مفاوضات اديس .. تفاصيل يوم عصيب
لاتزال مفاوضات اديس ابابا في مسارها الاول بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية ( قطاع الشمال ) ، وفي مسارها الثاني بين الحكومة والحركات المسلحة في دارفور ...
لاتزال تراوح مكانها وتسد كثيرا من الافاق للوصول الى توافق حول جملة من المواقف والقضايا العالقة كثير من المراقبين هنا في اديس كادوا يعلنون يوم امس يوما اخيرا لجولة التفاوض التي تحسب بانها العاشرة ضمن المارثون التفاوضي والذي بدا في العام 2012م .
كثير من الحكايات والتفاصيل رصدتها ( السوداني ) من اديس ابابا .
الورقة التوفيقية للوساطة الافريقية التي قدمتها في الجلسة قبل الاخيرة زواجت بين رؤية الحكومة بشان ايقاف اطلاق النار الشامل مع بحث القضية في محاورها الاخري على ان يبدا ذلك بايقاف العدائيات ، ومع ذلك ابدت الحكومة والحركة عليها ملاحظات قالت انها جوهرية فالحكومة ترى ضرورة التوقيع على اتفاق شامل لايقاف اطلاق النار في المنطقتين ، بينما تتحدث الحركة الشعبية عن ايقاف عدائيات للاغراض الانسانية ، كما ترفض في ذات الوقت الحديث عن الاتفاقية الثلاثية الموقعة بينها والحكومة والامم المتحدة والجامعة العربية رغم انها معتمدة من مجلس الامن وفق قرار معروف .
ورغم ذلك راي وفد الحكومة على لسان متحدثه الرسمي حسين حمدي ، قبل الجلسة المسائية المشتركة ، امكانية حدوث توافق بنسبة 75% ، دون ان يستبعد احتمالات التوافق الكامل خلال المناقشات المشتركة لترتفع النسبة وتوجب التوقيع على اتفاق .
يوم عصيب ، رشحت منذ ساعاته الباكرة تكهنات عن فشل جولة المفاوضات الحالية بين الحكومة السودانية والمسلحين ، في دارفور من جهة وفي النيل الازرق وجنوب كردفان من جهة اخري ، ممثلين في الحركة الشعبية قطاع الشمال ، وحتى المساء لم تكن الاجواء تبشر بقرب التوصل الي اتفاق ، فانعدام الثقة بين المتفاوضين بدا جليا في المناقشات الداخلية ، لكن مستوى التباين كان يقل اكثر عندما يلتقي اعضاء في الوفدين على ردهات ( ماريوت ) وتاخذهم العاطفة السودانية والحميمية المعروفة بين ( اولاد البلد ) فيتنبادلون القفشات ويعود بعضهم بذكرياته للوراء حين كان صديق دراسة ، او رفيق عمل او حتى مقاتلا لعدوه الذي يفاوضه الان .
اثنان من الابواب المتباعدة المغلقة كان يجلس خلفها مفاوضو ومستشارو الحركة الشعبية ، والحكومة السودانية بينما جلس خلف الباب الثالث وسطاء الالية الافريقية بقيادة ثامبو امبيكي ومعاونيه وبينهم شباب نشطون لا يكادون يهداون ويتنقلون بين الغرف الثلاث حاملين اوراقهم ، فكل المؤشرات كانت تقول انه ربما يكوم اليوم الاخير ولابد من ختامه بخطوة ما .
بعد ان سلم الوفدان من الحكومة والحركة الشعبية ، ردودهما على ورقة الوساطة التي دفعت بها للاطراف يوم السبت ، صاغت لجنة امبيكي ورقة توفيقية جديدة وجمعت الوفدين في جلسة مشتركة يبدو انها شهدت جدلا محتدما القي بظلاله على المحادثات ، فتصريحات حسين حمدي المتحدث باسم الوفد الحكومي التي ادلي بها يوم السبت وقال فيها ان الوساطة تبنت في ورقتها التي طرحتها رؤية الحركة الشعبية ، اغضبت الوسطاء ، كما تصدي لها بالنقد رئيس وفد الحركة الشعبية ياسر عرمان ، خلال الاجتماع المشترك بحضور امبيكي .
وحاول عرمان تجريم وفد الحكومة بسبب تلك الاتهامات ، لكن رئيس وفد الحكومة ابراهيم محمود سارع بالرد عليه مؤكدا ان التصريحات تحدثت عن ورقة الوساطة ولم تتعرض بالطعن او الاساءة للالية بل تطرقت لمحتوى الورقة المقدمة منها بانها تقارب رؤية الشعبية ، وان تلك الاعتراضات كانت لتكون مقبولة لو جاءت من الية الوساطة لان ياسر عرمان كما قال حسين حمدي في تصريح صحفي ليس محاميا للوساطة .
ويبدو ان الازمة امتدت لابعاد سحيقة ، وما كان من ابراهيم محمود حامد رئيس وفد الحكومة ، الا ان يطلب تسجيلا صوتيا بالفيديو لتصريحات حمدي ، وعتدما وصله على هاتفه الخاص سارع قبل بدء الجلسة المشتركة الثانية لعرضه علي وسيط الامم المتحدة هايلي منكريوس ، الذي يجيد اللغة العربية ، وقال له ان الحديث كان منصبا على الورقة وليس سواها .
