جبريل إبراهيم" يحدد خيارات الجبهة الثورية و"مناوي" يطرح أسئلة فلسفية للواقع السياسي
من
ميدان الشاحنات بمايو....تفاصيل لندوة " قوت" و مكالمات من باريس
وقيادات المعارضة
التحالف السوداني يشيد بالمؤتمر الشعبي و"فرح العقار" يدعو المعارضة إلى نقد الذات
الخرطوم – طلال اسماعيل
إلى ميدان الشاحنات بحي مايو - 25 كيلومتراً جنوب العاصمة الخرطوم – تداعت القوى الوطنية للتغيير " قوت " مساء أول أمس (الجمعة) في ندوة سياسية حول واقع السودان تستصحب معها قيادات قوى نداء السودان المجتمعة في العاصمة الفرنسية (باريس) عبر الهاتف لتوضح رؤيتها، عربات الشرطة تحيط من بعد بالميدان الكئيب تحسباً لأي طارئ وتيار الكهرباء لا يكاد يستقر على حال، والبؤس في الوجوه الكالحة يشخص مشكلات تقديم الخدمات في الأحياء الطرفية للعاصمة، وهنا كل حزب يعرض بضاعته في أسواق الناخبين.
من حزب الأمة القومي جاء نائب الرئيس اللواء " م" "فضل الله برمة ناصر" يعضد تحالفه مع " قوت" ونائب رئيس حركة الإصلاح الآن " عثمان رزق " لم يترك الاتهام لإخوانه السابقين وجلس بالقرب من الدكتور "أسامة توفيق"، ورئيسة الحزب الليبرالي الاشتراكي "ميادة سوار الدهب" ومن الحزب الجمهوري "أسماء محمود محمد طه"، وعلى خط الهاتف من باريس رئيس الجبهة الثورية "جبريل إبراهيم" ونائبه "مني أركو مناوي" و"التوم هجو" ومن سويسرا رئيس حزب الوسط الإسلامي "يوسف الكودة".
يقول نائب رئيس حزب الأمة القومي "فضل الله برمة ناصر:" الحاضر الآن في السودان ماعايز له نار كي تولعه، الحاضر موجود أمامكم وطن تمزق وفقد وحدته بسبب سياسات الإنقاذ وتقطع من أطرافه ويعاني من وطأة المعيشة اليومية، وأصبحنا قاب قوسين أن نوضع تحت الوصاية الدولية والمواطن السوداني يعاني من الجوع والمرض والنظام تفتحت قريحته لحوار الداخل وهو حوار مع النفس، وقيادات الإنقاذ لا تعترف بالفترة الانتقالية على الرغم من الرئيس "عمر البشير" أكد قبوله بكل مخرجات الحوار، نحن نتكلم عن الفترة الانتقالية لنعيد للخدمة المدنية حيدتها ونحن نحترم القوات المسلحة ومجنديها ولكن نريد أن نصحح أخطاء النظام. وأضاف "برمة" :(وهذا الحاضر السياسي مسؤوليتنا كلنا نريد سلام شامل عادل وتحول ديمقراطي كامل وحددنا آليتنا ووسائلنا و لتحقيق ذلك أمامنا طريقان: مستقيم وأعوج والخيار المفضل لنا في القوى السياسية الحوار أسوة بتجربة جنوب أفريقيا (كوديسا) نجلس حول طاولة المفاوضات جميعنا ونناقش قضايا وطننا ونوجد لنا مخرج يجنب بلدنا الدمار والخيار وإذا وافق نظام الإنقاذ على ذلك برداً وسلاماً وإذا تعنت فالخيار الآخر موجود خيار التعبئة وخيار الانتفاضة و خيار أكتوبر ورجب."
