«الحركة» ماتت




حسب شهادة الوفاة فإن يوم 22/8/2016م هو تاريخ وفاة «الحركة» . وذلك وفق ما  كتب المتمرد مالك عقار في  تقريره بتاريخ 8/7/2017م. حيث  يكشف أن اجتماع 22/8/2016م كان «اجتماع القشَّة التي قصمت ظهر البعير» . كان ذلك الإجتماع ثلاثيا، حضوره «عقار» و«الحلو» و«جقود» . اليوم الخميس 10/أغسطس/2017م  يفيد المشهد السياسي بأنَّ «الحلو» الماكر المتآمر. حسب عبارة «عقار»  قد أطاح بـ»رئيس الحركة» «عقار» و القائد العسكري لـ»الحركة» «جقود مكوار مرادة» .إجتماع 22/8/2016م  الذي قصم ظهر البعير، حسب عبارة «عقار»، انعقد متزامناً مع عدائيات «الحلو» التي وصلت إلى درجة الغليان. قال «عقار» عن ذلك الإجتماع «كان الحلو عدائياً طيلة الإجتماع». حيث «عياناً بياناً» و«بالواضح» قال «الحلو» في ذلك الإجتماع عن «رئيس الحركة» « إن مالك عقار ليس أهلاً للثقة وإنني لن أعمل معه» .تلك اللحظة في 22/8/2016م هي التوقيت الذي فارقت فيه «الحركة» الحياة. حيث كان «الحلو»، وعيناه كغابَتَيْ نخيلٍ ساعة السَّحَر،يقول وهو ينظر في عيون «عقار» بأنه لايعترف بـ«عقار» رئيساً لـ«الحركة». ثمّ قال «عقار» في تقريره بتاريخ 8/7/2017م لقد تمّ استدعاؤنا «بواسطة سلفاكير» إلى «جوبا» على خلفية عودة تعبان دينق من الخرطوم وإعلانه إخلاء جنوب السودان من الحركات المتمردة السودانية . حيث اعتذر «الحلو» عن حضور ذلك الإجتماع الذي عقد في «جوبا»  في 4/سبتمبر/ 2016م. وطلب «الحلو» من «جقود مكوار» عدم الحضور . قال عقار «كان الحلو يعتقد أن جوبا ستجبرنا على توقيع اتفاق مع حكومة السودان». قال عقار في تقريره الذي كتبه بتاريخ السبت 8/7/2017م إن المبعوث الأمريكي في 7/11/2016م  طرح على «عقار» و«عرمان» مقترح واشنطن لإيصال المساعدات الإنسانية . حيث وافق الإثنان من حيث المبدأ وطلبا من المبعوث الأمريكي  المقترح مكتوباً لمناقشته على مستوى المجلس القيادي لـ«الحركة». يقول «عقار» في تقريره «لكن «الحلو» رفض المشاركة رغم كثرة مراسلاتنا له» . ويستطرد «عقار» أن فيما «بين أغسطس 2016- فبراير 2017م اقترحنا عقد اجتماع موسَّع في جبال النوبة التي لم تحظي بهكذا اجتماع منذ مغادرة «الحلو»للجبال في يوليو 2015، لكن «الحلو» لم يستجب لهذه الدعوة». من كلّ تلك الجمهرة من المؤشرات برفض «الحلو» للتعامل مع «عقار»، لم يلتقط «عقار» واحدة من الإشارات الخطيرة بقرب أجله السياسي، فلم يستعد ليوم الرحيل. ولم ينتبه «عقار» إلى أن «الحلو» ظلّ في الخفاء يعمل في خط موازٍ آخر غير معلن للقضاء عليه سياسَّياً. حتى أعلن «الحلو»   انقلابه التاريخي  و الإطاحة بـ«عقار» . هكذا كتب «الحلو» نهاية «عقار» السياسية. هكذا أورده مورد الهلاك، وأزاحه، والدموع سحابة في عينيه، فما لديه سوى الدموع، وسوى انتظارٍ دون جدوى للرجوع.السؤال الذي يطرح نفسه إن كان هذا كلّ ما يبقى فأين هو العزاء. هكذا خرج عقار من المشهد السياسي. ولكن تقديراً لشعوره ، صار أطفال السودان يحكون في صوتٍ خفيضٍ عن الملوك الغابرين!. خرج مالك عقار من المشهد السياسي، ولم يعد، ولن يعود.هكذا ماتت «الحركة».
*نواصل
عبدالمحمود نور الدائم الكرنكي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قرقاش يستقبل وزيرة الخارجية السودانية

مشاركة متميزة للوفد الرياضي بكأس الأمم الإفريقية

حزب الوطن:القوات المسلحة والدعم السريع الضامنان للفترةالانتقالية