الخرطوم تمد يدها لمكافحة الارهاب والتطرف
ليست هذه المرة الاولي التي تسلم فيها الخرطوم ارهابيا
مطلوبا لدي العدالة ، بل تعددت المرات التي تعاونت فيها الحكومة السودانية مع دول
كثيرة في مكافحة الارهاب وتطلعت الي ان يمد المجتمع الدولي يده للمساعدة ، خاصة
وان حدود السودان يصعب التحكم فيها مما يجعله معبرا لكثير من الارهابيين
والمتطرفين ولكن العقوبات المفروضة على السودان اثرت بشكل مباشر في قبضة الدولة
على منافذها الكبيرة وتامل الخرطوم ان يستجيب العالم لنداءاتها المتكررة باهمية
رفع الحظر المفروض عليها لكي تتحصل على دعم يمكنها من السيطرة على المنافذ ، خاصة
وان موقع السودان يتطلب تعاونا كبيرا للحد من الهجرات غير الشرعية التي ربما تؤثر
بشكل مباشر في المنطقة وعلي السودان بشكل خاص ، وبرغم ذلك نجد ان السودان ظل يبذل
مزيدا من الجهد مع الجهات العدلية العالمية ما يبين حرصه على مكافحة الارهاب
والتطرف .
وبالامس الاول كشفت السلطات الايطالية عن اعتقال تونسي
في السودان وهو معز فزاني المعروف باسم
ابو نسيم بناء على مذكرة توقيف دولية صادرة عن القضاء الايطالي تدينه بالارهاب .
وقال ادارة مكافحة الارهاب الايطالية كما ضجت بها وسائل
الاعلام : ان تونسيا مدانا بتهم دولية صادرة عن القضاء الايطالي ، واوضح السيناتور
الايطالي جياكو موستوتشي حسب فرانس برنس ان عناصر المخابرات لعبوا دورا رئيسيا في
العثور على هذا التونسي المعروف باسم ابو نسيم واسمه الحقيقي معز فيزاني الذي كان
يقود مؤخرا عناصر داعش بالقرب من ميناء صبراته شمال غرب ليبيا كما ذكرت السلطات
الايطالية ورحب ستوتشي الذي يراس لجنة برلمانية تشرف على المخابرات الايطالية
باعتقال ابو نسيم بالخرطوم لانه كما قال ، يمثل تهديدا محددا لامن جميع المواطنين
الغربيين .
من هو ابو نسيم ؟
وتمكنت ايطاليا ، كما جاء في الاخبار ، من اقناع السلطات
السودانية باعتقاله لخطورته الكبرى ، والتهديد الذي يشكله على السودان وايطاليا
معا اذا نجح في مغادرة البلاد ، مطالبة بتسليمه للسلطات الايطالية ، بعد ان صدر
ضده حكم .
وفزاني صادر بحقه حكمم من محكمة ميلانو عام 2014 بالسجن
5 سنوات و8 اشهر ، بتهمة تشكيل عصابة اجرامية ذات اهداف ارهابية ، بعدما ثبت قيامه
بانشطه تجنيد لصالح تنظيم داعش في ايطاليا .
واوردت مكافحة الايطالية ان فزاني ولد في تونس عام 1969
، وتوجه الي افغانستان مطلع التسعينيات والتحق بتنظيم القاعدة ، ثم وصل الي
ايطاليا عام 1997 حيث عمل بشكل نشط ضمن خلية الجماعة السلفية للدعوة والقتال
ومقرها ميلانو على تجنيد مقاتيلين لارسالهم الي افغانستان ، وقالت ايطاليا انه في
العام 2009 تم القاء القبض عليه وحوكم بتهمة تشكبل عصابة اجرامية ، وطرد عام 2012
الي تونس قبل انتهاء المحاكمة التي ادانته بحكم قطعي عام 2014 واشارت الي ان فزاني
يرجح انه قام بالتوجه الي ليبيا في 2012 ، ثم سوريا عام 2013 ، حيث قام بتدريب
مقاتلين تابعين لتنظيم داعش .
