جنوب كردفان .. حسم الحركات المسلحة بالمفاوضات والسلاح
تتجلى الهزائم التي منيت بها الحركات
المسلحة في جنوب كردفان في انها جاءت عقب رفضها التوقيع على خريطة الطريقة
الموقعة في اديس ابابا الشهر الماضي بين
الحكومة والالية الافريقية رفيعة المستوي التي يقودها رئيس جنوب افريقيا السابق
ثامبو امبيكي ، لكن ما يدور حقيقة بداخل الحركات المسلحة ان الخلافات الداخلية
الطاحنة بينهم جعلتهم يخبطون بين المفاوضات من جهة والعمليات العسكرية من جهة اخري
، خاصة ان مواجهاتهم مع القوات الحكومية تركت اثارا بالغة عليهم ، الامر الذي دفع
الامين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان لزيارة قواته وهو يامل في تحقيق مكاسب في
الميدات بعد ان اصبح محاصرا بين الالية الافريقية والقيادات السياسية لقطاع الشمال
من ابناء المنطقة ، وتظهر الصورة بشكل اوضح في زيارته لقواته وهو يحاول ايصال
رسالة للمجتمع الدولي مفادها بان يجد الدعم من ابناء جبال النوبة ، في رسالة واضحة
لكل من الحركات الدارفورية خاصة جبريل ابراهيم ومناوي وعبدالواحد ، التي رفضت
الوقوف معه في المعارك العسكرية ، ورفضت عدم توقيعه على خريطة الطريق ، لكنهم
ابدوا موقفا جماعيا رافضا حتى لا يظهر انشقاقهم الدائر بدهاليزهم التي يقوم فيها
الحزب الاتحادي بعملية راب الصدع فيها التي كشف عنها عضو هيئة القيادة في الحزب
الاتحادي الديمقراطي الاصل محمد سيداحمد سر الختم ، خلال لقائه امس رئيس حزب الامة
القومي الصادق المهدي بمقر اقامته بالعاصمة المصرية القاهرة .
وعلى الميدان فان المناطق التي حررتها
القوات المسلحة واحتفلت بها الفرقة (14) مشاه بحضور والي جنوب كردفان عيسى ادم
ابكر وقائد الفرقة اللواء الركن ياسر العطا ، كانت ابلغ رسالة الى الحركات المسلحة
، خاصة حديث الجيش الذي اكد حرص القوات المسلحة على تطهير محليات الولاية كافة من
الحركات المسلحة ، مشيرا الي تماسك القوات وانسجامها في اداء المهام القتالية لـ
تفكيك صواميل ، العدو ، حيث امتدح قائد الفرقة 14 مشاه اللواء الركن ياسر خلال
مخاطبته المسيرة الجماهيرية التي سيرها مواطني كادوقلي ، الي مقر الفرقة 14
احتفالا واسنادا للقوات المسلحة التي تمكنت من تحرير منطقة ام سردبة الاستراتيجية
، امتدح وقفه مواطني جنوب كردفان مع الجيش ، مضيفا الاشادة بجهود وبطولات القوات
المسلحة وقوات الدعم السريع والدفاع الشعبي في دحر التمرد وتطهير الولاية من دنسه
.
وقال انهم سينقلون تلك الوقفة الى الابطال
في الجبال والوديان والمواقع المتقدمة والارتكازات الامامية .
ومن جهته اكد والي جنوب كردفان عيسى ادم
ابكر ، قدرة القوات المسلحة على حسم التمرد وتطهير الولاية من دنسه .
واشار الي اهمية منطقة ام سردبة التي تمثل
القيادة المتقدمة للتمرد بجنوب كردفان ، باعثا برسالة الي الطابور الخامس بقوله (
تاني مافي طابور وما في تخذيل ) ،متعهدا باستمرار عمليات الحسم العسكري للتمرد
واحلال السلام في الولاية ، وكانت وزير الرعاية بجنوب كردفان العميد امن عوضية
باشا قد اكدت استمرار تدفق الزاد للقوات المسلحة وتجهيز كرتونة المجاهد وقفة وسندا
لمنسوبي الجيش والدفاع الشعبي .
وبالتالي فان ما افضت اليه المواجهات
المريرة مع القوات الحكومية من هزائم بالغة الاثر والمرارة ، وان مصير الحركات
المسلحة قد تحدد وخياراتها اصبحت مسالة وقت ، خاصة انه خلال الاشهر الثلاثة
الماضية منيت الحركات بهزائم في ولايات دارفور ، بالاضافة الي الهزيمة السياسية ، هو
انه اصبح لا مفر لها سوى التوقيع على خريطة الطريق ، خاصة بعد ان تدخلت الامم
المتحدة وطلبت منها التوقيع على الخريطة ، في نفس الوقت الذي تتكبد فيه هزائم
يومية في جبهات القتال ، فبعد قوز دنقو ، كانت مارديس اللبو ، كتن ، عقب وكركراية
البييرا ، ولم يتبق لها سوى المصير المؤلم بان مجموعة مسلحة بعينها تسعي لاخضاع
وطن بكامله لصالحها ، ثم بسوء تقدير ترفض التفاوض بهدف تحقيق المكاسب على الميدان
الذي فقدته ، فتحاول تارة ضرب المناطق الامنة او احداث بلبلة في بعض الاحيان ، لكن
المحصلة ان البرميل الفارغ دائما ما يكون صوت ضجيجه عاليا رغم خلوه من الماء ،
والحركات فقد جميع ادواتها ودعمها من المجتمع الدولي برفضها التوقيع على خريطة
الطريق ، وفقدت مناطق سيطرتها على الميدان ، وفقدت شعبيتها بعد ان طالب ابناء جنوب
كردفان باحلال السلام في الولاية .
تعليقات
إرسال تعليق