(قوت) تدعو المعارضة لنقد تجربتها
من جانبه قال الأمين العام للقوى الوطنية للتغيير ( قوت) "فرح العقار": ( في هذه السانحة التي ساهم فيها كل المتحدثين نحن نتحدث عن دولة المواطنة المتساوية ونتحدث عن العدل والمساواة وعن الرعاية الاجتماعية وقبل أن تبدأ بهذه المسؤولية الحكومة يجب أن نقوم بها، نحن في القوى الوطنية المعارضة لأننا نحن المعنيين بهذا التصحيح وبهذا التغيير فإن لم نبدأ بأنفسنا في المعارضة وفي القوى الوطنية في نقد الذات وتبيين نقاط الضعف وتحويلها إلى نقاط قوة دعماً لهذا الوطن وتحقيقاً لما نصبو إليه ستكون كل هذه الأشياء هي أحلام وسراب وستدور نفس الدائرة التي بدأت من العام (1955) قبل استقلال السودان." وزاد بالقول:"
نحن في المعارضة يجب أن نعترف ببعض ويجب أن نقبل بعض ويجب أن نبعد العنصرية والإقصاء والإلغاء والتعالي والاستهتار بالآخر، ولذلك أحسب بأن هذه رسالة أبعث بها إلى إخوتنا الذين يجتمعون في باريس السودان به مكونات كثيرة لها طموحات وآمال وهذه الآمال لن تتم بالوصاية ولن تتم بفرض الرؤية ولن تتم بالعنصرية وإلغاء الآخر ولكن تتم بقبول الآخر، فلنبدأ أولاً بالتزامنا القاطع والصارم بهذه القيم بيننا في المعارضة حتى نوحد صفنا، نتفق أننا سودانيين نتساوى في الحقوق والواجبات وبالتالي نتساوى أيضا في الدور الوطني الذي نقوم به من أجل التغيير، ولكن إذا كانت هنالك بعض المجموعات وبعض التنظيمات وبعض الأيدلوجيات تفتكر بأنها تستطيع أن تلعب دور الألفة أو دور الموجه للقوى السياسية في الإلغاء وفي الأبعاد وفي التهميش، أحسب بأن هذا الأمر لن يتم ، وعلينا أن ندرك أن طريق التغيير يبدأ من أنفسنا قبل أن نبدأه مع الحكومة القائمة ،وهذه هي الفرص التي جعلت الحكومة تستمر لأكثر من ربع قرن، هذا قول ينبغي أن نلتزم به عندما نتحدث عن التداول السلمي للسلطة ونطالب به الحكومة، يجب أيضاً أن ندرك أن هذا الأمر مفروض علينا أن نقوم به، وينبغي أن نبدأ بأنفسنا قبل أن نبدأ بالحكومة، وإذا استطعنا أن نلتزم بهذه القيم والشعارات التي نرفعها نستطيع أن نحدث التغيير شاءت الحكومة أم رفضت.
"جبريل إبراهيم" يكشف عن خيارات الجبهة الثورية
أما رئيس الجبهة الثورية - عضو المجلس الرئاسي التنسيقي لقوى نداء السودان – رئيس حركة العدل والمساواة "جبريل إبراهيم" قال: ( لقد أتخذ النظام من حوار الوثبة ملهاة لتحقيق مآرب ليس من بينها إنقاذ الوطن من الهاوية التي يتردى فيها بحوار حقيقي مثمر، وقد أسقط في يدي النظام حوار حينما أخذت القوى الوطنية المعارضة مبادرة الحوار مأخذ الجد وطالبت بمقوماته الأساسية فاضطر النظام إلى اللجوء إلى المسخ الذي يجري في قاعة الصداقة الآن ،والذي قاطعته كل القوى الوطنية مما حدا بالنظام إلى القبول بالمؤتمر التحضيري في أديس أبابا، بعد رفضه القاطع له ونحن نؤكد هنا أننا مع الحوار على أن يكون حواراً حراً متكافئاً تتوفر له كافة شروط النجاح، وضد أي حوار يكمم الأفواه ويصادر الحريات، بما فيها حرية التعبير والتنظيم