قرايشون:لايمكن استمرار التمرد بسقف زمني مفتوح
دعا المبعوث الأمريكي السابق للسودان اسكوت قرايشون الى عقد مؤتمر جامع لمعالجة مشكلات النزاع في المناطق المختلفة في السودان وإتاحة الفرصة لحاملي السلاح لإزالة الظلامات التي قادت الى التمرد؛ لكنه أكد أنه لا توجد حكومة مسؤولة في أي مكان في العالم تسمح للتمرد أن يتطاول أمده دون سقف.
وقال قرايشون عقب مشاركته في توقيع الوثيقة الدستورية وتسمية مجلس السيادة إن الفرصة مواتية للحكومة الجديدة لتغيير المستقبل لأجل الأجيال القادمة وأن عليها أن لا تبدد مثل هذه الفرصة مطلقا، وأن تعمل في محاربة الفساد وتضع مصلحة السودان والشعب السوداني فوق أية مصلحة أخرى.
وقال في مقابلة مع (سودانا - صفحة سونا http://sudanow-magazine.net) إنه من هذا الباب فإن على الحكومة السودانية الجديدة التفكير مليا في محو التهميش وغياب المساواة، وأن تتحرك قدما لإقامة السودان الذي يسعى الجميع الى تحقيقه والمشاركة في خيراته والعيش فيه بحيث تتاح الفرصة لكل للناس للازدهاروالعيش في أمان وتربية أطفالهم وهم يستمتعون بالخدمات الصحية والتعليمية وبالمستقبل الأفضل لأنفسهم.
وأشار قرايشون الى أن مواطنين سودانيين في المناطق الطرفية قد تعرضوا طوال أكثر من ثلاثة عقود للتهميش وأن لهم ظلامات يجب مناقشتها وتصحيحها وأن يكون ذلك في إطار مؤتمر جامع يلتقي فيه المسئولون والقادة المحليون من الفور والمساليت والزغاوة والآخرون وتجري فيه مناقشة كافة قضاياهم.
"أعتقد أن على الحكومة بذل جهود مقدرة وإظهار حسن نوايا لإصلاح بعض من هذه الأشياء وقد يتطلب الأمر بعض الجهود الإضافية لتحقيق الأمن لمساعدة هؤلاء الأشخاص على العودة الطوعية إلى مناطقهم الأصلية التاريخية. وقد تحتاج الحكومة إلى بذل جهود إضافية أخرى لمساعدة النازحين واللاجئين على تغيير طريقة تفكيرهم للتكيف مع العيش خارج مخيمات النازحين، حيث يوجد الآن جيلان من الأطفال الذين ظلوا يعيشون في معسكرات النازحين ولم يعرفوا غيرها سكنا، مما يعني أنهم عند العودة الى مناطقهم فإنهم يحتاجون إلى مدارس ومرافق طبية وقد يحتاجون لدعم عيني حتى تبدأ مزارعهم في الإنتاج، لذلك يجب توفير دعم قوي لهؤلاء في إطار برنامج دعم كبير." وفقا للسيد قرايشون.
إلا أن قرايشون عاد ليؤكد بأنه "يتعين على المتمردين والميليشيات ان يتخذوا قرارا" لأنه وعقب فترة من الزمن، أياً كان طول هذه الفترة أوقصرها، فيجب أن يتم دمجهم في الجيش النظامي أوتسريحهم وإعادة تدريبهم و توفيرموارد لهم للاندماج مع المدنيين والمضي قدما في حياتهم.
و قال قرايشون "ولكن لايوجد بلد في العالم يسمح فيه للمتمردين أن يتحركوا كما يشاؤون ولا توجد دولة في العالم تتسامح فيه الحكومة مع الأشخاص الذين يرغبون في التمرد عليها."
و أضاف أن المرء لا ينكر أنه في مرحلة ما ، بعد أن تتاح لهم كل فرصة عادلة للتفاوض وتحديد ما يريدون وتتم معالجة هذه القضايا، وبعد أن يمنحوا فرصة عادلة في هذا الشأن فإنه "اذا استمروا مع ذلك في التمرد واختاروا أن يظلوا في خانة الأعداء عندها يجب أن يعاملوا كأعداء وأن يتحملوا عواقب قرارهم. "
و نوه قرايشون الى أن حل هذه القضية يظل بيد الحكومة وتقع على عاتقها مسؤولية التعامل بحزم مع من يروعون البلاد لأنه لا يمكن للمواطن التمتع بالأمان الشخصي ولا يمكنه التجوال والحركة والسفر بحرية ولا يمكنه الحصول على الرخاء الاقتصادي إذا لم يكن هناك سلام وأمن.
" نعم.. في مرحلة ما يتعين على السودان أن يحقق السلام ، لكن في الوقت نفسه يجب أن توفر فرصة عادلة حتى يتسنى لهؤلاء الأشخاص الذين يقاتلون، لأن المنطق يقول لابد من وجود أسباب تجعلهم على استعداد للموت وحمل السلاح ضد الحكومة المركزية، "إذن حال تفهم تلك الأسباب وبذل جهود لإصلاح الوضع بحيث ينتفي سبب القتال واذا استمرت المليشيات والحركات في القتال فإن عليهم تحمل العواقب."
و قال قرايشون إن على السودانيين أن يقروا بأن السودان ولثلاثة أجيال، كان مكانًا للتعصب، وغياب المساواة وكان هناك تهميش، لذلك يقاتل الناس من أجل حياة أفضل ونحتاج إلى الاستماع إليهم؛ ولكن بمجرد أن يتم ذلك ، لا يمكن أن تستمر وحدات المتمردين ولا يمكن للميليشيات أن تستمر ولا يمكن أن تستمر الاضطرابات؛ لأن السودان يحتاج إلى السلام والأمن والوحدة".
تعليقات
إرسال تعليق