إستراتجية وقف الحرب في السودان.. إشارات على الطريق!
منذ أن عرفت البشرية في تاريخها الطويل الحرب
كوسيلة من وسائل فرض الإرادة أو إخضاع الطرف الآخر لمشيئة هذا الطرف، فإنها ظلت
وما تزال أمراً مقيتاً، مكروهاً لا تحبذه الانسانية، مهما بلغ بها الشطط وسوء
المزاج. الحرب في مجملها لعينة من كل الأطراف سواء المنتصر فيها أو المهزوم ويكفي
ان القرآن الكريم وصفها بأنها (كرهٌ) كما أن الشاعر العربي القديم -في العصر
الجاهلي- وصفها
بأوصاف مقذعة إذ يقول:
وما الحرب إلا ما علمتم وذقتهم ** و ما هو عنها بالحديث المرجمِ
متى تبعثوها تبعثوها ذميمة ** و تضر إذا ضرّيتموها فتضرمِ
إذن هي أمر مقيت ومنبوذ، تخلف القتلى والجرحى والمعاقين، وتهدم البنيان وتهلك الحرث والنسل وتصنع أمة من المشردين ومقطوعي الصلة بعائلاتهم ومرتكبي الجرائم وصانعي مجتمع الحقد والكراهية.
وليس سراً أن أول تفكير من البشرية في العصر الحديث لمحاولة كبح جماح الحروب إنشاء عصبة الأمم، النواة الأولى التى جاءت بعدها منظمة الامم المتحدة في اكتوبر 1945 وأنشئ بموجبها مجلس الأمن الدولي والذي جاء تعبيراً عن محاولة لإيجاد (كابح) للحروب والمنازعات العسكرية رغم ما به من شوائب واختلالات، فهو على اية حال تعبير عن الحاجة إلى جهاز يكبح جماح الحروب ويمنع غائلة النفس البشرية الجانحة نحو التدمير وزعزعة الأمن والاستقرار.
ومن المعروف أن السودان واحد من اكثر البلدان الافريقية -في التاريخ الحديث- التى عانت من الحروب الاهلية حتى إن البعض بات يصنف هذا البلد بأنه شهد الحرب الاهلية الأطول في افريقيا وهي حرب الجنوب التى سعى المجتمع الدولي بكامله لإيقافها في نيفاشا 2005 ، بعد جهد مضني وشاق، وكان الأمر المدهش والمؤسف أنه وحتى بعد إيقاف الحرب بين الجانبين بما عرف باتفاقية السلام الشاملة وتقرر فصل جنوب السودان فإن الحرب ما تزال مسعرة في الجنوب نفسه من جهة، وفي السودان عبر حملة سلاح موجهين من الجنوب (الحركات السودانية المسلحة)!
هذا بلا شك يعني أن المجتمع الدولي حين سعى لإيقاف الحرب الاهلية الاطول في افريقيا التى شهدها السودان منذ العام 1955 وحتى تاريخ ايقافها نهائياً العام 2005 (60 عاماً) لم يعمل -بجدية واضحة- على نزع الحرب في المنطقة من جذورها؛ إذ أن استمرار التوتر وعدم الاستقرار على أطراف السودان رغم تلك الاتفاقية الشاملة التى أفضت إلى تقرير مصير الجنوب وفصله فعلياً، يعني أن المجتمع الدولي أو بعض القوى الدولية -ولسبب أو لنقل مصلحة ما- تركت بعض مسببات الحرب وبذورها كما هي!
وعلى ذلك فإن من الغريب حقاً ان حملة السلاح السودانيون سواء تمثل ذلك في الحركة الشعبية قطاع الشمال، أو حركات دارفور المسلحة، مع أنها ميدانياً لم تعد لها أي قوة، وتلقت هزائم مريرة وخارت قواها وتشظت وانسلخ عنها من انسلخ إلا أنها ما تزال -بسند اقليمي ودولي- تجد دعماً على مائدة التفاوض. والأكثر غرابة أنها ما تزال تجد من يسايرها في رفضها لوقف الحرب وقبول التفاوض!
الأمر هنا يعني ببساطة ان هنالك من يريدون شن حرب مستمرة على السودان (بالوكالة) وان هؤلاء الوكلاء الذين يحملون الجنسية السودانية لا يحسنون قراءة الأوضاع فهم مشغولون بتعليمات من يوكلونهم بأكثر من انشغالهم بقضاياهم هم وقضايا أهلهم سواء في دارفور، أو جنوب كردفان أو النيل الأزرق.