والتظاهر والاجتماع والسفر، ولن نقبل بحوار يتولى النظام بمفرده رسمه وتشكيله، ولن نقبل بالإسترداف والإلحاق ولن نقبل أبداً بحوار لسنا شركاء أصلاء في تأسيسه ولن نقبل بحوار يختار النظام أطرافه وفقاً لهواه ويقصي فيه من يشاء). ونبه جبريل إلى ما أسماه مواجهة السودان لـ"كارثة اقتصادية تنذر بانهيار شامل" وقال إن بعض المؤشرات تتمثل في العجز عن إنتاج الغلال لهذا العام - يبلغ (3) ملايين طن في أقل تقديرات - وعجز في الميزان التجاري يبلغ (8) مليار دولار - وهو ما يساوي (4) أضعاف عائد الصادرات في نفس الفترة - وعجز البنوك عن توفير العملات الأجنبية اللازمة للاستيراد، مما حدا بالبنك المركزي بالسماح بالاستيراد من غير اعتماد أو خطابات الضمان والتدهور المريع في سعر صرف العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية، مما ترتب عليه ارتفاع جنوني في أسعار السلع والخدمات وتعطل قطاعات الصناعة والزراعة بشقيها والمساهمة بفاعلية في الناتج المحلي القومي واللجوء للمضاربات العاجلة، وأضاف جبريل :" هذه وغيرها من المؤشرات لابد من العمل على تدارك الانهيار الاقتصادي بشتى السبل ومن ضمنها إسقاط النظام، ولقد هيأ لنا النظام كل أسباب الانتفاضة الشعبية من ضيق في العيش وكبت في الحريات ).
وحول مخرجات اجتماعات قوى نداء السودان في باريس زاد "جبريل" بالقول:(أبشر الحضور الكريم بأن اجتماعات قوى نداء السودان في (باريس) مضت بصورة طيبة جداً تكوين مجلس تنسيق رئاسي يتولى إدارة شأن قوى نداء السودان والعمل على توسيع هذا التحالف وتنفيذ برنامج الانتفاضة والاتفاق على ميثاق قوى نداء السودان والعمل على تطويره بإشراك الآخرين، وضع الأسس الكفيلة بقيام حوار حر متكافئ بكل مستحقاته ومخاطبة الآلية الإفريقية بذلك."
التحالف الوطني السوداني يشيد بخطوة المؤتمر الشعبي
من جانبه قال "محمد فاروق" ممثل التحالف الوطني السوداني إن أهم إنجاز لقوى نداء السودان في باريس الاتفاق على وثيقة البديل الديمقراطي كميثاق لقوى نداء السودان وأضاف : ( المهم في هذا أن المفاهيم ورؤيتنا التي نقف من خلفها تكون واضحة، واعتقد أن هنالك اختراقات كثيرة تمت لمعالجة اشكاليتنا في مختلف قوى المعارضة ، وأشار "فاروق" إلى أن أكبر اختراق للمعارضة من خلال الاتهامات للمؤتمر الشعبي بأنه سرق وثائقها وقدمها في مؤتمر الحوار ، وزاد: ( أعتقد أنه إذا نظرنا لهذه المسألة بصورة مختلفة اعتقد أن هذا انتصار للمعارضة لأن الرؤى التي ننادي بها إذا اقتنع بها حتى المؤتمر الوطني فهذه خطوة متقدمة جداً وإذا تم تبني رؤية فصائل من فصائل المعارضة بواسطة أي فصيل سياسي آخر حتى ولو اختلف معنا أفتكر أن هذه خطوة متقدمة جداً ينبغي أن نقدمها وندعمها ، وما تم من تبني للمؤتمر الشعبي لرؤية المعارضة داخل الحوار اعتقد أنها خطوة كبيرة جداً لنا نحن السودانيين بغض النظر عن حكومة ومعارضة، وهذا يؤكد أننا نناقش في أساس مشاكلنا وليست حلوننا الدنيا.) ونبه "فاروق" الأحزاب السياسية المعارضة إلى أخطائها