الشعبية : لماذا أديس أبابا وليس كاودا؟
«1»
تصاعدت خلافات الحركة الشعبية في أديس أبابا وليس في كاودا ؟ والمعلومات المتوافرة أن وفداً من الحركة الشعبية هبط إلى أديس أبابا وأبلغ الوساطة الافريقية أن ياسر عرمان لم يعد يمثلهم ، أشار بيان صادر من مجلس تحرير جبال النوبة أنهم طلبوا من الوساطة الافريقية تجميد العملية التفاوضية مع الحكومة إلى أجل غير مسمًى ، مع أن هذا الطلب تحصيل حاصل ، فالمفاوضات أصلاً معلقة ، ومع ذلك فإن التجميد لم يستتبع بقرار آخر وهو وقف العدائيات تأكيداً بالالتزام أو طلباً للتمديد ، والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن ، وبما أن هناك خلافاً واسعاً ، لماذا هذا النشاط في العملية التفاوضية فقط؟
إن الواضح الآن وحسب البيانات أن مجلس النوبة تمسك بكل قراراته ومنها إبعاد ياسر عرمان من منصب الأمين العام ، ومن الضروري تبعاً لذلك أن يتم الإعلان عن عدم الاعتراف بأية وظائف وأدوار يقوم بها ياسر عرمان في كافة المجالات ، وهي العلاقات الخارجية وبناءً على ذلك إخطار المجتمع الدولي أن ياسر عرمان لا يمثلنا ؟ وكذلك المنظمات المختلفة ودولة الجنوب الراعية للحركات ومقر الحركة ؟ وإعلان ناطق جديد باسم الحركة وفتح مكاتب ومسميات جديدة ..
وبالقدر نفسه الحديث عن إعادة المفصولين من العسكريين وغيرهم وتكليف القيادة العسكرية الجديدة ، ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث واكتفينا بتلقف خبر عن «تجميد التفاوض والوساطة » وانتقلت المعركة إلى أديس أبابا.
«2»
في البيانات الأولى وآخرها مساء الخميس يوم 30 مارس ، أن الحركة الشعبية موحدة وأن وفد الحركة وخلال خمسة أيام التقى كل القيادات العسكرية وتم توزيع صور مختلفة ، وجاء التركيز على البعد العسكري وليس السياسي، وكانت الرسالة واضحة أن قيادة الحركة تسيطر على الفصيل العسكري وتدير مناشطها تبعاً لذلك ، أما التطلعات السياسية لبعض قياداتها فإن ذلك ملف آخر.
ولتنشيط الذاكرة فإن كاودا هذه مجرد منطقة عسكرية ، صحيح بها نسبة من السكان والحياة طبيعية وفق قوانين صارمة لا تخرج عن طبيعة المناطق العسكرية، ولا يمكن أن يتخفى الحلو ويتعلل بعدم مقابلة وفد الحركة الشعبية دون أن يكون له إسناد عسكري ، وعليه فإن لم تكن خلافات عبدالعزيز الحلو ذات طابع عسكري وذات بعد عسكري ، ويحمل قدرة التأثير على الفصيل العسكري وحملة السلاح ، فلا قيمة فعلية لهذا المجلس سوى إثارة الغبار ولفت الانتباه و«تشتيت الكورة » ، وصرف الأنظار عن المأزق الذي وجدت الحركة نفسها فيه؟، وتلك الحقيقة الماثلة الآن ، أن كل الخلافات انتهت إلى تأجيل أو تجميد أو تمييع قضية التفاوض.
«3»
لا أتصور أن حركة متمردة وحملة سلاح وحدث بينهم انشقاق بهذا الشكل وانتهى بهم الأمر إلى التجاور في الأمكنة والاختلاف في الرأي وأمامكم تاريخ الحركة الشعبية ، فقد مات قائدها المؤسس صموئيل قاي توت مثخناً بالجراح تحت ظلال شجرة وحيداً ، وتم سجن قادة كبار في كهف سنوات عديدة وخرج مقاتلاً فاولينو ماتيب ومشار ولام أكول وكاربينو كوانين ، وربما يمكن أن نقرأ المشهد الآن مما يجري في دولة جنوب السودان ، فكيف جاز الآن خلاف ينسف القيادة القائمة ويبدلها ويبدل في المواقف كلها ، وأن تجري مظاهر هذا الخلاف في أديس أبابا وليس في تبانيا أو كاودا ؟ وهل يمكن للسيد خميس جلاب العودة اليوم إلى كاودا؟ وهل يمكن للسيد دانيال كودي العودة إلى كاودا ؟.. وهل يمكن للسيد تلفون كوكو العودة من جوبا الي كاودا؟.
إن القضية الأساسية هي إحلال السلام وتحقيق الاستقرار ، وهذه غاية أصبحت تتباعد عن الواقع ، فقد استدارت الحركة الشعبية دورة كاملة لتبدأ من جديد ، من نقطة ورشة للتفاوض وأجندة وكل الإرث والمحاورات الماضية ، ستكون من إرشيف الماضي ، وتلك نقطة سر مواقف الحركة.
