لقاء "البشير" و"سلفاكير" في مالابو هل أزال العقبات في علاقة "جوبا" و"الخرطوم" ؟
ما زال وعد "جوبا" بطرد الحركات
المسلحة من أراضيها معلقاً
بصورة مفاجئة التقى الرئيس المشير "عمر حسن أحمد البشير" ورئيس دولة جنوب السودان "سلفاكير ميارديت" ليل (الأربعاء) الماضي بالعاصمة الغينية "مالابو" على هامش مشاركتهما بالقمة العربية الأفريقية، اللقاء جاء في وقت كانت العلاقة بين البلدين تسودها ضبابية وتوجهات غير واضحة المعالم من قبل الخرطوم وجوبا. وبحسب ما رشح من اللقاء من أنباء، فإن الرئيسين "البشير" و"سلفاكير" اتفقا على استمرار الاتصال المباشر بينهما لإزالة كافة العقبات التي تواجه تنفيذ عمل اللجان أو أي خرق للاتفاقات الموقعة بين البلدين.
وكان الرئيس "البشير" قد أدلى بتصريحات صحفية حول اللقاء الذي جمعه بالرئيس الجنوبي السوداني وقال: إن اللقاء اتسم بالصراحة حول العلاقة بين البلدين والشعبين، مؤكداً على أهمية الاستقرار في البلدين باعتبار أنه استقرار لشعبيهما، مؤكداً على الالتزام التام بإنفاذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، وأن تقوم اللجان المشتركة بين البلدين بعملها والاتفاق على التواصل المباشر لإزالة كافة العقبات التي تواجه عملية تنفيذ عمل اللجان، أو أي خرق لهذه الاتفاقيات.
الخرطوم أفضل من جوبا
رئيس لجنة الأمن والدفاع بالمجلس الوطني الفريق شرطة "أحمد إمام التهامي" طالب خلال حديثه لــ(المجهر) حكومة جوبا بالوضوح والكف عن دعم الحركات المسلحة وإيوائها، مشيراً في ذات الوقت إلى أن الخرطوم ظلت ملتزمة، بما يليها في هذا الجانب، فليس هنالك أي جماعات وحركات جنوبية معارضة تمارس أي أنشطة داخل السودان. وزاد: إن السودان لا يصدر ثورات ولا يدعم أنشطة ولا يرسل أسلحة، بالعكس أن هذه المشاكل هي التي تأتي إلينا.
وأشار "التهامي" إلى أنه إلى حين تنفيذ الجنوب ووعده بطرد المتمردين والتوقف عن إيوائهم وترسيم الحدود، ستكون العلاقة غير واضحة وتسودها الضبابية.
من جهته يرى الخبير السياسي د."صلاح الدومة" خلال حديثه لــ(المجهر) أن الخرطوم وجوبا تفتقدان أدنى مقومات الذكاء السياسي، لذا تجد أن العلاقة بينهما من الأشياء التي يصعب التنبؤ بها، وقد تكون محدودة في إطار الوعود بين البلدين.
أما الخبير الأمني "صلاح كرار"، فيرى أن العلاقة ما بين جوبا والخرطوم يصعب البت في أمرها، مشيراً إلى أن هنالك قوى إقليمية ودولية تتحكم بمصير الجنوب، لذا تجد حكومة جوبا تراوغ كثيراً وتطلق وعوداً، بالإضافة إلى أن الخرطوم غير قادرة على اتخاذ قرارات حاسمة تجاه جوبا، لمحددات تشوب العلاقة بين الطرفين.
في حين يرى عدد من الخبراء السياسيين أن الخرطوم الآن في وضع أفضل من نظيرتها جوبا، على سلم الميزان الدولي والإقليمي بحكم قضائها على التمرد نهائياً داخل أراضيها، الأمر الذي يجعلها قادرة على اتخاذ قرارها، عكس جوبا الغارقة في مشاكل وحرب أهلية بين الرئيس "سلفا كير" والمعارض "رياك مشار"، أودت بحياة الملايين من مواطني الجنوب، الأمر الذي يجعل جوبا مجبرة على تحسين علاقاتها مع الخرطوم، خشية أن يدعم السودان الحركات المسلحة المعارضة الجنوبية، لذا يجزم المراقبون أن لقاء "البشير" و"سلفاكير" الأخير ستظهر نتائجه على الأمد القريب، والتي سيكون أبرزها طرد جوبا للحركات المسلحة السودانية من أراضيها بصورة نهائية، بجانب العمل على تحسين العلاقات ليكون هنالك تبادل تجاري بين الدولتين.