منذ تسلم الإنقاذ لمقاليد الحكم في السودان وقال: ( من المهم أن ننظر إلى كمية من الأخطاء التي جعلت (26) سنة يحكمنا بها المؤتمر الوطني ويرى أنه الحق المطلق، ينبغي أيضاً أن ننظر إلى أنفسنا أننا كنا نرى أننا الحق المطلق والحرية والديمقراطية وهي مسألة صعبة جداً أن تقبل أن تكون أنت الآخر أمام الآخر وينبغي أن نقيم تجربتنا النضالية من أجل السودان إننا نناضل حتى للشخص المنتمي للمؤتمر الوطني بأن عملية التغيير التي ستتم سيكون مستفيد منها أي سوداني ولن تتم بشتفٍ أو انتقام من أحد، كثير من الخطابات التي تتكلم عن مستقبل السودان مخيفة وتروج لمفهوم صراع أن نكون نحن أو هم يكونوا ، واعتقد أنه في هذا السودان يمكن أن نكون كلنا، كثير من الأخطاء يمكن تصحيحها مسألة انفصال الجنوب مسألة إجرائية إذا كان هنالك من الشروط ما تجعلنا كسودانيين نعود ونعيش مع بعض، هذه المسألة ممكنة جداً إذا توفرت لنا إرادة سياسية."
"مني أركو مناوي" يطرح أسئلة فلسفية سياسية
طرح رئيس حركة تحرير السودان "مني أركو مناوي" العديد من الاستفهامات السياسية وتساءل في بداية الندوة إلى أين يمضي السودان ومتى نتحرر و نتعرف على بعض كسودانيين؟ ومتى نتجرد ونقول الحقيقة ومتى نعرف القانون ومتى نحترم أنفسنا ؟ومتى نصل إلى الإنسانية التي تجعل الحاكم فينا عبداً للشعب والشعب سيداً للحاكم؟
وقال "مني" : "( هذه أسئلة تجعلنا نجمع الأسس المبعثرة في أذهاننا المواطن السوداني وهو أكثر وعياً منا ومن الحاكم، والأسس هي صناعة دول ديمقراطية تقوم على المساواة وأساسها المواطن السوداني ودولة المواطنة، هذه أزمة تحكمنا وأصبح المواطن الأجنبي السوري حر في ترابنا السوداني أكثر من السوداني، السوري يأخذ جنسية سودانية من دمشق بينما يواجه السوداني بصعوبات." ودعا إلى الانتفاضة الشعبية من خلال حشد القدرات الحزبية للتوجه نحو الخلاص، أو كما قال.
حركة الإصلاح الآن : المؤتمر الشعبي سيندمج مع المؤتمر الوطني
أما نائب رئيس حركة الإصلاح الآن "حسن رزق" فقد أتهم الحزب الحاكم بقطع الكهرباء عن الندوة السياسية وقال: (المؤتمر الوطني يأبى الآن نظن به الظنون فانقطاع الكهرباء عن هذه الندوة لا يمكن أن يكون عملاً بريئاً وإنما واضح أنه كيد حتى لا تنجح هذه الندوة ونحن نرى أن النور هو التي تراه البصائر، ولذلك نحن نخاطب الناس رغم الظلام وهذه أفعال طفولية يلجأ إليها الحزب الحاكم ظناً منه أن سيبطل هذه الندوات."
وأشاد بممثلي حي الشاحنات في تناولهم للهم العام للبلاد من دون التطرق إلى مشاكلهم في الحي ومطالبتهم بالخدمات وقال تلك أخلاق السودانيين ففي الثورات كانت من أجل المبادئ الحرية والعزة والكرامة ولم تكن من أجل الخبز أو القوت.
وختم قوله : (مشكلة بقاء نظام حتى هذه اللحظة للمعارضة يد فيه ولكننا نرى ملامح الفجر القادم وبدأت الأحزاب تقترب من بعضها البعض لأن الموقف من عدم الدخول في الحوار من يشذ عنه إلا المؤتمر الشعبي لأنه سيندمج مع المؤتمر الوطني في الفترة القادمة ومبروك له ذلك.
