( تشييع ) الحزب الشيوعي !!
مهما اجتهد ( الرفاق ) في تبرئة ساحتهم
والدفاع عما حدث من سلوك مشين في مراسم تشييع الراحلة العزيزة فاطمة احمد ابراهيم
فلن يستطيعوا الي ذلك سبيلا .
سيظل ما حدث ( وصمة عار ) في جبين الحزب
الشيوعي لانه ببساطة يجافي القيم السودانية الاصيلة وينافي اخلاق اهل البلد
المتسامحة والمتصالحة والمترفعة عن الغبائن والسباب والشتائم خاصة في مقامات الموت
وبيوت العزاء .
أعجبني قلم الاستاذ حيدر المكاشفي وهو صاحب
شهادة غير مجروحة فيما اتي به الرفاق لن يزايد احد على قلم حيدر المعارض للحكومة
لكنه رغم ذلك كتب بـ شفافية وانتقد ما حدث في مراسم التشييع .
في ذلكم اليوم سقط الحزب الشيوعي ، ولم تسقط
الحكومة ، بل كسبت قيادات الدولة التي توجهت الي التشييع كثيرا وهي تحتمل الاذي
والسباب والهتاف وتتماسك رغم كا طفح من سلوك مشين وشتائم يندى لها الجبين .
كيف تجراتم ياهولاء وتجاوزتم مهابة الجنازة
وتجنيتم على ارث المرحومة الخالد في الاستقامة ودماثة الخلق ، كانت قاطمة تتواصل
مع مخالفيها الراي قبل الذين يتفقون معها ، لم تشهد لها الممارسة السياسية فظاظة
في القول ولا صلفا في التعامل ، او تجن على القيم ، كانت قوية فيما تنادي به بلا
اسفاف .
عاشت ابنه لهذا الشعب وهذا سر الحزن الذي خيم
على البلاد يوم رحيلها وجعل قيادة الدولة متمثلة في الرئيس عمر البشير تتبني قبل
الحزب الشيوعي التوجيه بنقل جثمانها ولفه بالعلم الوطني وتشييعها في جنازة رسمية .
الفريق اول بكري حسن صالح النائب الاول لرئيس
الجمهورية ومولانا احمد هارون والي شمال كردفان ومعتمد ام درمان مجدي عبدالعزيز
تحلوا بثبات ورباطة جاش وصبروا على مكاره الرفاق وهتافاتهم المسيئة فاستحقوا
التحية بعد ان اكدوا وعيهم وحكمتهم في مواجهة السوء الذي لم يكن مكانه المقابر باي
حال من الاحوال .
كان الفريق اول بكري وهو يمضي الي التشييع ل
سوداني ويترجل عن السيارة ويدخل المقابر بلا حرس او صولجان ، بل ويرفض حتي مرافقة
افراد الشرطة ويواجه وحيدا سخف الموقف وهياج الرفاق وتجنيهم على القيم قبل شخصه
ومقامه وهو الذي جاء معزيا في محنة رحيل فاطمة .
ما حدث في تشييع فاطمة تصرف غوغائي يشير للاسف
الي بؤس خيارات الحزب الشيوعي ويؤكد انه يبحث عن مناسبة لـ فش الغبينة السياسية
تجاه الحكومة لكنه اختار مكانا وزمانا غير مناسبين .
من العيب ان يتم استثمار جثمان الفقيدة للتسخين السياسي او
التمرين على التظاهر واستئناف مغامرات اسقاط الحكومة ، ذلك الرمز اكبر من استغلاله
في نشاط بائس ومحدود من هذا او ذاك القبيل .
لن اكتب عن علاقة فاطمة بالحزب الشيوعي
واجهزته فذلك امر معلوم ولن افصل في علاقة الرفاق بـ فاطمة التي لقيت ربها وحيدة
في الغرفة (5) ، لا اتحدث هنا عن اسرتها التي قدمت اعتذارا جهيرا عما فعله الرفاق
، اهل فاطمة كرماء ونبلاء يسدون عين الشمس اعرفهم فردا فردا ولكني ابحث في تفاصيل
ماساتها عن الحزب الشيوعي فلا اجده حاضرا واستمع الي كثير من الروايات المخجلة
التي تجعل من هتافات الرفاق محاولة للتجمل والتغطية على التقصير والتجاهل الذي ما
رسوه في حق رمز وطني كريم ، فباي حق يتبني الحزب الشيوعي جثمان فاطمة ويتاجر به في
شوراع الخرطوم ؟!
في ذلكم فاليوم تم تشييع الخزل الشيوعي مع
فاطمة وسقط الرفاق ولم تسقط الحكومة .
محمد عبدالقادر
تعليقات
إرسال تعليق