الحكومة والشعبية.. متاريس التفاوض حول المنطقتين
أعلن عضو الوفد الحكومي المفاوض عبد الرحمن أبو
مدين عن جولة جديدة من التفاوض حول المنطقتين تستأنف خلال أيام بأديس أبابا، مع عدم تحديده الى الأطراف المفاوضة من الحركة الشعبية، في الوقت الذي يعتزم فيه رئيس الآلية الافريقية
رفيعة المستوى ثامبو أمبيكي اجراء مشاورات مع رئيس الحركة الشعبية شمال مالك عقار،
والأمين العام للحركة ياسر عرمان دون تسمية عبد العزيز الحلو لأجل تحديد موعد رسمي لجولة التفاوض الجديدة بين الأطراف ما يجعل أمبيكي
يدخل في دوامة جديدة أثر إبعاده للحلو من ملف التفاوض.
باب التكهنات ينفتح على مصراعيه في حالة توصل
الحكومة مع الطرف الرسمي للشعبية المتمثل في الأمين العام للشعبية ياسر عرمان، وإهمالها الطرف الشعبي المتمثل في أصحاب المصلحة من أبناء النوبة، بعض المراقبين
يرون أن الخلافات داخل الحركة حقيقية بسبب ملف التفاوض والسلام.
ضغوط وأجندة:
القيادي بالمؤتمر الوطني ربيع عبدالعاطي يعتقد
أن مسالة تنفيذ البروتكول للنيل الأزرق وجنوب كردفان وتنفيذ الاتفاقية واجبات ونصوص
ملزمة للطرفين، ولابد أن تنفذ، ورجح ربيع أن الانشقاق بين فصائل الحركة الشعبية قد
يبطئ طي ملف التفاوض.
و بحسب القيادي بالمؤتمر الشعبي بارود صندل أن
الانشقاقات بين فصائل الحركة الشعبية قطاع الشمال ستؤثر سلباً على مجريات التفاوض.
سيما وأن الاستقالة التي دفع بها الحلو أدت لاتساع الفجوة، ويمضي بارود قائلاً: بعد
أن تجاوز الحلو رئيس الحركة مالك عقار وتقديمها لمجلس جبال النوبة، وأن الاستقالة احتوت
على كثير من المعلومات التي كانت غائبة عن الكثيرين فضلاً، عن توضيح مدى الخلافات الماثلة
بينه وعقار وعرمان.. ويرى مصدر من داخل أروقة الحركة الشعبية قطاع الشمال في حديثة
لـ (آخر لحظة) أن كل مايدور داخل الأروقة وردهات قطاع الشمال سببة ضغوط موجهة من بعض القادة داخل الحركة الشعبية، ما أسماهم
المصدر بأصحاب وزن ثقيل، مما أطال أمد إقامة المؤتمر العام للحركة الشعبية قطاع الشمال.
وذكر
المصدر أن القائدين مالك عقار وياسر عرمان قد ضلا الطريق، مما حدا بهما الخروج من مسار
القضية لأبناء جبال النوبة، واتهم المصدر ياسر
بالمزايدة بقضية جبال النوبة، واستغل الحركة
لخدمة أجندة خاصة به لاعلاقة لها بقضايا جبال النوبة، وزاد يصفه بعضنا بأنه يتاجر بالقضية لإطالة أمد الحرب
مما يكسبه بريق الشهرة على حساب مواطني الجبال وقضاياهم المصيرية بيد أنه رجع، وأكد
أن القطاع سيخوض المفاوضات بالرغم من عدم تحديد
وفد جديد للتفاوض، لافتاً الى أن الخلافات
بين قيادات الحركة الشعبية الهدف منها
استمرار الحرب تنفيذاً لأجندة دولة جارة للسودان.
ضبابية وغموض:
وحول مستقبل المفاوضات في ظل هذه التطورات والخلافات
داخل الحركة الشعبية يرى المحلل السياسي عمر عبدالهادي في حديثه لـ (آخر لحظة) إن مستقبل
المفاوضات قاتم تشوبه بعض الضبابية بسبب الخلافات الضاربة في أعماق ومفاصل قيادات الحركة
الشعبية.
