محادثات "الحركة والحركات" !



لايلوح في الافق ، أن هناك ثورة أو انتفاضة ، أو شيئاً مما ينتظر الحالمون
هل من بشريات ، توحي بأن المباحثات المُرتقبة بين الحكومة و "الحركة والحركات " ستحقق سلاماً في السودان ؟ كلا. لقد رُفعت جلسات الجولة الماضية الى أجل غير مُسمى ، لأن كل طرف تمسّكَ بموقفة . وما يقال بأن هُناك مدى زمني ، يفترض ألا تتجاوزه أزمة السودان ، وأن ذلك المدى هو ماتبقى من أيام اوباما في الرئاسة ،، هذا القول يقع على مسؤولية المراقبين وحدهم . فما تبقى من شهور هذا العام ، لاتكفي لحل الأزمة السودانية ، وفق خطة الهبوط الناعم ، التي تعني ، في ما تعني إلحاق المعارضين بالنظام  ، ضمن إلخاق السودان كله بمحيطه الأقليمي ، الذي يدور في فلك واشنطون . لقد اكتشفت المعارضة خلال جولات التفاوض الأخيرة ، أن الموقف الدولى -أمريكا وأروبا -  قد تحول من موقف ضاغط ، الى موقف داعم للنظام ، لأن النظام استطاع ان يقدم الكثير في مجال مكافحة الهجرة غير المشروعة الى اوربا ، ولديه الكثير مما يمكن أن يقدمة في مجال مكافحة الارهاب .. إذن ، هنالك أوضاعاً جديدة ، سوف تُبنى عليها السياسة الجديدة في المنطقة . هناك استقرار نسبي للأحوال في دارفور ، يصب لمصلحة النظام في الامساك بتلابيب الفوضى ، فضلا ً عن أن الحرب في جنوب السودان تتيح للخرطوم فرصة أكبر في التدخل في الشأن الجنوبي ، بما يرضي الطرفين المُنهكين ، بحرب لاطائل من ورائها . الحكومة في هذه المرحلة تخشي أحداً ، خاصة معارضيها في قوي نداء السودان ، الذين يتقافزون من اتفاق بينهم إلى آخر ، فخلال العاملين الماضيين وقعت هذه القوى المعارضة وثائقاً لاتحصى  ،  مابين باريس وبرلين وأديس ، حتى لاتكاد تفهم ، أي منها يحتوي على البرنامج السياسي الحقيقي لقوى الاجماع ، أو قوى التحالف الوطني ، أو المعارضة السودانية – سمّا ماشئت ! الثابت الوحيد في الشأن السوداني هو أمبيكي ، الذي اخترق جدار السودان بتوجيده الدائم كوسيط يتقدم بخارطة طريق الحل ، وهي في الأصل ، خارطة أمريكية أوربية . في ظل طرقات الصادق المهدي المتكررة على أن : مخرجات مؤتمر الحوار الداخلي ، تلبي طموحات القوى المعارضة ، وأنه سيعود ، لأن ما انتدب اليه نفسه خارج السودان قد تحقق .. في ظل هذا الطرق المتكرر تصبح قوى نداء السودان عند مفترق الطرق . فالحركة الشعبية باقية على مواقفها من الوقف الشامل لاطلاق النار ، وتمرير المساعدات الأنسانية من كافة المعابر ، ومخاطبة قضايا الصراع الاساسية ، التي وأن لم تصل إلى مرمى تفكيك النظام ، إلا أنها تتحقق موازنة معقولة ،تتيح لكافة الأطراف المشاركة .. وبينما يتم التلويح مرة أخرى للفرقاء بالعودة إلى طاولة التفاوض ، يتأزم الوضع الأقليمي والدولي أكثر أكثر ، فالحرب في سوريا أعادت صورة التنافس القديم بين أمريكا وروسيا في المنطقة فضلاً عن انهيار الدولة في ليبيا ، والتي تعتبر مورداً رئيسياً لسلاح الأقاليم السودانية الشاسعة . وبينما ترتب وفود التفاوض أوراقها للسفر إلى أديس ، للانخراط في محادثات مجهولة المصير ، يشار إلى أن المجتمع الدولي عازم على تحقيق مشروع سلام جزئي بالضغط على الطرفين ، ريثما تهدأ جبهات السودان لتتمكن أوربا وإمريكا من معالجة قضايا أكثر إلحاحاً من شؤون السودان . في ظل هذا الوضع ، يتفلت السوق الداخلي ، وتنقل الوسائط كل صباح ، قفزة جديدة للدولار في مقابل الجنيه السوداني ، وأنباءا مرعبة عن انتشار  وبائيات ، وأخرى مُضحكة عن "تعداد" رسمي للذباب داخل الغرف الامدرمانية  ، وغير ذلك من أخبار الطاقم الأعلى ، وهي أخبار في مجملها تذكر الناس بحقبة المرحوم بهاء الدين محمد أدريس داخل القصر! رغم كل هذا ، لايلوح في الافق ، أن هناك ثورة أوانتفاضة ، أو شيئاً مما ينتظره الحالمون . لا شيىء يلوح في الافق ليس هو كل المسألة ، في هذا السودان العجيب !
عبد الله الشيخ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قرقاش يستقبل وزيرة الخارجية السودانية

مشاركة متميزة للوفد الرياضي بكأس الأمم الإفريقية

حزب الوطن:القوات المسلحة والدعم السريع الضامنان للفترةالانتقالية