ورطة الكاف.. ما السيناريوهات القانونية لملف نهائي الترجي والوداد؟


يبدو أن ملف نهائي دوري أبطال أفريقيا 2019 بين الترجي التونسي والوداد البيضاوي المغربي سيكون القضية الرياضية الأبرز لعام 2019 دون منازع؛ فبعد أشواط من الجلسات عجز الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) عن فك شفرة النهائي وحسم وجهة اللقب العالق حتى الآن بين أروقة الاتحاد الأفريقي والمحكمة الرياضية (تاس).
وفتح الاتحاد الأفريقي من جديد أبواب الجدل على مصراعيها عندما وجّه بداية الأسبوع خطابين للاتحاد التونسي ولإدارة نادي الترجي لدعوتهما لاجتماع لجنة الانضباط غدا الأربعاء، والذي سيتم خلاله إعادة النظر في أزمة النهائي، وذلك بإحالة الملف إلى لجنة الانضباط والرجوع إلى قرار المحكمة الرياضية ليوم 31 يوليو/تموز 2019.
وقال الكاف في خطابه للاتحاد والترجي “حفاظا على كامل حقوقكم، فإن لجنة الانضباط ترغب في أن يقدم الاتحاد التونسي كامل مؤيداته ودفوعاته والموقف الكتابي من الملف في موعد أقصاه السادس من أغسطس/آب 2019”.
وبتحويل القضية من اللجنة التنفيذية إلى لجنة الانضباط خلط الكاف أوراق ملف نهائي الأبطال من جديد، في انتظار ما ستسفر عنه جلسة الأربعاء التي تحتمل سيناريوهات قانونية عدة بحسب خبراء القانون الرياضي.
مأزق جديد
ويرى المتخصص في النزاعات الرياضية أنيس بن ميم أن “اتحاد الكرة الأفريقي أوقع نفسه في مأزق جراء التخبط في اتخاذ قرارات لا تخلو من خروق بالجملة، بعضها في الشكل والآخر في الأصل”.
وقال بن ميم للجزيرة نت “الكاف سيعود بمباراة النهائي إلى المربع الأول؛ أي إلى أحداث مباراة 31 مايو/أيار الماضي، وذلك وفق التقارير الرسمية الواردة إليه، ولكن مع الأخذ بعين الاعتبار الأحكام التي أقرتها المحكمة الرياضية يوم 31 يوليو/تموز الماضي، والتي ستكون لها تداعيات مباشرة على قرارات لجنة الانضباط في اجتماعها المرتقب”.
وبخصوص السيناريوهات الواردة، يرى بن ميم أن الصفعة التي تلقاها الكاف من المحكمة الرياضية ستدفع لجنة الانضباط إلى تفادي السقوط في فخ القراءات القانونية الخاطئة شكلا وأصلا، ولن تتخذ أولا قرار اعتبار الوداد فائزا، واحتياطيا إعادة المباراة؛ وهما المطلبان الرئيسيان للفريق المغربي، وكلاهما تم الطعن فيه من قبل المحكمة، وفي هذه الحالة لن يكون أمام الاتحاد الأفريقي سوى الإقرار بانسحاب الوداد لغياب تقنية فيديو الحكم المساعد (فار)، وبالتالي تأكيد تتويج الترجي باللقب”.
مسؤولية الكاف
في المقابل، يرى الخبير المغربي في القانون الرياضي خليل بوبحي أن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم ورّط الترجي والوداد في نزاع كان واضحا منذ البداية أن سببه الأول غياب تقنية الفار التي تضرر منها الوداد ودفعته لرفع التماس لدى الكاف لرفع ذلك الضرر.
وقال بوبحي للجزيرة نت “الوداد قدم شكوى للكاف تتضمن المطالبة بفتح تحقيق في شبهة تدليس تضرر منها، ألا وهي عدم وجود تقنية الفار منذ البداية، وليس تعطل الجهاز وفق ما تم الترويج له. الاتحاد التونسي لكرة القدم والترجي هما المسؤولان عن الجوانب التنظيمية للمباراة، بما في ذلك وجود تقنية الحكم المساعد التي كانت متوفرة في لقاء الذهاب في المغرب”.
وتوقع الخبير القانوني ألا تخرج القرارات المحتملة في اجتماع لجنة الانضباط عن إطار القرارات التي تم اتخاذها في السادس من يونيو/حزيران الماضي، وإعادة المباراة وفرض غرامة مالية وإدارية على الوداد والترجي، “لكنها قد تكون أثقل على الأخير بحكم أنه سيتوجه للقاهرة وهو في ثوب المشتكى به”، حسب تعبيره.
ومن المنتظر أن تناقش لجنة الانضباط في اجتماعها أزمة النهائي استنادا إلى لوائح المواد 82 و83 و151 من القانون التأديبي والمتعلقة بالإجراءات التنظيمية والأمنية لسير المباراة ودرجة الخطر المحتملة أثناء المباريات.
يذكر أن مباراة إياب نهائي دوري الأبطال بملعب رادس توقفت بقرار من الحكم في الدقيقة الستين، عندما كانت النتيجة تشير إلى تقدم الترجي بهدف دون رد، وتم منح الترجي اللقب.
غير أن المكتب التنفيذي للكاف عقد جلسة طارئة في السادس من يونيو/حزيران الماضي، وأصدر قرارا بإعادة اللقاء؛ مما دفع الترجي للطعن في الحكم لدى المحكمة الرياضية الدولية مطالبا بإثبات حقه في التتويج.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قرقاش يستقبل وزيرة الخارجية السودانية

مشاركة متميزة للوفد الرياضي بكأس الأمم الإفريقية

حزب الوطن:القوات المسلحة والدعم السريع الضامنان للفترةالانتقالية