تصاعدت خلافات الحركة الشعبية في أديس أبابا وليس في كاودا ؟ والمعلومات المتوافرة أن وفداً من الحركة الشعبية هبط إلى أديس أبابا وأبلغ الوساطة الافريقية أن ياسر عرمان لم يعد يمثلهم ، أشار بيان صادر من مجلس تحرير جبال النوبة أنهم طلبوا من الوساطة الافريقية تجميد العملية التفاوضية مع الحكومة إلى أجل غير مسمًى ، مع أن هذا الطلب تحصيل حاصل ، فالمفاوضات أصلاً معلقة ، ومع ذلك فإن التجميد لم يستتبع بقرار آخر وهو وقف العدائيات تأكيداً بالالتزام أو طلباً للتمديد ، والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن ، وبما أن هناك خلافاً واسعاً ، لماذا هذا النشاط في العملية التفاوضية فقط؟
إن الواضح الآن وحسب البيانات أن مجلس النوبة تمسك بكل قراراته ومنها إبعاد ياسر عرمان من منصب الأمين العام ، ومن الضروري تبعاً لذلك أن يتم الإعلان عن عدم الاعتراف بأية وظائف وأدوار يقوم بها ياسر عرمان في كافة المجالات ، وهي العلاقات الخارجية وبناءً على ذلك إخطار المجتمع الدولي أن ياسر عرمان لا يمثلنا ؟ وكذلك المنظمات المختلفة ودولة الجنوب الراعية للحركات ومقر الحركة ؟ وإعلان ناطق جديد باسم الحركة وفتح مكاتب ومسميات جديدة ..
وبالقدر نفسه الحديث عن إعادة المفصولين من العسكريين وغيرهم وتكليف القيادة العسكرية الجديدة ، ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث واكتفينا بتلقف خبر عن «تجميد التفاوض والوساطة » وانتقلت المعركة إلى أديس أبابا.
«2»
في البيانات الأولى وآخرها مساء الخميس يوم 30 مارس ، أن الحركة الشعبية موحدة وأن وفد الحركة وخلال خمسة أيام التقى كل القيادات العسكرية وتم توزيع صور مختلفة ، وجاء التركيز على البعد العسكري وليس السياسي، وكانت الرسالة واضحة أن قيادة الحركة تسيطر على الفصيل العسكري وتدير مناشطها تبعاً لذلك ، أما التطلعات السياسية لبعض قياداتها فإن ذلك ملف آخر.
ولتنشيط الذاكرة فإن كاودا هذه مجرد منطقة عسكرية ، صحيح بها نسبة من السكان والحياة طبيعية وفق قوانين صارمة لا تخرج عن طبيعة المناطق العسكرية، ولا يمكن أن يتخفى الحلو ويتعلل بعدم مقابلة وفد الحركة الشعبية دون أن يكون له إسناد عسكري ، وعليه فإن لم تكن خلافات عبدالعزيز الحلو ذات طابع عسكري وذات بعد عسكري ، ويحمل قدرة التأثير على الفصيل العسكري وحملة السلاح ، فلا قيمة فعلية لهذا المجلس سوى إثارة الغبار ولفت الانتباه و«تشتيت الكورة » ، وصرف الأنظار عن المأزق الذي وجدت الحركة نفسها فيه؟، وتلك الحقيقة الماثلة الآن ، أن كل الخلافات انتهت إلى تأجيل أو تجميد أو تمييع قضية التفاوض.
«3»
لا أتصور أن حركة متمردة وحملة سلاح وحدث بينهم انشقاق بهذا الشكل وانتهى بهم الأمر إلى التجاور في الأمكنة والاختلاف في الرأي وأمامكم تاريخ الحركة الشعبية ، فقد مات قائدها المؤسس صموئيل قاي توت مثخناً بالجراح تحت ظلال شجرة وحيداً ، وتم سجن قادة كبار في كهف سنوات عديدة وخرج مقاتلاً فاولينو ماتيب ومشار ولام أكول وكاربينو كوانين ، وربما يمكن أن نقرأ المشهد الآن مما يجري في دولة جنوب السودان ، فكيف جاز الآن خلاف ينسف القيادة القائمة ويبدلها ويبدل في المواقف كلها ، وأن تجري مظاهر هذا الخلاف في أديس أبابا وليس في تبانيا أو كاودا ؟ وهل يمكن للسيد خميس جلاب العودة اليوم إلى كاودا؟ وهل يمكن للسيد دانيال كودي العودة إلى كاودا ؟.. وهل يمكن للسيد تلفون كوكو العودة من جوبا الي كاودا؟.
إن القضية الأساسية هي إحلال السلام وتحقيق الاستقرار ، وهذه غاية أصبحت تتباعد عن الواقع ، فقد استدارت الحركة الشعبية دورة كاملة لتبدأ من جديد ، من نقطة ورشة للتفاوض وأجندة وكل الإرث والمحاورات الماضية ، ستكون من إرشيف الماضي ، وتلك نقطة سر مواقف الحركة.
د.ابراهيم
الصديق علي
تعليقات
إرسال تعليق