إن أولوية إيقاف الحرب هي أولوية إستراتيجية تفوق أية أولوية أخرى، إذ كيف يمكن لها البلد ان ينشئ مشروعات تنموية وخدمية ويرتقي بنفسه والحرب دائرة؟ وكيف يطلب المجتمع الدولي -بخبث ماكر- ملفاً حقوقياً نظيفاً ناصعاً لهذا البلد وهو يدير هذه الحروب القذرة ولا يضغط على حملة السلاح ليضعوا حد لها؟ ترى، هل هي ما يسمى بالفوضى الخلاقة التى تحدثت عنها السيدة رايس، وزير الخارجية الأمريكية السابقة؛ أم هي محاولة يائسة من المجتمع الدولي لإنهاك السودان قدر الإمكان حتى لا يصبح دولة لها شأن تفسد مخططات بعض القوى الدولية ومصالحها الخاصة؟
وما الحرب إلا ما علمتم وذقتهم ** و ما هو عنها بالحديث المرجمِ
متى تبعثوها تبعثوها ذميمة ** و تضر إذا ضرّيتموها فتضرمِ
إذن هي أمر مقيت ومنبوذ، تخلف القتلى والجرحى والمعاقين، وتهدم البنيان وتهلك الحرث والنسل وتصنع أمة من المشردين ومقطوعي الصلة بعائلاتهم ومرتكبي الجرائم وصانعي مجتمع الحقد والكراهية.
وليس سراً أن أول تفكير من البشرية في العصر الحديث لمحاولة كبح جماح الحروب إنشاء عصبة الأمم، النواة الأولى التى جاءت بعدها منظمة الامم المتحدة في اكتوبر 1945 وأنشئ بموجبها مجلس الأمن الدولي والذي جاء تعبيراً عن محاولة لإيجاد (كابح) للحروب والمنازعات العسكرية رغم ما به من شوائب واختلالات، فهو على اية حال تعبير عن الحاجة إلى جهاز يكبح جماح الحروب ويمنع غائلة النفس البشرية الجانحة نحو التدمير وزعزعة الأمن والاستقرار.
ومن المعروف أن السودان واحد من اكثر البلدان الافريقية -في التاريخ الحديث- التى عانت من الحروب الاهلية حتى إن البعض بات يصنف هذا البلد بأنه شهد الحرب الاهلية الأطول في افريقيا وهي حرب الجنوب التى سعى المجتمع الدولي بكامله لإيقافها في نيفاشا 2005 ، بعد جهد مضني وشاق، وكان الأمر المدهش والمؤسف أنه وحتى بعد إيقاف الحرب بين الجانبين بما عرف باتفاقية السلام الشاملة وتقرر فصل جنوب السودان فإن الحرب ما تزال مسعرة في الجنوب نفسه من جهة، وفي السودان عبر حملة سلاح موجهين من الجنوب (الحركات السودانية المسلحة)!
هذا بلا شك يعني أن المجتمع الدولي حين سعى لإيقاف الحرب الاهلية الاطول في افريقيا التى شهدها السودان منذ العام 1955 وحتى تاريخ ايقافها نهائياً العام 2005 (60 عاماً) لم يعمل -بجدية واضحة- على نزع الحرب في المنطقة من جذورها؛ إذ أن استمرار التوتر وعدم الاستقرار على أطراف السودان رغم تلك الاتفاقية الشاملة التى أفضت إلى تقرير مصير الجنوب وفصله فعلياً، يعني أن المجتمع الدولي أو بعض القوى الدولية -ولسبب أو لنقل مصلحة ما- تركت بعض مسببات الحرب وبذورها كما هي!
وعلى ذلك فإن من الغريب حقاً ان حملة السلاح السودانيون سواء تمثل ذلك في الحركة الشعبية قطاع الشمال، أو حركات دارفور المسلحة، مع أنها ميدانياً لم تعد لها أي قوة، وتلقت هزائم مريرة وخارت قواها وتشظت وانسلخ عنها من انسلخ إلا أنها ما تزال -بسند اقليمي ودولي- تجد دعماً على مائدة التفاوض. والأكثر غرابة أنها ما تزال تجد من يسايرها في رفضها لوقف الحرب وقبول التفاوض!
الأمر هنا يعني ببساطة ان هنالك من يريدون شن حرب مستمرة على السودان (بالوكالة) وان هؤلاء الوكلاء الذين يحملون الجنسية السودانية لا يحسنون قراءة الأوضاع فهم مشغولون بتعليمات من يوكلونهم بأكثر من انشغالهم بقضاياهم هم وقضايا أهلهم سواء في دارفور، أو جنوب كردفان أو النيل الأزرق.
إن أولوية إيقاف الحرب هي أولوية إستراتيجية تفوق أية أولوية أخرى، إذ كيف يمكن لها البلد ان ينشئ مشروعات تنموية وخدمية ويرتقي بنفسه والحرب دائرة؟ وكيف يطلب المجتمع الدولي -بخبث ماكر- ملفاً حقوقياً نظيفاً ناصعاً لهذا البلد وهو يدير هذه الحروب القذرة ولا يضغط على حملة السلاح ليضعوا حد لها؟ ترى، هل هي ما يسمى بالفوضى الخلاقة التى تحدثت عنها السيدة رايس، وزير الخارجية الأمريكية السابقة؛ أم هي محاولة يائسة من المجتمع الدولي لإنهاك السودان قدر الإمكان حتى لا يصبح دولة لها شأن تفسد مخططات بعض القوى الدولية ومصالحها الخاصة؟
تعليقات
إرسال تعليق