عرمان .. وخدمات (( الوطني )) الاعلامية


لم تعجبني ردود ( الوطني ) على تصريحات ياسر عرمان ودعوته للسعودية لنفض يدها من تمويل السدود بعد توقيع اتفاق بين البلدين .
وكعادة المؤتمر الوطني يصور عرمان كشخصية ضخمة ، وهو بذلك يقدم خدمات جليلة وان تتبعنا هذه الخدمات ، فان احاديث الاسلاميين صعنته منذ ان كان في مهد السياسة صبيا في الفرع ، وفي محراب التمرد والسلام ن وفي ساعة الكتمة ، وخلاصة هذه الخدمات ان عرمان صار كطائر الفينيق ، والرد الوطني الاخير هو تدشين لمقدرة عرمان الدبلوماسية وقدرته على اختراق الحجب بسرعة الضوء وايصال صوته الناغم على مشروعات واتفاق الحكومة مع رصفائها ، وان يده الطويلة قادرة على تمزيق اي اتفاق توقعه الحكومة السودانية .
واختزلت الصحف حديث ابراهيم محمود مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس حزب المؤتمر الوطني ، في مؤتمر الصحفي في جزئية رده على عرمان وتصريحاته التحريضية .
وهذا الاختزال الصحفي يؤكد ان الظاهرة ( العرمانية ) تشغل بال ( الوطني ) والصحافة .
ان عرمان منذ ان كان طالبا تتضخم شخصيته وتتغذي على اقوال الاسلاميين ، فكاما حاصرته الازمات وهبط نجمه في بورصة ( النضمي ) السوداني اعاده الاسلاميون لواجهة الاحداث ، وهم من صنعوا مجده باحداث ( بلل والاقرع ) وحينما جاءت الحركة الشعبية الى الحكم عبر بوابة نيفاشا ، ولكن ( انتباهه ) الطيب مصطفي جعلت منه نجم المرحلة بعد سيل من التوصيفات السياسية التي يراها كثير من الاسلاميين انها تقتله ، بينما عرمان تمتلئ رئته بالفرح ويردد سرا : شكرا لقد قدمتم لى الكثير ايها الاخوة الاعداء ) ، لان الطرق الاعلامي بصورة مسترمة يتقلب عكس الرسالة الاعلامية او نظرية الممنوع مرغوب ، وتواصل طرق الانتباهة منذ نيفاشا وحتى لحظة اتفاق ( نافع – عقار ) على هذا المنوال ، اما الان بعد احداث الجنوب وانهيار الجبهة الثورية وتعرضه لنيران صديقة من رفاق الحرب يطلق تصريحه وهو في قمة الانهيار النفسي على مالات الوضع في حلم الجنوب والجبهة الثورية وتحسن علاقات السودان مع الخليج الذي كان تنظر اليه المعارضة كقوة ضغط بناء على تحولات المنطقة العربية ما بعد عزل مرسي ، وفي كل هذا يخرج المؤتمر الوطني تصريحاته والصحافة تنقل على لسان الرجل الثاني في الحزب لتعيد عرمان كشخصية اسطورية ، ونتساءل ما هي قدرة عرمان في تحريض السعودية على السودان والغاء عقود بناء السدود ؟ حتى يرد مساعد الرئيس ونائبه في الحزب على مثل حديث عرمان ؟ ومثل هذه الطرق الاعلامي يصب في صالح تضخيمه ، وعلى المؤتمر الوطني وقيادته ان لا تسرف وتسوق لاحاديث عرمان واعادته من جديد لان الحديث ( دعاية ) اعلامية واعادة لانتاجه كلما افل ، وذبلت زهرة نضاله الكذوب .
وليد العوض


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قرقاش يستقبل وزيرة الخارجية السودانية

مشاركة متميزة للوفد الرياضي بكأس الأمم الإفريقية

حزب الوطن:القوات المسلحة والدعم السريع الضامنان للفترةالانتقالية