الحاجز النفسي بين الانقاذ و "ياسر عرمان " !!
العلاقة بين الانقاذ وياسر عرمان الامين
العام للحركة الشعبية لقطاع الشمال قائمة على الخلاف الايديولوجي والكراهية
السياسية المتبادلة ، وكلاهما طرفا نقيض في المسارات العامة .
فقد ظل سجل عرمان يحسب في خانة العداء
الثابت لحكومة الانقاذ منذ ان كان قياديا في حركة قرنق حتي بعد ان صار الرجل يتبوا
الان موقعة المميز في قطاع الشمال .
تراكم الخصوم السياسية الغليظة بين الحكومة
وعرمان خلق حاجزا نفسيا عاتيا ساعد على تقوية شيطان الشكوك و الهواجس واغلاق مساحة
الثقة والود بينهما ، فلا يستطيع عرمان ان يري جميلا للحكومة ولا يمكن للانقاذ ان
ترى اشارات ايجابية على تصرفات عرمان .
جلس قطاع الشمال الذي يقود مفاصلة عرمان
على مائدة التفاهمات مع الحكومة حوالي (14) جولة خلال (5) سنوات ، فكانت محصلة تلك
الجولات مخيبة للامال ، وهذه المرة جلس قطاع الشمال ايضا مع الحكومة على مائدة
اديس ابابا في اغسطس المنصرم ، من خلال بوتقة نداء السودان التي ضمت قوى معارضة في
الخارج والداخل ، حيث وصلت تلك المفاوضات الي نقطة اللا شي ، فالواضح ان مضاعفات
الكراهية السياسية والحاجز النقسي جعلت قيادات الانقاذ تعلن بالصوت العالي ان
عرمان يقف من وراء هذا الفشل الذريع الذي لازم الجولة التفاوضية الاخيرة بل
والجولات التي كانت قبلها .
وبذات مضاعفات الكراهية والحاجز النفسي ظل
عرمان يضع الاجندة التعجيزية والصارمة على طاولة التفاوض مع الجانب الحكومي ، وها
هو في جولة اديس الاخيرة تقترح حل الميلشيات وقوات الدعم السريع وادخال جزء كبير
من الاغاثة عن طريق اثيوبيا ودولة الجنوب ، وهو بذلك يرسم واقعا على طاولة التفاوض
يقود الجانب الحكوي الي المغادرة واغلاق التفاهمات ، معضلة الحاجز النفسي بين
الانقاذ وعرمان لا تجعل الطرفين يمشيان سويا على بساط مرحلة الانصهار والتلاقي في
المستقبل ، لان عناصر الود والتلاقي والصلح بينهما غير موجودة اصلا فكلاهما ينهل
من معين مختلف .
فالثابت ان عرمان يحمل في دواخله منهج
اسقاط الانقاذ ومحاسبة رموزها ويتعامل مع التفاوض الجاري كقضية واقعية افرزتها
تحركات الوساطة الاقليمية ، بينما تجزم الانقاذ بان عرمان عدو خطير يحمل الخنجر
وراء ظهره للقضاء على وجودها .
وكذلك يحاول عرمان قراءة ملف الانقاذ من
زاوية اعرف خصمك وادرس نقاط ضعفه وقوتة ، وكذلك يسهب الرجل في ضرب الانقاذ باطلاق
شعارات الوقوف مع المهمشين والمحرومين .
ومن جانب الانقاذ درجت على تعرية عرمان
كشخصية اتهازية تلعب بالعواطف والاحاسيس ، وتعيش على استدامة مصالحها من خلال تلك
المتاجرة الفجة والشعارات الزائفة ، وان الرجل يحمل جينات محموعة على التوجه
الاسلامي .
جذوة الحاجز النفسي بين الانقاذ وعرمان لن
تنطفئ ابدا فهي معطونة بمواقف وذكريات مفزعة صارت منقوشة في الذاكرة ، حيث صادم
الرجل الانقاذ في محطات كثيرة ابرزها عندما ترشح في انتخابات رئاسة الجمهورية عام
2010م ، من خلال سيناريوهات مرسومة على خط الخصومة السياسية والارباك .
المحصلة تؤكد بان ياسر عرمان سيظل خضما
استراتيجيا للانقاذ قابضا على منهجه في المستقبل ، وسيكون دوره اكثر تعقيدا على
الجانب الحكومي في حالة التوصل الي تسوية مقبولة في الساحة السودانية وانزالها على
المنطقتين .
عادل عبده
تعليقات
إرسال تعليق