(الشعبية – شمال) تحسم قضية مبعوثيها لمفاوضات أديس أبابا.. الحلو .. ذبح الخصوم (عقيقة) للوفد
الطيب
محمد خير
حسم
رئيس الحركة الشعبية – شمال، المكلف الجنرال عبد العزيز الحلو، قضية وفد الحركة
الشعبية لمفاوضات أديس أبابا المقبلة مع الحكومة السودانية، بتشكيل وفد مشترك من
أبناء المنطقتين (جنوب كردفان – النيل الأزرق)، في اجتماع التأم في معقل الحركة
بكاودا وضم قيادات المنطقتين المنشقة عن رئيس الحركة المقال مالك عقار.
وتنهي
خطوة الحلو الجدل المثار حول الوفد المفاوض باسم الحركة، وتؤكد أن الحلو قد جمع
كافة خيوط لعبة القيادة والسلطة على الشعبية شمال في يده وأصبح يديرها تماماً بعد
نجاحه في إبعاد مالك عقار وياسر عرمان من إدارة الحركة ومنعهما من دخول الأراضي
التي تقع تحت سيطرة الجيش الشعبي بعد أشهر من الصراع المكتوم والعلني.
نتاج
خطوات
يقول
عضو وفد المفاوضات عن الجانب الحكومي، د. حسين إبراهيم كرشوم لـ
"الصيحة" إن تسمية الحلو لوفد الحركة للمفاوضات، تقرأ في سياق خطوات
سابقة، بداية بالمقترح الذي طرحه عقار وعرمان في اللقاء الذي جمعهما برئيس الآلية
الأفريقية رفيعة المستوى ثابو أمبيكي مؤخراً في العاصمة الإثيوبية، باستئناف
التفاوض عبر وفدين للحركة، وفد سياسي وآخر عسكري على أن يمثل الحلو العسكريين فيما
يمثل السياسيين المكتب السياسي للحركة الشعبية، وهو الأمر الذي قابله أمبيكي
بالرفض، مصراً على الوفد الواحد.
حسم
الشرعية
اعتبر
القيادي بالحركة الشعبية بالنيل الأرزق، العمدة عبيد أبو شوتال خطوة الحلو في
تكوين وفد التفاوض (المختلط) بأنها صادرة من موقع قوة بعدما بات مالك عقار وعرمان
بعيدين من طاولة التفاوض استناداً على تمسك الآلية الأفريقية باعتمادها لوفد واحد،
في إشارة إلى أن التفاوض مع من له قوة حقيقية على الأرض.
وينبه
أبوشوتال الذي تحدث للصيحة إلىأن الوفد الذي سيأتي باسم الحركة الشعبية - شمال
بقيادة الحلو للمفاوضات، سيكون هو الوفد الشرعي، كون مجلسي النيل الأزرق وجبال
النوبة الآن في حالة انسجام تام، وكل قبائل النيل الأزرق المؤيدة للحركة تقف في صف
الحلو عدا الأنقسنا الذين ينحدر منهم عقار، قائلاً إنهم أقلية بلا تأثير، وهذا
يعني أن مالك عقار وياسر عرمان ليس لهما أي دور بعدما تحولا لعضوين عاديين في صفوف
الحركة عقب استقالتهما.
مشيراً
إلى أن الحلو يملك الخيار في الاستعانة بهما كخبراء في وفد التفاوض، كما يمكنه
تهميشهما، وقال في كل الأحوال ليست لهما أي مكانة في الحركة.
رسالة
للخارج
يؤكد
د ـ كرشوم أن موقف الحلو بإقدامه على تشكيل وفد التفاوض الموحد يندرج ضمن إجابة
الحركة على تساؤل المجتمع الدولى عن موقف الحركة من إنفاذ خارطة الطريق الذي دفعت
به أكثر من جهة دولية مقابل إعلان الحكومة بأنه لا عودة للحرب كموقف استراتيجي،
وهذا ما جعل المجتمع الدولي يتساءل عن موقف الحركة الشعبية شمال تجاه هذا الموقف
الذي أعلنته الحكومة، ورداً على هذا التساؤل جاء رد الحركة بتشكيل هذا الوفد
والعودة لطاولة التفاوض من هذا الباب.
