قطاع الشمال ... نزيف الرفاق
يبدو ان الظروف في الحركة الشعبية قطاع الشمال
تمضي لصالح عبدالعزيز الحلو رئيس القطاع الذي اقصي مالك عقار وياسر عرمان قبل اشهر
، ما افضي الي انشقاق الحركة ، عمليا ، الي جسمين يتصارعات لاثبات القوة والسيطرة
على الارض ، وتقول المؤشرات على الارض ان الحلو يسيطر على الحركة ميدانيا وسياسيا
، بينما جناح عقار يترنح بعد الضربات المتتالية التي تلقاها ، اخرها في نهاية
الاسبوع الماضي بعد مقتل قائد جيش فصيله الذي يرى البعض انه بات مشلولا بعد انضمام
ابناء النيل الازرق الي فصيل الحلو ، ولم يعد يملك من القوات سوى بعض ابناء عمومته
من الانقسنا ، فضلا عن ضعف سنده القبلي ، ويعتبر عسكريون ان مقتل قائد قوات عقار
على يد قوات الحلو قاصمة ظهر الفصيل الذي اعلن عنه عقار مؤخرا الي جانب ان كل
المطيات ليست لصالح عقار .
واعلنت مجموعات منشقة من قطاع الشما بولاية
النيل الازرق ، عن مصرع القائد رحمة الله كنجل قائد قوات الجيش الشعبي جناح مالك
عقار في المعارك الاخيرة التي نشبت داخل الحركة الشعبية بالنيل الازرق ، وقال
العميد محمد يونس القيادي بقطاع الشمال في تصريح نقله المركز السوداني للخدمات
الصحفية ، ان المعارك الاخيرة اسفرت عن مقتل اعداد كبيرة من مجموعة عقار
والاستيلاء على (90) بندقية كلاشنكوف و (3) قرنوف و (9) مدافع ار بي جي ، واوضح ان
المجموعات المنشقة كبدت فلول عقار خسائر جسيمة وقامت بملاحقة الذين لاذوا بالفرار
، ولم يستبعد يونس تجدد الصراعات ونشوب المعارك خاصة بين المجموعات القبلية
المؤيدة للحلو والموالية لعقار .
وكان فريقتم كم قوات عقار والحلو المتصارعان
على قيادة الحركة الشعبية قطاع الشمال ، تبادلا الاتهامات بشن هجمت داخلية على
مناطق حول يابوس في بداية الاسبوع المنصرم راح ضحيتها نحو (50) من جنود الحركة
والمدنيين في المناطق التي وقعت فيها الاشتباكات .
واتهم مالك عقار غريمه عبدالعزيز الحلو بتحريض
مجموعة الادوك الذين سبق ان طالبوا قيادة الحركة بطرح حق تقرير المصير للانضمام
الي دولة جنوب السودان كاقلية مسيحية مضطهدة ، للثورة ضده والتمرد عليه .
فيما اتهم الحلو عقار باستخدام مجموعات
الانقسنا التابعة له والتي يقودها ابن اخته احمد العمدة بشن هجوم على قرية بالقرب
من يابوس الكبرى وحرق مساكن المواطنين وقتل 4 منهم حرقا واغتصاب طفلة ونهب متاجر
الاهالي ومقرات المنظمات ، وقال العقيد جمعة الهادي قوري الناطق باسم الحركة
الشعبية شمال في بيان ، ان مليشيا الانقسنا تسللت الي قرية قرب يابوس الاحد وتحركت
قوات من الحركة الشعبية وطاردت المليشيا الي يقودها ابن اخت مالك عقار ما اضطرهم
للفرار الي معسكرات اللاجئين مخلفين وراءهم 43 قتيلا من مليشياتهم وجرح 30 منهم
واستلام عدد من الاسلحة الثقيلة والخفيفة .
واشار قورى الي ان محاولات عقار لاستمالة
اثنيات الانقسنا والادوك تعبر بجلاء عن شعوره بالضعف والهزيمة والغيرة في ان يقود
عبدالعزيز الحركة وان يقود كذلك احد ابناء النيل الازرق الحركة بمعزل عنه ، لافتا
الي ان مالك عقار ظل يروج بانه الوحيد القادر على قيادة الحركة الشعبية رغم انه لم
ينتصر في اي معركة طوال حياته .