تهديد "البشير"
وكان الرئيس "البشير" قد وجه تهديدات شديدة اللهجة لحكومة الجنوب قبل شهر، حينما تحدث خلال شورى المؤتمر الوطني، وقال إن بلاده صبرت طويلاً على عدم التزام جارتها دولة الجنوب باتفاقات التعاون الثنائية المبرمة بينهما في العاصمة الإثيوبية يوم 27 سبتمبر/أيلول 2012م، مهدداً أن الخرطوم ستقلب الصفحة -حد تعبيره- في حال عدم تنفيذ جوبا التزاماتها.
وتتعرض جوبا إلى ضغوط خارجية كثيفة لطرد الحركات المسلحة المتمردة السودانية من أراضيها. وكان أبرزها حينما دعت الولايات المتحدة دولة جنوب السودان في وقت سابق من الشهر الجاري، بوقف دعم الحركات المسلحة السودانية، مشيرة إلى أن تقارير موثوقة تؤكد إيواء جوبا لهذه الحركات. وقد قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية "مارك تونر" في تصريحات صحفية: إن على حكومة جنوب السودان أن تمتثل لالتزاماتها بوقف إيواء وتقديم الدعم لجماعات المعارضة المسلحة في السودان، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي (2046).
وظلت جنوب السودان تطلق وعوداً كثيرة بطرد المتمردين السودانيين من أراضيها. ولعل أبرزها كان في شهر أكتوبر الماضي، عندما أعلن وزير الدفاع بحكومة جوبا "كول مانينغ" أن جوبا أمرت بالفعل الحركات المسلحة السودانية بمغادرة أراضيها أو تسليم أسلحتها والدخول لمعسكرات اللاجئين. وجاءت تصريحات وزير الدفاع الجنوبي بعد تصريحات الخرطوم قبلها بشهر، وتحديداً أكتوبر حينما هددت بإغلاق الحدود المشتركة بين الدولتين في حال فشل جوبا في إبعاد وطرد المتمردين من أراضيها، وذلك عقب حصولها على وعود من النائب الأول لرئيس جنوب السودان "تعبان دينق" لدى زيارته للخرطوم في أواخر أغسطس. وأكدت جوبا ضمن تلك الوعود على إبعاد الحركات المسلحة السودانية عن أراضيها في غضون (21) يوماً، غير أن ذلك لم يحدث فعلياً حتى الآن.
بصورة مفاجئة التقى الرئيس المشير "عمر حسن أحمد البشير" ورئيس دولة جنوب السودان "سلفاكير ميارديت" ليل (الأربعاء) الماضي بالعاصمة الغينية "مالابو" على هامش مشاركتهما بالقمة العربية الأفريقية، اللقاء جاء في وقت كانت العلاقة بين البلدين تسودها ضبابية وتوجهات غير واضحة المعالم من قبل الخرطوم وجوبا. وبحسب ما رشح من اللقاء من أنباء، فإن الرئيسين "البشير" و"سلفاكير" اتفقا على استمرار الاتصال المباشر بينهما لإزالة كافة العقبات التي تواجه تنفيذ عمل اللجان أو أي خرق للاتفاقات الموقعة بين البلدين.
وكان الرئيس "البشير" قد أدلى بتصريحات صحفية حول اللقاء الذي جمعه بالرئيس الجنوبي السوداني وقال: إن اللقاء اتسم بالصراحة حول العلاقة بين البلدين والشعبين، مؤكداً على أهمية الاستقرار في البلدين باعتبار أنه استقرار لشعبيهما، مؤكداً على الالتزام التام بإنفاذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، وأن تقوم اللجان المشتركة بين البلدين بعملها والاتفاق على التواصل المباشر لإزالة كافة العقبات التي تواجه عملية تنفيذ عمل اللجان، أو أي خرق لهذه الاتفاقيات.
الخرطوم أفضل من جوبا
رئيس لجنة الأمن والدفاع بالمجلس الوطني الفريق شرطة "أحمد إمام التهامي" طالب خلال حديثه لــ(المجهر) حكومة جوبا بالوضوح والكف عن دعم الحركات المسلحة وإيوائها، مشيراً في ذات الوقت إلى أن الخرطوم ظلت ملتزمة، بما يليها في هذا الجانب، فليس هنالك أي جماعات وحركات جنوبية معارضة تمارس أي أنشطة داخل السودان. وزاد: إن السودان لا يصدر ثورات ولا يدعم أنشطة ولا يرسل أسلحة، بالعكس أن هذه المشاكل هي التي تأتي إلينا.