مرونة
عن
احتمالات نجاح الحلو في قيادة الحركة والوصول لسلام شامل، أبدى العمدة أبوشوتال
تفاؤلاً بأن تشهد المفاوضات مرونة لجهة أن الحلو رجل واقعي، وهذا كله مرتبط بتوفر
المصداقية من الطرفين.
وقال
إنه لا غرابة في قيادة الحلو للوفد المفاوض فقد سبق له أن قاد وفد الحركة إبان
مفاوضات سويسرا عام 2000م؛ بجانب قيادته وفد الحركة في عام 2003م، الذي ضم عدداً
من أبناء النيل الأزرق، بينما كان ياسر عرمان عضواً في الوفد.
سؤال
مصيري
السؤال
الملح الذي يحوم فوق الرؤوس، يتصل بما ينتويه عقار وعرمان، بعد ركونهما إلى حالة
الاستسلام في الآونة الأخيرة، دون أن أن يقوما بأي عمل مضاد.
يقول
العمدة أبوشوتال في حديثه للصيحة بعدم مقدرة عقار وعرمان على القيام بأي عمل عسكري
مضاد مؤكداً أن نشاطهما سينحصر في إصدار البيانات والتشويش الإعلامي، وهذا بمقدور
أي شخص القيام به من داخل غرفته في منزله أو أي فندق.
نزع
جبة عرمان
قطع
كرشوم باختفاء الأجندة التي تطرح قضية المنطقتين ضمن الإطار القومي، وكان عرمان
فيما مضى من تفاوض يصر عليها مقابل عدم قناعة قطاع عريض من أبناء المنطقتين بهذا
الطرح، باعتباره لا يلامس القضايا والمطالب الأساسية التي من أجلها انضموا للحركة.
مؤكداً
أن الرؤية الجديدة التي سيطرحها الحلو في جولات التفاوض القادمة هي حصر التفاوض في
القضايا المرتبطة بأبناء النيل الأزرق وجنوب كردفان وأنه غير معني بالقضايا
القومية والتحول الديمقراطي وإسقاط النظام التي ظل ياسر عرمان يطرحها طوال جولات
التفاوض السابقة.
نصوص
جديدة
في
مقابل توقعات ظلت رائجة حول رفض الحلو نتائج المفاوضات السابقة وإدخاله أجندته
الممثلة في تقرير المصير والتمسك بالجيشين، قال أبوشوتال إن الحلو لا يستطيع أن
ينقض ما مضى من توافقات مع الآلية باعتبار أن المتفق عليه أصبح وثيقة محفوظة لدى
الاتحاد الأفريقي، متوقعاً أن يمضي في رفع سقوف التفاوض التي أبداها في استقالته
عندما جدد حق تقرير المصير للمنطقتين، ووردت إشارة عنه في كل خطاباته، ما يؤكد أن
تقرير المصير حق للمنطقتين، ويمكن أن يكون هذا هو الجديد الذي سيطرأ على الجولة
الجديدة.
بينما
يرى كرشوم أن طرح الحلو في فترة سابقة لتقرير المصير والتمسك بالجيشين، يأتي في
الإطار المحلي للمنطقتين لإعلاء سقفه التفاوضي، وليس له أي بعد قومي، مفيضًا في
الشرح بقوله: (يعني إن هو تحدث عن جيشين يقصد جيش الحركة الموجود في المنطقتين،
وحديثه عن تقرير المصير ما هو إلا محاولة لرفع سقوف التفاوض الخاص بالمنطقتين
وليست في ذلك إشارة ذات بعد قومي مثل التحول الدمقراطي وإسقاط النظام وغيرها من
الشعارات التي كانت تُرفع في جولات التفاوض وتمثل بعض القوى السياسية).
تعليقات
إرسال تعليق