التحالف السوداني يشيد بالمؤتمر الشعبي و"فرح العقار" يدعو المعارضة إلى نقد الذات
الخرطوم – طلال اسماعيل
إلى ميدان الشاحنات بحي مايو - 25 كيلومتراً جنوب العاصمة الخرطوم – تداعت القوى الوطنية للتغيير " قوت " مساء أول أمس (الجمعة) في ندوة سياسية حول واقع السودان تستصحب معها قيادات قوى نداء السودان المجتمعة في العاصمة الفرنسية (باريس) عبر الهاتف لتوضح رؤيتها، عربات الشرطة تحيط من بعد بالميدان الكئيب تحسباً لأي طارئ وتيار الكهرباء لا يكاد يستقر على حال، والبؤس في الوجوه الكالحة يشخص مشكلات تقديم الخدمات في الأحياء الطرفية للعاصمة، وهنا كل حزب يعرض بضاعته في أسواق الناخبين.
من حزب الأمة القومي جاء نائب الرئيس اللواء " م" "فضل الله برمة ناصر" يعضد تحالفه مع " قوت" ونائب رئيس حركة الإصلاح الآن " عثمان رزق " لم يترك الاتهام لإخوانه السابقين وجلس بالقرب من الدكتور "أسامة توفيق"، ورئيسة الحزب الليبرالي الاشتراكي "ميادة سوار الدهب" ومن الحزب الجمهوري "أسماء محمود محمد طه"، وعلى خط الهاتف من باريس رئيس الجبهة الثورية "جبريل إبراهيم" ونائبه "مني أركو مناوي" و"التوم هجو" ومن سويسرا رئيس حزب الوسط الإسلامي "يوسف الكودة".
يقول نائب رئيس حزب الأمة القومي "فضل الله برمة ناصر:" الحاضر الآن في السودان ماعايز له نار كي تولعه، الحاضر موجود أمامكم وطن تمزق وفقد وحدته بسبب سياسات الإنقاذ وتقطع من أطرافه ويعاني من وطأة المعيشة اليومية، وأصبحنا قاب قوسين أن نوضع تحت الوصاية الدولية والمواطن السوداني يعاني من الجوع والمرض والنظام تفتحت قريحته لحوار الداخل وهو حوار مع النفس، وقيادات الإنقاذ لا تعترف بالفترة الانتقالية على الرغم من الرئيس "عمر البشير" أكد قبوله بكل مخرجات الحوار، نحن نتكلم عن الفترة الانتقالية لنعيد للخدمة المدنية حيدتها ونحن نحترم القوات المسلحة ومجنديها ولكن نريد أن نصحح أخطاء النظام. وأضاف "برمة" :(وهذا الحاضر السياسي مسؤوليتنا كلنا نريد سلام شامل عادل وتحول ديمقراطي كامل وحددنا آليتنا ووسائلنا و لتحقيق ذلك أمامنا طريقان: مستقيم وأعوج والخيار المفضل لنا في القوى السياسية الحوار أسوة بتجربة جنوب أفريقيا (كوديسا) نجلس حول طاولة المفاوضات جميعنا ونناقش قضايا وطننا ونوجد لنا مخرج يجنب بلدنا الدمار والخيار وإذا وافق نظام الإنقاذ على ذلك برداً وسلاماً وإذا تعنت فالخيار الآخر موجود خيار التعبئة وخيار الانتفاضة و خيار أكتوبر ورجب."