مزدلفة محمد عثمان
كثير من الحكايات والتفاصيل رصدتها ( السوداني ) من اديس ابابا .
الورقة التوفيقية للوساطة الافريقية التي قدمتها في الجلسة قبل الاخيرة زواجت بين رؤية الحكومة بشان ايقاف اطلاق النار الشامل مع بحث القضية في محاورها الاخري على ان يبدا ذلك بايقاف العدائيات ، ومع ذلك ابدت الحكومة والحركة عليها ملاحظات قالت انها جوهرية فالحكومة ترى ضرورة التوقيع على اتفاق شامل لايقاف اطلاق النار في المنطقتين ، بينما تتحدث الحركة الشعبية عن ايقاف عدائيات للاغراض الانسانية ، كما ترفض في ذات الوقت الحديث عن الاتفاقية الثلاثية الموقعة بينها والحكومة والامم المتحدة والجامعة العربية رغم انها معتمدة من مجلس الامن وفق قرار معروف .
ورغم ذلك راي وفد الحكومة على لسان متحدثه الرسمي حسين حمدي ، قبل الجلسة المسائية المشتركة ، امكانية حدوث توافق بنسبة 75% ، دون ان يستبعد احتمالات التوافق الكامل خلال المناقشات المشتركة لترتفع النسبة وتوجب التوقيع على اتفاق .
يوم عصيب ، رشحت منذ ساعاته الباكرة تكهنات عن فشل جولة المفاوضات الحالية بين الحكومة السودانية والمسلحين ، في دارفور من جهة وفي النيل الازرق وجنوب كردفان من جهة اخري ، ممثلين في الحركة الشعبية قطاع الشمال ، وحتى المساء لم تكن الاجواء تبشر بقرب التوصل الي اتفاق ، فانعدام الثقة بين المتفاوضين بدا جليا في المناقشات الداخلية ، لكن مستوى التباين كان يقل اكثر عندما يلتقي اعضاء في الوفدين على ردهات ( ماريوت ) وتاخذهم العاطفة السودانية والحميمية المعروفة بين ( اولاد البلد ) فيتنبادلون القفشات ويعود بعضهم بذكرياته للوراء حين كان صديق دراسة ، او رفيق عمل او حتى مقاتلا لعدوه الذي يفاوضه الان .
اثنان من الابواب المتباعدة المغلقة كان يجلس خلفها مفاوضو ومستشارو الحركة الشعبية ، والحكومة السودانية بينما جلس خلف الباب الثالث وسطاء الالية الافريقية بقيادة ثامبو امبيكي ومعاونيه وبينهم شباب نشطون لا يكادون يهداون ويتنقلون بين الغرف الثلاث حاملين اوراقهم ، فكل المؤشرات كانت تقول انه ربما يكوم اليوم الاخير ولابد من ختامه بخطوة ما .
بعد ان سلم الوفدان من الحكومة والحركة الشعبية ، ردودهما على ورقة الوساطة التي دفعت بها للاطراف يوم السبت ، صاغت لجنة امبيكي ورقة توفيقية جديدة وجمعت الوفدين في جلسة مشتركة يبدو انها شهدت جدلا محتدما القي بظلاله على المحادثات ، فتصريحات حسين حمدي المتحدث باسم الوفد الحكومي التي ادلي بها يوم السبت وقال فيها ان الوساطة تبنت في ورقتها التي طرحتها رؤية الحركة الشعبية ، اغضبت الوسطاء ، كما تصدي لها بالنقد رئيس وفد الحركة الشعبية ياسر عرمان ، خلال الاجتماع المشترك بحضور امبيكي .
وحاول عرمان تجريم وفد الحكومة بسبب تلك الاتهامات ، لكن رئيس وفد الحكومة ابراهيم محمود سارع بالرد عليه مؤكدا ان التصريحات تحدثت عن ورقة الوساطة ولم تتعرض بالطعن او الاساءة للالية بل تطرقت لمحتوى الورقة المقدمة منها بانها تقارب رؤية الشعبية ، وان تلك الاعتراضات كانت لتكون مقبولة لو جاءت من الية الوساطة لان ياسر عرمان كما قال حسين حمدي في تصريح صحفي ليس محاميا للوساطة .
ويبدو ان الازمة امتدت لابعاد سحيقة ، وما كان من ابراهيم محمود حامد رئيس وفد الحكومة ، الا ان يطلب تسجيلا صوتيا بالفيديو لتصريحات حمدي ، وعتدما وصله على هاتفه الخاص سارع قبل بدء الجلسة المشتركة الثانية لعرضه علي وسيط الامم المتحدة هايلي منكريوس ، الذي يجيد اللغة العربية ، وقال له ان الحديث كان منصبا على الورقة وليس سواها .
مزدلفة محمد عثمان
تعليقات
إرسال تعليق