضاف قائلاً أمام مناوي خيار واحد «أن يسلم نفسه لأقرب نقطة عسكرية» وهذا هو الخيار المُر.
ابراهيم عربي
تعليقات
إرسال تعليق