وقال
إنها لا تستطيع أن تحرز تقدماً في ملف التفاوض ما لم تتم تسوية الخلافات بين الضباط
الثلاثة مالك وياسر والحلو، واتهم عمر الحركة بسعيها لهدم العلاقة الوليدة بين أمريكا
والسودان، وأنها تسعى جادة في وضع المتاريس لعرقلة رفع العقوبات عن السودان باعتبار
أنها المتضررة من تقوية العلاقات وانفتاح السودان
على دول الخليج.. متوقعاً حدوث إعمالاً عدائية واستفزازية من جانبها لإجبار القوات
المسلحة للرد العسكري، مما قد يفقد ثقة أمريكا ولجوئها لإيقاف رفع العقوبات عن السودان.
و بالعودة لأسباب الخلافات واستقالة الحلو، يرى
بعض المراقبين أنه حاول إعادة إنتاج نفسه بذكاء، وعلق اخفاقاته على عدد من قيادات النوبة
الذين غيبهم الموت وغيرهم لتعزيز قيادته والنفاذ من المحاسبة فضلاً عن أنه ينفذ خطة
طويلة للتخلص من مسؤلياته في الجبال وتعليقها لآخرين، والهجرة الى أمريكا للانضمام
لأسرته لظروفه الصحية، ويروا أن هناك صحوة كبيرة لقيادة جبال النوبة بالداخل والخارج
ويقودون تحركاً كبيراً رافضين لمواقف الثلاثي
(عقار –الحلو وعرمان)، ويسعون لتولي قيادة الحركة والتفاوض مع الحكومة وتمرير المساعدات
الإنسانية والاتفاق على الترتيبات الأمنية وإحلال السلام في المنطقتين.
جدلية أمبيكي:
ويرى مدير جهاز الأمن والمخابرات الاسبق د.قطبي
المهدي بأن أي اتفاق حول المنطقتين لا يشمل أهل المصلحة يُعد بمثابة مضيعة للوقت، واردف
أن الاتفاق مع عرمان دون الحلو لا يؤدي الى حلحة الأزمة ومقاتلي النوبة، يشهرون أسلحتهم
من خلف الجبال، وزاد مع الأسف الشديد أمبيكي يعلم بأن الاتفاق مع عرمان لن يحل الأزمة
وقال إن هذه الجدلية ستجعل أمبيكي يغط في دوامة لعام كامل دون إحرازه لاي تقدم في تقريب
وجهات النظر بين الفرقاء في مسار التفاوض، وتابع حتى لو عرمان جلس الى التفاوض وبصم
بتوقعياته على الاتفاقية لن يرضى ذلك الرافضين من أبناء النوبة، ونبه قطبي الحكومة من مغبة الدخول في مفوضات إحادية
مع عرمان دون الحلو، وقال أي خطوة في اتجاه التفاوض مع عرمان ستؤدي بالحكومة الى التورط
مع من لايملك القرار بما يعيد سيناريو أزمة الجنوب مرة أخرى.
أهل
المصلحة:
بينما لفت الخبير الاستراتيجي مدير مركز تحليل
وفض النزعات بجامعة أم درمان الإسلامية د.راشد التجاني بأن تقديم الآلية الافريقية
الى دعوات الى عقار وعرمان دون الحلو، تؤكد تعامل رئيس الآلية ثامبو امبيكي مع الوقائع
الرسمية والقانونية المتمثلة في الممثلين الرسميين للحركة.
وتابع
بأن الحراك السياسي الذي أحدثه عبد العزيز الحلو على مشهد المفاوضات يبدو أنه لم يؤثر
على قيادات الحركة الشعبية شمال، ولم يثن الوسيط امبيكي في النظر إليه كلاعب أساسي
ضمن المفاوضات.
وأشار
الى أن حراك الحلو أثر فقط على قواعد الشعبية المتمثلة في مجلس تحرير، مبيناً أن خطوات
امبيكي تشير الى أن الرجل لم يلقَ بالاً الى القرار الأخير لمجلس بإقالة عرمان، لاعتبار
أن المجلس يعد كياناً عرقياً أقل من وعاء الشعبية الجامع الذي يحتفظ عرمان بمنصب أمانته
العامة، وحول إمكانية نجاح جولة التفاوض دون مشاركة الحلو، أشار راشد الى أن غياب الحلو
عن المفاوضات يعني غياب أهل المصلحة، ما سيجعل المفاوضات غير مجدية.
زكية صقر البرزن
تعليقات
إرسال تعليق