وأشار "التهامي" إلى أنه إلى حين تنفيذ الجنوب ووعده بطرد المتمردين والتوقف عن إيوائهم وترسيم الحدود، ستكون العلاقة غير واضحة وتسودها الضبابية.
من جهته يرى الخبير السياسي د."صلاح الدومة" خلال حديثه لــ(المجهر) أن الخرطوم وجوبا تفتقدان أدنى مقومات الذكاء السياسي، لذا تجد أن العلاقة بينهما من الأشياء التي يصعب التنبؤ بها، وقد تكون محدودة في إطار الوعود بين البلدين.
أما الخبير الأمني "صلاح كرار"، فيرى أن العلاقة ما بين جوبا والخرطوم يصعب البت في أمرها، مشيراً إلى أن هنالك قوى إقليمية ودولية تتحكم بمصير الجنوب، لذا تجد حكومة جوبا تراوغ كثيراً وتطلق وعوداً، بالإضافة إلى أن الخرطوم غير قادرة على اتخاذ قرارات حاسمة تجاه جوبا، لمحددات تشوب العلاقة بين الطرفين.
في حين يرى عدد من الخبراء السياسيين أن الخرطوم الآن في وضع أفضل من نظيرتها جوبا، على سلم الميزان الدولي والإقليمي بحكم قضائها على التمرد نهائياً داخل أراضيها، الأمر الذي يجعلها قادرة على اتخاذ قرارها، عكس جوبا الغارقة في مشاكل وحرب أهلية بين الرئيس "سلفا كير" والمعارض "رياك مشار"، أودت بحياة الملايين من مواطني الجنوب، الأمر الذي يجعل جوبا مجبرة على تحسين علاقاتها مع الخرطوم، خشية أن يدعم السودان الحركات المسلحة المعارضة الجنوبية، لذا يجزم المراقبون أن لقاء "البشير" و"سلفاكير" الأخير ستظهر نتائجه على الأمد القريب، والتي سيكون أبرزها طرد جوبا للحركات المسلحة السودانية من أراضيها بصورة نهائية، بجانب العمل على تحسين العلاقات ليكون هنالك تبادل تجاري بين الدولتين.
تهديد "البشير"
وكان الرئيس "البشير" قد وجه تهديدات شديدة اللهجة لحكومة الجنوب قبل شهر، حينما تحدث خلال شورى المؤتمر الوطني، وقال إن بلاده صبرت طويلاً على عدم التزام جارتها دولة الجنوب باتفاقات التعاون الثنائية المبرمة بينهما في العاصمة الإثيوبية يوم 27 سبتمبر/أيلول 2012م، مهدداً أن الخرطوم ستقلب الصفحة -حد تعبيره- في حال عدم تنفيذ جوبا التزاماتها.
وتتعرض جوبا إلى ضغوط خارجية كثيفة لطرد الحركات المسلحة المتمردة السودانية من أراضيها. وكان أبرزها حينما دعت الولايات المتحدة دولة جنوب السودان في وقت سابق من الشهر الجاري، بوقف دعم الحركات المسلحة السودانية، مشيرة إلى أن تقارير موثوقة تؤكد إيواء جوبا لهذه الحركات. وقد قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية "مارك تونر" في تصريحات صحفية: إن على حكومة جنوب السودان أن تمتثل لالتزاماتها بوقف إيواء وتقديم الدعم لجماعات المعارضة المسلحة في السودان، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي (2046).
وظلت جنوب السودان تطلق وعوداً كثيرة بطرد المتمردين السودانيين من أراضيها. ولعل أبرزها كان في شهر أكتوبر الماضي، عندما أعلن وزير الدفاع بحكومة جوبا "كول مانينغ" أن جوبا أمرت بالفعل الحركات المسلحة السودانية بمغادرة أراضيها أو تسليم أسلحتها والدخول لمعسكرات اللاجئين. وجاءت تصريحات وزير الدفاع الجنوبي بعد تصريحات الخرطوم قبلها بشهر، وتحديداً أكتوبر حينما هددت بإغلاق الحدود المشتركة بين الدولتين في حال فشل جوبا في إبعاد وطرد المتمردين من أراضيها، وذلك عقب حصولها على وعود من النائب الأول لرئيس جنوب السودان "تعبان دينق" لدى زيارته للخرطوم في أواخر أغسطس. وأكدت جوبا ضمن تلك الوعود على إبعاد الحركات المسلحة السودانية عن أراضيها في غضون (21) يوماً، غير أن ذلك لم يحدث فعلياً حتى الآن.
الخرطوم ــ محمد جمال قندول
تعليقات
إرسال تعليق