لكنه عاد الي ليبيا مجددا عام 2014 ، ثم لم يلبث ان غادرها
الي السودان بعد ذلك باشهر قليلة ، حيث تم التعرف على هويته بفضل تعاون السلطات
السودانية ويرى السفير الرشيد ابو شامة في حديثه لـ الصيحة انه طالما قبض على ابو
سليم في الخرطوم بناء على مذكرة دولية فان الخرطوم ستسلمه لروما لا محالة ولا يوجد
في ذلك عيب او غضاضة ونقلت وسائل اعلام تونسية ، ان المخابرات الايطالية نجحت في
مراقبة القيادي الارهابي ابو نسيم ، الذي فر من الاراضي الليبية عقب فشل الهجوم
الارهابي الذي استهدف مدينة بن قردان في شهر مارس الماضي .
صمت السلطات
وفيما يستنطر بعض المراقبين على السلطات صمتهم امام هذا
الاعتقال لشخص ارهابي في قلب الخرطوم وموجهة اليه تهم الانتماء والتجنيد لداعش ،
وبالرغم من هذا لم تقم السلطات بعقد مؤتمر صحفي لتعن هذا الاعتقال ، الامر الذي
سيعزز مصداقيتها امام المجتمع الدولي في قضية مكافحة الخرطوم للارهاب ، ولكن ابو
شامه له راس مخالف اذ يقول ان الحكومة ربما رات انه الاولي ان تسلمه الي ايطاليا
من غير ضوضاء ، لان الموضوع لا يعنيها كثيرا ، ولا تريد ان تسلط عليه اعين الاعلام
الا ان عادل الباز الكاتب الصحفي ومؤلف كناب كارلوس في الخرطوم قال لـ الصيحة من
مقر اقامته بالدوحة ، ان القبض علي ابو نسيم جاء في اطار التعاون الاستخباراتي
مشيرا الي المؤتمر الاخير الذي عقدته الاجهزة الامنية لافريقيا بالخرطوم بتمويل
اوروبي ، حيث تم الاتفاق فيه علي تبادل المعلومات بين البلدان واوربا وليس هذا فقط
ويضيف الباز بل كان هناك اتفاق مالطا الذي اجتمعت فيه الاجهزة الامنية بالشرق
الاوسط واتفقوا على التنسيق بين اوروبا وافريقيا لان الاخيرة تعتبر دول ممر
للدواعش والارهابيين ، وبشير الباز الي ان هناك تمويلا حدث من قبل الدول الاوروبية
للاجهزة الامنية في شقين الاول للتدريب والاخر للحد من الهجرة عبر حدودها الامر
الذي اثار حفيظة الحركات المسلحة في دارفور .
خلايا داعش
ولا يستبعد عادل الباز وجود خلايا لداعش في السودان وقال
ان الجغرافيا الاقليمية بدات تضيق عليهم من سوريا ومصر وحتي في الموصل عاصمتهم بعد
احتدام المعارك لتحريرها ، ولكن كيف يدخل هؤلاء السودان ، هل يدخلون عن طريق
الحدود مع ليبيا ؟ في هذا يقول البروف عبدالله الصادق رئيس لجنة ترسيم الحدود لـ
الصيحة ان الحدود مع ليبيا والسودان ليست طويلة وتبلغ 380 كيلو متر فقط ، ومراقبة
بشكل جيد ، ولكن الدواعش ياتون عن طريق الحدود التشادية السودانية التي تبلغ 1300
كيلو مترا ورغم وجود القوات التشادية المشتركة الا انه من الصعب مراقبة كل ذلك
الشريط الحدودي .
سوابق الخرطوم
وسبق ان سلمت السلطات السودانية في نوفمبر من العام
الماضي ، امينو صديق او غوشي ، المشتبه بضلوعه في التفجير الذي استهدف محطة حافلات
نيانيا في ابوجا ، ونسب الى جماعة بوكو حرام الاسلامية المتطرفة .
وقتل خلال الحادث 70 شخصا وجرح 124 اخرون ، كما سلمت في
العام 1994 الييتش راميريز سانشيز المشهور بكارلوس التعلب لفرنسا والتي حوكم فيها
بالمؤبد لارماب جرائم ارهابية .
عطاف عبدالوهاب
تعليقات
إرسال تعليق