(قوت) تدعو المعارضة لنقد تجربتها
من جانبه قال الأمين العام للقوى الوطنية للتغيير ( قوت) "فرح العقار": ( في هذه السانحة التي ساهم فيها كل المتحدثين نحن نتحدث عن دولة المواطنة المتساوية ونتحدث عن العدل والمساواة وعن الرعاية الاجتماعية وقبل أن تبدأ بهذه المسؤولية الحكومة يجب أن نقوم بها، نحن في القوى الوطنية المعارضة لأننا نحن المعنيين بهذا التصحيح وبهذا التغيير فإن لم نبدأ بأنفسنا في المعارضة وفي القوى الوطنية في نقد الذات وتبيين نقاط الضعف وتحويلها إلى نقاط قوة دعماً لهذا الوطن وتحقيقاً لما نصبو إليه ستكون كل هذه الأشياء هي أحلام وسراب وستدور نفس الدائرة التي بدأت من العام (1955) قبل استقلال السودان." وزاد بالقول:"
نحن في المعارضة يجب أن نعترف ببعض ويجب أن نقبل بعض ويجب أن نبعد العنصرية والإقصاء والإلغاء والتعالي والاستهتار بالآخر، ولذلك أحسب بأن هذه رسالة أبعث بها إلى إخوتنا الذين يجتمعون في باريس السودان به مكونات كثيرة لها طموحات وآمال وهذه الآمال لن تتم بالوصاية ولن تتم بفرض الرؤية ولن تتم بالعنصرية وإلغاء الآخر ولكن تتم بقبول الآخر، فلنبدأ أولاً بالتزامنا القاطع والصارم بهذه القيم بيننا في المعارضة حتى نوحد صفنا، نتفق أننا سودانيين نتساوى في الحقوق والواجبات وبالتالي نتساوى أيضا في الدور الوطني الذي نقوم به من أجل التغيير، ولكن إذا كانت هنالك بعض المجموعات وبعض التنظيمات وبعض الأيدلوجيات تفتكر بأنها تستطيع أن تلعب دور الألفة أو دور الموجه للقوى السياسية في الإلغاء وفي الأبعاد وفي التهميش، أحسب بأن هذا الأمر لن يتم ، وعلينا أن ندرك أن طريق التغيير يبدأ من أنفسنا قبل أن نبدأه مع الحكومة القائمة ،وهذه هي الفرص التي جعلت الحكومة تستمر لأكثر من ربع قرن، هذا قول ينبغي أن نلتزم به عندما نتحدث عن التداول السلمي للسلطة ونطالب به الحكومة، يجب أيضاً أن ندرك أن هذا الأمر مفروض علينا أن نقوم به، وينبغي أن نبدأ بأنفسنا قبل أن نبدأ بالحكومة، وإذا استطعنا أن نلتزم بهذه القيم والشعارات التي نرفعها نستطيع أن نحدث التغيير شاءت الحكومة أم رفضت.
"جبريل إبراهيم" يكشف عن خيارات الجبهة الثورية
أما رئيس الجبهة الثورية - عضو المجلس الرئاسي التنسيقي لقوى نداء السودان – رئيس حركة العدل والمساواة "جبريل إبراهيم" قال: ( لقد أتخذ النظام من حوار الوثبة ملهاة لتحقيق مآرب ليس من بينها إنقاذ الوطن من الهاوية التي يتردى فيها بحوار حقيقي مثمر، وقد أسقط في يدي النظام حوار حينما أخذت القوى الوطنية المعارضة مبادرة الحوار مأخذ الجد وطالبت بمقوماته الأساسية فاضطر النظام إلى اللجوء إلى المسخ الذي يجري في قاعة الصداقة الآن ،والذي قاطعته كل القوى الوطنية مما حدا بالنظام إلى القبول بالمؤتمر التحضيري في أديس أبابا، بعد رفضه القاطع له ونحن نؤكد هنا أننا مع الحوار على أن يكون حواراً حراً متكافئاً تتوفر له كافة شروط النجاح، وضد أي حوار يكمم الأفواه ويصادر الحريات، بما فيها حرية التعبير والتنظيم والتظاهر والاجتماع والسفر، ولن نقبل بحوار يتولى النظام بمفرده رسمه وتشكيله، ولن نقبل بالإسترداف والإلحاق ولن نقبل أبداً بحوار لسنا شركاء أصلاء في تأسيسه ولن نقبل بحوار يختار النظام أطرافه وفقاً لهواه ويقصي فيه من يشاء). ونبه جبريل إلى ما أسماه مواجهة السودان لـ"كارثة اقتصادية تنذر بانهيار شامل" وقال إن بعض المؤشرات تتمثل في العجز عن إنتاج الغلال لهذا العام - يبلغ (3) ملايين طن في أقل تقديرات - وعجز في الميزان التجاري يبلغ (8) مليار دولار - وهو ما يساوي (4) أضعاف عائد الصادرات في نفس الفترة - وعجز البنوك عن توفير العملات الأجنبية اللازمة للاستيراد، مما حدا بالبنك المركزي بالسماح بالاستيراد من غير اعتماد أو خطابات الضمان والتدهور المريع في سعر صرف العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية، مما ترتب عليه ارتفاع جنوني في أسعار السلع والخدمات وتعطل قطاعات الصناعة والزراعة بشقيها والمساهمة بفاعلية في الناتج المحلي القومي واللجوء للمضاربات العاجلة، وأضاف جبريل :" هذه وغيرها من المؤشرات لابد من العمل على تدارك الانهيار الاقتصادي بشتى السبل ومن ضمنها إسقاط النظام، ولقد هيأ لنا النظام كل أسباب الانتفاضة الشعبية من ضيق في العيش وكبت في الحريات ).
وحول مخرجات اجتماعات قوى نداء السودان في باريس زاد "جبريل" بالقول:(أبشر الحضور الكريم بأن اجتماعات قوى نداء السودان في (باريس) مضت بصورة طيبة جداً تكوين مجلس تنسيق رئاسي يتولى إدارة شأن قوى نداء السودان والعمل على توسيع هذا التحالف وتنفيذ برنامج الانتفاضة والاتفاق على ميثاق قوى نداء السودان والعمل على تطويره بإشراك الآخرين، وضع الأسس الكفيلة بقيام حوار حر متكافئ بكل مستحقاته ومخاطبة الآلية الإفريقية بذلك."
التحالف الوطني السوداني يشيد بخطوة المؤتمر الشعبي
من جانبه قال "محمد فاروق" ممثل التحالف الوطني السوداني إن أهم إنجاز لقوى نداء السودان في باريس الاتفاق على وثيقة البديل الديمقراطي كميثاق لقوى نداء السودان وأضاف : ( المهم في هذا أن المفاهيم ورؤيتنا التي نقف من خلفها تكون واضحة، واعتقد أن هنالك اختراقات كثيرة تمت لمعالجة اشكاليتنا في مختلف قوى المعارضة ، وأشار "فاروق" إلى أن أكبر اختراق للمعارضة من خلال الاتهامات للمؤتمر الشعبي بأنه سرق وثائقها وقدمها في مؤتمر الحوار ، وزاد: ( أعتقد أنه إذا نظرنا لهذه المسألة بصورة مختلفة اعتقد أن هذا انتصار للمعارضة لأن الرؤى التي ننادي بها إذا اقتنع بها حتى المؤتمر الوطني فهذه خطوة متقدمة جداً وإذا تم تبني رؤية فصائل من فصائل المعارضة بواسطة أي فصيل سياسي آخر حتى ولو اختلف معنا أفتكر أن هذه خطوة متقدمة جداً ينبغي أن نقدمها وندعمها ، وما تم من تبني للمؤتمر الشعبي لرؤية المعارضة داخل الحوار اعتقد أنها خطوة كبيرة جداً لنا نحن السودانيين بغض النظر عن حكومة ومعارضة، وهذا يؤكد أننا نناقش في أساس مشاكلنا وليست حلوننا الدنيا.) ونبه "فاروق" الأحزاب السياسية المعارضة إلى أخطائها منذ تسلم الإنقاذ لمقاليد الحكم في السودان وقال: ( من المهم أن ننظر إلى كمية من الأخطاء التي جعلت (26) سنة يحكمنا بها المؤتمر الوطني ويرى أنه الحق المطلق، ينبغي أيضاً أن ننظر إلى أنفسنا أننا كنا نرى أننا الحق المطلق والحرية والديمقراطية وهي مسألة صعبة جداً أن تقبل أن تكون أنت الآخر أمام الآخر وينبغي أن نقيم تجربتنا النضالية من أجل السودان إننا نناضل حتى للشخص المنتمي للمؤتمر الوطني بأن عملية التغيير التي ستتم سيكون مستفيد منها أي سوداني ولن تتم بشتفٍ أو انتقام من أحد، كثير من الخطابات التي تتكلم عن مستقبل السودان مخيفة وتروج لمفهوم صراع أن نكون نحن أو هم يكونوا ، واعتقد أنه في هذا السودان يمكن أن نكون كلنا، كثير من الأخطاء يمكن تصحيحها مسألة انفصال الجنوب مسألة إجرائية إذا كان هنالك من الشروط ما تجعلنا كسودانيين نعود ونعيش مع بعض، هذه المسألة ممكنة جداً إذا توفرت لنا إرادة سياسية."
