عرمان ووضع السم في الدسم
خدعت
الحركة الشعبية بعض أبناء جبال النوبة لكي يضموا اليها وادعت أنها تقاتل من اجل
حقوق المستضعفين والمساكين ، وقالت إنها
تعمل رفع والظلم عنهم وعن كافة المناطق المتخلفة والطرفية والمهمشة ، وقد
وجدت هذه الشعارات هواً عند بعض أبناء جبال النوية وخاصة المتقدمين منهم الذين
سارعوا الى حمل البندقية والتحقوا بالحركة الشعبية ، وعندما قوي ساعد الحركة
الشعبية قامت بتكوين الجسم السياسي وجعلته مهيمناً على الجسم العسكري ، ودفعت
بأبناء جبال النوبة الذين انضموا اليها والذين ضمتهم قسراً الى الجسم العسكري في مناطق العمليات ليقاتلوا بضراوة .. بينما
احتفظت قيادات أبناء الجنوب سابقاً وأبناء الشمال بالجسم السياسي ليفاوضوا به
الحكوم الى أن فاز أبناء الجنوب بدولتهم المستقلة وتركوا أبناء جبال النوبة تحت
رحمة ياسر عرمان ، وكان واضحاً بأن الحركة الشعبية لازالت لديها أجندة تحت شعارات
مختلفة ولذلك سارعت بتغيير اسمها من الحركة الشعبية لتحرير السودان الى الحركة
الشعبية قطاع الشمال ، ويبدو أن جبال النوبة ليست بنداً واحداً من أجندة هذة
التنظيم الجديد ، بل خنقوا كل مطالب أبناء جبال النوبة العادلة في النضال التخلف
والظلم وانعدام التعليم وضمور الخدمات واستنزاف الموارد . وكذلك الانصاف في شغل
الوظائف القيادية في الدولة وهذه هي القضايا
الجوهرية التي التف حولها أبناء جبال النوبة منذ ميلاد اتحاد جبال النوبة
في عام 1965م .. وليت الحركة الشعبية قطاع الشمال استشارات أبناء جبال النوبة بعد
انفصال الجنوب عن رغبتهم في الحرب أم لا لكانت الاجابة (لا للحرب ... نعم للسلام )
. ولكن ياسر عرمان حول أرض جبال النوبة الى مسرح لعملياته الحربية ضد الخرطوم
وأدخل فيها كل المتمردين المسلحين من كل أنجاء الوطن ليكون الضحايا من أبناء جبال
النوبة دون رحمة من نجا منهم بروحه من
القنابل والقاذفات تتناثر اشلاؤه فأصبح إما مقعدا أو مبتور الأطراف ، ثلاثة
وثلاثون عاماً وقد تشرد أبناء جبال النوبة في أصقاع الأرض دون أن يعطف أو يحن
عليهم أحد ، وأصبحوا يبحثون عن الملاذ والمأوى في الوديان والغابات .
ثلاثة
وثلاثون عاماً وياسر عرمان مستمر في إجهاض
أية محاولة لإيقاف الحرب ولو لأسباب إنسانية .
نتساءل
ماذا يستفيد أبناء جبال النوبة من هذا الدمار والقتل والتشرد واستنزاف مواردهم
طوال هذا التاريخ المرير .
هل
سينال المقاتلون حظوة في السلطة المركزية
والولائية بقدر ماقدموه من تضحيات هل سيكون منهم الوزراء والقيادات في الدولة ، أم
أن ياسر عرمان سيحول كل مكتسبات هذه الحرب للصفوة من أبناء الشمال أو بمعنى آخر
للحركة الشعبية قطاع الشمال ... ويترك أبناء جبال النوبة للمجهول كما فعل ذلك من
قبل أبناء الجنوب .
هنالك
كثير من التساؤلات محتاجة لاجابات واضحة من أبناء النوبة بالحركة الشعبية قطاع
الشمال وأولها لماذا يتمسكون بهذا الرجل وهو معروف تأريخياً بخيانة الوطن وتسبب في
إعدام كثير من قيادات أبناء جبال النوبة في
الميدان لمجرد أنهم اختلفوا معه في الرأي ؟ لماذا يتمسكون به وهو يقوم بتأليب المجتمع
الدولي على السودان وينشر غسيله النتن في الفضائيات بأسم أبناء جبال النوبة مما
أدى الى تشديد العقوبات الجنائية والسياسية والاقتصادية على السودان ، بشكل لم
يحدث لأية دولة منذ تأسيس الأمم المتحدة حتى الان . لماذا يتمسكون بياسر عرمان وهو
يحاول مد الحرب ويخلق لها الأعذار الوهية والمعدومة السند والدليل ، بل ويصر على أن
يحصر القتال في منطقة جبال النوبة دون غيرها من المناطق ، إن أبناء النوبة بالحركة الشعبية مطالبون بإبعاد هذا الرجل من
موقع القرار في الحركة وإيقافة من التحدث باسمهم في المنابر الدولية وفي المحادثات
التي تجري لايجاد تسوية لمشاكل المنطقة وعليهم أن يختاروا من بينهم من هو أكفا
ليقود هذا العمل ، ولا شك أنهم سيجدون سندا ً قوياً من إخوانهم في الداخل ومناصرة
كبيرة من كل القوى السياسية في السودان بما في ذلك المؤتمر الوطني ، ومن الأخ /
عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية وهو الضمان الوحيد لتنفيذ كل مايتم الإتفاق
عليه .
رئيس
الحزب القومي السوداني الحر
تعليقات
إرسال تعليق