وبدوره اتهم مالك عقار في بيان عبدالعزيز
الحلو بتحريض مجموعة الادوك ضده ، واوضح ان ما حدث في يابوس جاء نتيجة مباشرة بعد
ان حاول نائ الرئيس ان يفرض قيادة جديدة على شعب النيل الازرق .
وقال عقار ان الحركة الشعبية الحالية قامت
باندماج ثلاث وحدات هي النيل الازرق والقطاع الشمالي وجبال النوبة ، وان الحل الذي
انتهجه عبدالعزيز الحلو اخل بهذه الموازنات ، وقسم الحركة على المستوى القومي
ومستوي جبال النوبة وحرض مجموعة الادوك في النيل الازرق .
واضاف عقار : هو المسؤول من قيادتها الان بعد
ان قام بترقية اللواء جوزيف تكة لرتبه فريق ، وعينه نائبا له ، وظل منذ شهر مارس
الماضي يقودهم في حروب داخلية لن تخدم الا نظام الخرطوم ، وتابع عقار بقولة
الانقلاب على رفقة العمل المشترك الذي به نائب الرئيس السابق لن يفيد الا الخرطوم
، وسيضعف الحركة وسكان المنطقتين لاسيما المجموعات الصغيرة والمدافعة عن حقوقها ضد
نظام الخرطوم مثل مجموعة الادوك ، وزاد عمل نائب الرئيس السابق على تزوير ارادة
شعب النيل الازرق عبر مجلسة الذي عينه في جبال النوبة والذي لا يمثل حتى ارادة شعب
النوبة / ونائب الرئيس السابق هو الشخص الوحيد في قيادة الحركة الشعبية الذي لم
يقم حتى بزيارة النيل الازرق طول السبع سنوات الماضية دعك ان يتطلع لقيادتها .
ونوه عقار الي انه كون في وقت سابق لجنة للجلوس
مع كافة الفرقاء لوضع حد للاقتتال الداخلي الذي عدة نتيجة طبيعة لانقلاب عبدالعزيز
الحلو وان تكون المهمة الاولي هي حماية المدنيين وايصال الاحتياجات الانسانية
وتحقيق المصالحة والسلام المجتمعي وتوحيد الحركة الشعبية ، وتابع انا على استعداد
لقيادة كل ذلك ، واصدرت توجيهات مباشرة لقيادة الجيش الشعبي في هذا الصدد .
واعتبر عسكريون ان ما يجدث في الحركة الشعبية
قطاع الشمال من استقطاب قبلي يعني نهاية عقار السياسية والعسكرية ، وقال الخبير
العسكري العميد معاس صلاح كرار امس ان الموازنات في الحركة ومقياس القوة بات
بالثقل الاثني والقبلي ما يشي الي نهاية مالك عقار الذي يعيش في بينئة تتسم
بالتعدد الاقني والقبلي ولا توجد العصبية القبلية ، عكس عبدالعزير الحلو الذي ينظر
الي ابناء جبال النوبة باعتبارهم من دفعوا ثمن الحرب طوال السنوات الماضية ، واضاف
كرار بان عقار ليست لديه القوة التي يمكن ان يصارع بها الحلو الذي يسيطر على
الحركة كليا بفصل الثقل القبلي لديه .
وفيما يتعلق بمقتل قائد قوات عقار وتاثيره على
روحه المعنوية في اخر المواجهات بين فصيلي قطاع الشمال ، قال قيادي بالحركة
الشعبية قطاع الشما فصل جب اسمه ، ان عقار لم يعد لديه روح معنوية منذ عزلة
وتجريده من صفاته العسكرية والسياسية بالحركة ، مشيرا الي ان عقار ليست لديه قوة
بالصورة التي يتحدث عنها البعض ، ونوه الي ان قواته تتكون من بعض المقربين له من
قبيلته الصغيرة ، ولا يمكن ان يواجه بها قوات الحلو الذي يتمتع بالقوة والخبرة
القتالية .
نبيل صالح
تعليقات
إرسال تعليق