"مني أركو مناوي" يطرح أسئلة فلسفية سياسية
طرح رئيس حركة تحرير السودان "مني أركو مناوي" العديد من الاستفهامات السياسية وتساءل في بداية الندوة إلى أين يمضي السودان ومتى نتحرر و نتعرف على بعض كسودانيين؟ ومتى نتجرد ونقول الحقيقة ومتى نعرف القانون ومتى نحترم أنفسنا ؟ومتى نصل إلى الإنسانية التي تجعل الحاكم فينا عبداً للشعب والشعب سيداً للحاكم؟
وقال "مني" : "( هذه أسئلة تجعلنا نجمع الأسس المبعثرة في أذهاننا المواطن السوداني وهو أكثر وعياً منا ومن الحاكم، والأسس هي صناعة دول ديمقراطية تقوم على المساواة وأساسها المواطن السوداني ودولة المواطنة، هذه أزمة تحكمنا وأصبح المواطن الأجنبي السوري حر في ترابنا السوداني أكثر من السوداني، السوري يأخذ جنسية سودانية من دمشق بينما يواجه السوداني بصعوبات." ودعا إلى الانتفاضة الشعبية من خلال حشد القدرات الحزبية للتوجه نحو الخلاص، أو كما قال.
حركة الإصلاح الآن : المؤتمر الشعبي سيندمج مع المؤتمر الوطني
أما نائب رئيس حركة الإصلاح الآن "حسن رزق" فقد أتهم الحزب الحاكم بقطع الكهرباء عن الندوة السياسية وقال: (المؤتمر الوطني يأبى الآن نظن به الظنون فانقطاع الكهرباء عن هذه الندوة لا يمكن أن يكون عملاً بريئاً وإنما واضح أنه كيد حتى لا تنجح هذه الندوة ونحن نرى أن النور هو التي تراه البصائر، ولذلك نحن نخاطب الناس رغم الظلام وهذه أفعال طفولية يلجأ إليها الحزب الحاكم ظناً منه أن سيبطل هذه الندوات."
وأشاد بممثلي حي الشاحنات في تناولهم للهم العام للبلاد من دون التطرق إلى مشاكلهم في الحي ومطالبتهم بالخدمات وقال تلك أخلاق السودانيين ففي الثورات كانت من أجل المبادئ الحرية والعزة والكرامة ولم تكن من أجل الخبز أو القوت.
وختم قوله : (مشكلة بقاء نظام حتى هذه اللحظة للمعارضة يد فيه ولكننا نرى ملامح الفجر القادم وبدأت الأحزاب تقترب من بعضها البعض لأن الموقف من عدم الدخول في الحوار من يشذ عنه إلا المؤتمر الشعبي لأنه سيندمج مع المؤتمر الوطني في الفترة القادمة ومبروك له ذلك.
تعليقات
إرسال تعليق