حركات دارفور في الجنوب ..... الخيارات الصعبة



يبدو أن حكومة دولة جنوب السودان  بقيادة سلفاكير ميارديت  جادة في طرد حركات دارفور غير الموقعة على السلام من أراضيها ، فقد برز ذلك بوضوح عندما طالبت الحكومة  هنالك حركة العدل والمساواة السودانية والأسرى الذين كانوا بطرفها بمغادرة مدينة أويل ، بدأت تبحث عن مخرج للفصائل بشكل سلمى ، هذا المخرج بالرغم من ان البعض يتكهن بأن يكون تشاد التي قالت صحيفة التيار امس انها استقبلت قياديات جنوبيات جاء إلى أنجمينا لبحث إمكانية الحركات ، إلا أنه غير وارد في هذه الظروف  نتيجة لمتانة العلاقات بين أنجمينا والخرطوم وتوقيع اتفاقيات ثنائية تقضي بعدم استضافة معارضين ، فضلا عن تكوين قوات مشتركة بين البلدين  لمكافحة أي تمرد أو متفلتين في الحود .
المأزق
الحركات التي تتواجد في جنوب السودان باتت في مازق ، خارصة بعد ان  برز تمرد جديد في مناطق بحر العزال على حكومة الجنوب قوامه قوات قبائل الفراتيت ،  إلى جانب انتشار قوات المعارضة الجنوبية التي يقودها د. رياك مشار في المناطق المحاذية للحدود  مع السودان ،  ومع تعهد حكومة سلفاكير بطرد المتمردين على الحركات خيارات ثلاثية  أولها التوجه شمالاً ومواجهة القوات التي تنتظرها في التماس ، ثانيها الدخول دون عتاد وبشكل مدني إلى الداخل وهو مايعني تخليها عن سلاحها وآلياتها وفقدانها لعنصر العسكري في الصراع ، لتصبح بعد ذلك حركات سياسية مدنية ، أما الخيار الثالث فهو تفويض حكومة جوبا بالتوسط بينها وبين الحكومة في الشمال وتوقيع اتفاق سلام يحفظ لها بعض الأمتيازات  استعداد للمواجهة .
نائب الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية المعارضة في جنوب السودان العقيد نيارجي رومان قال في تصريح لـ( آخر لحظة ) عبر الإنترتنت موقفنا واضح تجاه أي تدخل عسكري من قبل الحركات المسلحة التابعة لدول الجوار ، ونرفض ذلك جملة وتفصيلا ، وهي موجودة في الأراضي الجنوبية في كل من الاستوائية في المناطق المجاورة لمدينة جوبا ، وتستخدمها الحكومة بغرض تأمين المدينة ، وفي منطقة تمساحة وراجا بغرب بحر الغزال ، وفي منطقتي ملكال وبانتيو بأعالي النيل ، وإذا رفضت تلك القوات الأنسحاب من الأراضي الجنوبية سنتعامل معها كما نتعامل مع أي قوة مرتزقة ، والخيار الوحيد أمام الحركات السودانية الخروج من جنوب السودان والجلوس في طاولة المفاوضات مع الحكومة للتوصل إلى  حل سياسي دون مكابرة ، لأن يحتمل استمرار الاقتتال ، ولن يستمر الدعم الجنوبي  لوقت طويل ، فبمجرد أن نوقف تدقف النفط ستكون الحكومة بجوبا عاجزة تماماً 
إثبات الوجود
أثبات وجود حركات دارفور في جنوب السودان جاء بشكل واضح من قبل قيادات حركتى العدل والمساواة وتحرير السودان   الذين وقعوا على السلام مع الحكومة السودانية ، حيث كانت كل مجموعة موقعة تأتي بأدلة وبشهادتها في ذلك ، وأكد الأمر رهائن حركة العدل والمساواة جناح السلام الذين كانوا معتقلين في سجون جبريل إبراهيم بالجنوب ، إذا أنهم قالوا بذات الروايات التي قالها القادة  الموقععون وتطابقت الأقوال في المؤتمرات الصحفية والحوارات الإعلامية رغماً عن أنهم دخلوا إلى الأراضي السودانية ، على فترات متباعدة أما التأكيد القوى وغير المباشر هو المطالبة الأمريكية  الأخيرة لحكومة جوبا بعدم دعم الحركات المتمردة السودانية ، وهو ربما ماجعل حكومة سلفاكير تتعامل مع الأمر بجدية
استبعاد خطوة الطرد
الأستاذ بحر الدين إسماعيل القيادي المشاركة في الحوار الوطني ، والذي انشق مؤخراً عن جبريل قال في حديثه للصحيفة : في اعتقادي أن هناك ضبابية في هذه النية ، وقد سمعنا في الأعلام أكثر من مرة نيه طردهم إلا أن معطيات الواقع تكذب  ذلك ، ووجود الحركات المسلحة داخل دولة الجنوب مربوطة بتوتر العلاقة مع دولة السودان ، لأن حكومة الجنوب تمسك بهذه الحركات ككرت ضغط أمني ضد السودان ، لأن هنالك اتهامات أيضاً من قبل دولة جنوب للسودان بإيواء متمردين على دولة الجنوب ، ولا أعتقد من السهولة ن تنوي دولة الجنوب طرد الحركات المسلحة دون أن توفر لديها الثقة في الحكومة السودانية ، وإذا تم طردهم نعتقد أن ذلك تطوراً كبيراً في مواقف حكومة الجنوب ، ربما يجبر الحركات بتغيير موقفها ، ونتوقع حينها بطرق سبيل السلام كخيار لهم ، أو من الممكن لحركات دارفور إعادة تحسين العلاقه مع الحركة الشعبية قطاع الشمال ودخول جبال النوبة ، وحينها قد يصمدون لوقت من الزمن وهذا الخيار ضعيف .
حرج جوبا
الأستاذ نهار عثمان ، الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة الموقعة على وثيقة الدوحة قال في تصريح لـ(آخر لحظة ) إن الأجواء والمتغيرات في دول الجوار تجبر حكومة الجنوب  على أن تتخذ خطوات جادة في طرد الحركات ، سيما وأن المجتمع الدولي قد انتبه لوجودها ، وهذا يسبب حرجا لجوبا وآخر تعليقات الدول على ذلك ما أصدرته الخارجية الأمريكية ، الأمر الثاني أن مجموعة جبريل إبراهيم  كانت تستخدم كمرتزقة ، ولكن بعد الضربات التي تلقتها حرة العدل والمساواة خاصة في قوز دنقو لم تعد لديها المقدرة على القتال ، وأصبحت سلبيات وجودها بطرق حكومة سلفا أكثر من ايجابياتها، وأضاف العلاقات بين البلدين أصبحت مطلباً وهي تقتضي هذه الخطوة ، منبها إلى أن جماعة جبريل باتت تشهد هروباً كل يوم باتجاه  الدخل ، وعددها الآن لايزيد عن 200 فرد ، ومن تبقى ربما يدخل .
معسكرات اللاجئين والنازحين ، أما القادة العسكرين فهم في بعض دول الجوار الأخرى .
لؤى عبد الرحمن 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قرقاش يستقبل وزيرة الخارجية السودانية

مشاركة متميزة للوفد الرياضي بكأس الأمم الإفريقية

حزب الوطن:القوات المسلحة والدعم السريع الضامنان للفترةالانتقالية